غبي ... من يعتقد أن الناس أغبياء ... غبية .. من تعتقد أنها أذكى الكل أولاً عذراً لقلوب الأنقياء .... فالتذاكي مرض يمارسه الأغبياء .. فالمتذاكي فرد يعيش بيننا تجمعنا به ظروف الحياة فنستطيع احتماله تارة ولا نستطيع أخرى فتركه خير وهجره لا خير فيه فربما يكن أخاً لك أو قريب منك أو جليس جمعتك به الأقدار فتجاهله تارة وأدبه بحكمة تارة أخرى وتخوله بالنصيحة مرات ومرات لعل وعسى المتذاكي .. يظن أن بإمكانه خداع جميع من حوله بكذبة عابرة وحيلة غبية ساذجه فعملية التذاكي واللف والدوران يمكن ان تنجح بعض الوقت على المستوى الشخصي ولكنها عملية مؤذية مكشوفة تسهم في تحطيم العلاقات ومسخ الحب من القلوب وبناء حواجز النفوس وذلك المسكين يظن أنه بأساليبه البالية وخططه العقيمة وعقليته السطحية يرسم له مجداً ويضع له أساساً متيناً من العلاقات والحب والتقدير بينما هو كمن يرسم على الماء أو يخط ماحفظ في الهواء والمشكلة أن التذاكي في عصرنا انتشر بين الأغبياء من الرجال والنساء ومما زاد الطين بلة أنهم يسمونه الذكاء الاجتماعي في كسب العلاقات والمحافظة عليها فأصبحوا كمن لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك يكذب بأنه فعل وترك ونقل ووضع وضرب وقتل وهو اقل من أن يفعل ذلك ويظن أنه جعل من نفسه أعجوبة عصره بتصدره المجالس بأحاديث النصب والدجل وتلك لا تذهب سوى للسوق الفلاني وأبعد ما تقصد ((السوق الشعبي)) ولا تشتري سوى الماركات وما ترتديه قد اقترضته أو استأجرته و تملك وتسيطر واشترت وباعت وسافرت وعادت وهي لم تخرج من بيتها حتى لبيت جيرانها إن كان بقي لها من جيران يحبونها ويأنسون بزيارتها والحديث معها وذلك لأسلوبها المكشوف وعقليتها الفارغة فيا أيها المتذاكي .. أحذر فأنت كتاب مكشوف .. قد علم الجميع محتواك فليس من الحكمة استمرارك في الغباء لأنه من الغباء أن تعتقد أنك أذكى الناس فأعد مراجعة كشوفات حسابك فليست المشكلة أن تسقط بل المشكلة ألا تستطيع النهوض مرة أخرى.