أجمل «الأغبياء» ذاك النوع «المتذاكي» الذي يجعل «حالتك» تمثل نوعا من التحدي.. لعلمه وموهبته وقدراته.. وهو.. لا علم.. ولا موهبة.. ولا قدرات.. أما ما نعنيه بحالتك.. فهو بالتأكيد «اختلافك».. لكنك بالنسبة له: «المخدوع» انت لست سوى «شاهد مشفش حاجة» أما هو فيعرف عن «المخدوع منك» كل حاجة يعرف عن الذي «لم ير» منك.. كل ما ظن أنه «شاف». لذلك وفي حدود ذكائه.. وعلمه.. وموهبته.. وقدراته.. أنت لعبة «ذكائه».. فيما هو لا يدرك حقيقة أنه أكبر «المخدوعين» بك وفيك وفيما ظن ويظن لأنك الوحيد الذي يعرف كل شيء عنه وعن علمه وعن من علمه.. وعن حجم موهبته.. وحجم قدراته.. وأنك تعلم أكثر كثيراً مما علم ويعلم.. وتعرف ما يفوق معرفته آلاف المرات وأنه - في مقياسك - هو أكبر مخدوع ..خدع مرة في علمه.. فم يتعلم شيئاً. خدع ألف مرة في موهبته.. لأن من «علمه» استند بالأساس إلى غبائه.. ولم يكن يريد - مطلقاً - ان يعتمد على ذكائه. خدع في قدراته.. التي يدرك - قبل سواه - أنها قدرات محدودة وتافهة ولا يكاد يكون لها وجود الا وفق شرط أنك «مخدوع». لذلك يحلو لك ان تلعب عليه لعبة «المخدوع» وتجاريه فيها.. وتعمد لأن تجعل كل خطواتك «فارغة» بما يؤكد له «فعلاً» أنك مخدوع.. الأمر الذي يجعله يتمادى كثيراً في «التذاكي».. أي أنه يصبح مثل «الأرجوز».. لعبة مناسبة لك.. تستطيع ان تقلبها على كل الوجوه.. ودون الحاجة لأن تضع على وجهك أي «قناع» يصبح وجهك بشكله الطبيعي عبارة عن «ألف قناع» لا يمكن ان يرى منها أي شيء ولا يستطيع ان يدرك ما خلفها.. وكلما قشعت عن وجهك قناع الطيبة.. يرى تحته قناعاً أكثر طيبة وكلما خلعت قناع السذاجة.. لا يرى سوى قناع أكثر سذاجة.. وهذا.. يصبح لعبة مسلية.. لأنه لا يعرفك.. ولا يدرك حجم خديعته.. في ظنه بخديعتك ولا يستطيع ان يدرك نوع ومستوى وحجم خطوتك القادمة للرد على تذاكيه ولانه مطمئن لمستوى علمه ومعلمه.. يظن لشدة غبائه أنك لست سوى حالة تحدٍ عليه ان يمضي لابعد حد في مناوراته لاختراقها.. فهو على يقين - حسب ثقته في علمه ومعلمه أنه الكاسب في النهاية.. لأن كل شروط الكسب متوفرة له فأنت مخدوع.. ووحيد.. ومحدود الحركة والإمكانات.. ولم ولن تشاهد أي حاجة فلماذا لا ينتصر عليك وكل هذه الحيثيات لمصلحته. ينسى الغبي في تذاكيه حقائق أساسية.. أهمها: أولاً: هو ان حالتك بالنسبة له ليست سوى مكسب مادي.. يحققه له ما تعلمه وصدق أنه يكفي لتحقيق الانتصار عليك. ثانياً: هو ينسى أنك تدافع عن «ممتلكاتك»الخاصة وكيانك الخاص وقناعات لا يمتلكها ولا يدرك أهميتها.. ولا يدرك إلى أي حد أنت قادر على الدفاع عنها. لذلك لا يؤكد الغبي إلاّ غباء معلميه وانعدام مواهبهم.. ومحدودية قدراتهم أما هو فليس سوى مسكين.. مسكين جداً.. لأنه المخدوع الأكبر.