البيئة لها متطلبات.. تجاهلها ناتج عن فساد وجهل وتطاول .. وسيدفع الجميع الثمن، ولو بعد حين.. كارثة (جدة) كانت نتيجة لهطول أمطار أقل بكثير مما كانت عليه في السابق.. ثم حدث ما حدث.. لماذا؟!.. هل ستستمر كوارث الفيضانات والسيول؟!.. تجاهلوا التحذيرات العلمية وهذا فساد.. يتحدثون عن إنشاء شبكة لمصارف السيول داخل المدن.. هل ستحل مشكلة الفيضانات؟!.. شبكة المصارف تحل مشاكل السيول التي تتجمع في شوارع المدن، نتيجة لهطول الأمطار على المدينة نفسها.. لكن أن تكون هناك فيضانات قادمة من خارج المدينة.. فلن تجدي معها أي شبكة صرف.. تحتاج إلى حلول أخرى.. قادرة على التعامل مع البيئة بشكل ذكي ورشيد.. المشكلة تكمن في عدم إعطاء البيئة حقها من الاهتمام.. يجب أن تعطى البيئة ومكوناتها نفس الاهتمام الذي تحظى به المكونات الأخرى.. والحديث يطول.. لكن أن يتحمل المواطن وزر كل شيء.. فهذه جريمة أخرى.. يلقون باللوم علانية.. المواطن بريء.. الحديث عن المناطق العشوائية.. جزء من الفساد الظالم المتفشي.. يعتبرون المواطن شماعة لتبرير التقصير.. والتخاذل في خدمته.. الفساد منتشر لا يسمع إلا صوته.. فيضانات (جدة) فضحت.. على الذين يلقون باللوم على الأحياء العشوائية.. أن يتوقفوا عن اتهاماتهم الموجهة للمواطنين.. يجب قطع لسان كل مسئول يلقي باللوم على المواطنين.. يقطن المناطق العشوائية، أكثر من مليون فرد.. ماذا عساهم أن يفعلوا؟!.. هل تريدونهم أن يفترشوا شوارع المدينة؟!.. ان يسكنوا تحت الأشجار؟!.. ماذا تريدونهم أن يفعلوا في ظل التقصير الواضح من الجهات المسئولة عبر السنين؟!.. للمواطن كرامة وعزة نفس.. يجب الحفاظ عليها.. هذا دور الأجهزة الحكومية ورجالها.. عيب أن يتعرض أبناء البلد للإهمال.. عيب أن يتركوا لاجتهادات فاسدة.. اجتهادات كلها تقصير وتقاعس.. اجتهادات تقود الناس إلى بناء أحياء عشوائية.. في ظل وجود أجهزة حكومية مقصرة.. عيب أن يترك هؤلاء المواطنون لجشع البعض وأطماعهم.. عيب أن تصبح الأراضي بهذا الغلاء الفاحش.. لا يستطيع المواطن تحمله.. عيب أن يعيش أبناء البلد فقر المسكن.. عيب أن يتحملوا أخطاء الجهات الحكومية.. مواطنون بسطاء يبحثون عن حياة شريفة وسط هوامير الفساد والجشع.. من يحمي المواطن ويحافظ عليه؟!.. من ينتشله من براثن غلاء الأراضي التي تدل على الفساد؟!.. غلاء الأراضي السكنية مؤشر عظيم على انتشار الفساد في البلاد.. الأحياء العشوائية مؤشر على الفساد.. وعلى تقاعس الجهات المسئولة.. عندما يأخذ المواطن حقه بذراعه، فهذا مؤشر أيضا على الفساد، والتقصير، والتقاعس، والترهل الذي تعيشه الأجهزة المسئولة.. نعم، ما زال تحذير كاتبكم قبل شهور في جريدة (المدينة) قائما وسيظل.. [الأسوأ قادم ويتمثل أيضا في فيضانات عارمة ستجتاح الكثير من المناطق.. فيضانات مدمرة.. فيضانات لن يمر على البلاد مثلها من قبل.. هذه الفيضانات نتيجة لتصرفات لا تراعي المتطلبات البيئية التي يمارسها البعض في هذا الوقت].. الأحياء العشوائية في مدينة جدة.. أصبحت جزءا من معالم المدينة.. أصبحت جزءا من مسؤوليات الأجهزة الحكومية.. أصبحت واقعا.. لماذا يتم إلقاء اللوم على المواطنين مع كل مشكلة.. الكهرباء متوافرة في هذه الأحياء.. المدارس.. البلديات.. الشرطة متواجدة.. كل شيء يتم تحت إشراف الأجهزة الحكومية.. لماذا إلقاء اللوم على المواطنين.. يزداد العجب، عندما نعرف أن الإهمال يطال حتى الأحياء التي يتم تخطيطها واعتمادها من قبل الجهات المعنية.. كل الأحياء في مدينة جدة، وغيرها، معرضة لكوارث الفيضانات.. باستثناء تلك التي تقع في هضاب المدينة المرتفعة بفعل الصدفة فقط.. الأمر لا يتوقف عند هذا الحد.. لكن هناك مشاكل كثيرة.. لم تتم السيطرة عليها.. تتفاقم يوما بعد يوم.. مشاكل تتوالد.. تخلق مشاكل أخرى جديدة، وهكذا.. نحن نتحرك حركة السلحفاة.. كل قوانا متجهة نحو تحميل المواطن كل تقصير وتخاذل..