لعل بعض المسئولين يتضايق كثيرا من النقد أو من تشكي الناس من بعض المشاكل التي تواجههم في بعض نواحي حياتهم اليومية وما عرف طال عمره أن النقد ليس لذاته والدليل أنه لو لم يكن في هذا المكان لم ينتقد ولم يسمع الشكاوي المزعجة له فلو كان المسئول غيره فالناس ستتكلم عن ما عمل غيره وتقدر إنجازات غيره وستنتقد إهمال وتقصير غيره وسيصبح هو خارج هذه الدائرة لأنه ليس المسئول. فهدوا أعصابكم أيها المسئولين ولتعلموا أنه لولا هذا المواطن لكان ليس لوجودكم في أماكنكم القيادية أية لازم. فمن هذا المنطلق كلنا نعرف أن المواطن هو الركيزة الأساسية في كل عمل وقرار وليس المواطن هو ذلك الإنسان المسكين المحتاج والغبي الفقير الذي لا يهش ولا ينش وليس من أبسط حقوقه أن يقول كلمة الحق في حياته اليومية وليس له أي حق في أن يشتكي أو حتى يبدي انزعاجه. هناك الكثير من الأمثلة القيادية التي عرفت هذه الحقيقة فكسبوا احترام وثقة وحب المواطنين وبالتالي ثقة قيادتهم. وعلى النقيض لازال هناك بعض العقليات المسئولة التي تعيش في برجها العاجي وأفكارهم البيروقراطية ويعتقدون أن دائرتهم الحكومية إنما هي ملك خاص بهم يفعلون بها ما يريدون وأن موظفيهم إنما هم مجرد خدم في هذا الملك الخاص الكبير , والمواطنين إنما هم كائنات متطفلة مزعجة همهم إلحاق الأذى به , ولا بأس بين الفينة والأخرى كجميل كبير منه وككرم ونبل منه تقديم بعض التنازلات لهم بالسلام عليهم ومجاملتهم واستماع شكاويهم وبعدها رمي كل ذلك في سلة المنسيات. أتمنى من كل مسئول أن يعلم أنه كما وصل الكرسي له من شخص قبله سينتقل بنفس الطريقة إلى شخص آخر بعده ولا يبقى سوى الذكر الحسن , وقبل كل شي وبعده فليتذكر حديث الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام ( كلكم راع وكل مسئول عن رعيته ) وليعلموا أنهم يعيشون في القرن الحادي والعشرين والذي أصبح الناس فيه مدركين لكل ما يدور حولهم ويعرفون مالهم وما عليهم ويقرؤون في الصحف نهج الدولة وفقها الله الجديد في محاسبة المقصرين وكم أعجبني موقف ذلك الوزير في أحد الدول العربية والذي استقال لأن قطارين اصطدما على بعد 800 كلم من مكتبه ولم يتنصل من مسئوليته وتقصيره فكم من مواطن اصطدم بالإهمال خارج مكاتب مسئولينا على بعد أمتار وهم في غفلة نائمون ويا ليت قومي يعلمون. ناجي بن مساعد