خلق الله الناس وجعلهم شعوبا ً وقبائل يتعارفون ويتلاقون ويجتمعون حتى ظهر في الحياة مسمى المجتمع . وأصبحت المجتمعات تتبنى عادات أو تقاليد أو أفكار خاصة بها سواء ً دينية أو اجتماعية ومن هنا ظهر الاختلاف .. قد لا يخلو اجتماع يحصل بين اثنين من اختلاف وسبب هذا الاختلاف قد يكون من وجهة نظر شخصية أو شرعية أو غيرها .. ولن أسأل لماذا الاختلاف ؟ فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع . ولهذا قد يكون الاختلاف ملح الحياة وما أطعمه من ملح يجعل الحياة مليئة بالأخذ والعطاء والحوار والنقد . فالمجتمعات الناهضة بالحضارة والتقدم هي من تؤمن بمبدأ الحوار كي تبتعد عن الخلاف والتوتر والتشاطر والانقسام بين أبنائها و تجني ( ثمرات الاختلاف ) إن صح التعبير وتفتح آفاق واسعة للتفكير والتحليل وطبعا ً لن يتحقق المرجو إلا بعد إحاطته بأسس وآداب الحوار الجيد ومنها : - تفهم بشكل جيد موضوع النقاش ولا تركز على نقاط خارج الموضوع. - القول الحسن والاستشهاد بالقرآن والأحاديث الصحيحة . - لا تقدم نصائح جاهزة . - لا تتعالى على من يحاورك . - الهدوء والاستماع للطرف الآخر وفهمه والحذر من مقاطعته . - أبحث عن الحل وليس عن المشكلة . - الإعتراف بالحق فضيلة . - تذكر دائما ً قول الأمام الشافعي رحمه الله : " رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب " . فعندما نوظف النقاط الآنفة في أي تحاور فإننا حتما ً سنخرج بفوائد جمة , وسنلحق بركب المجتمعات الراقية المتحضرة بالعلم والأدب . وسنكون أبعد ما يكون عن الخلافات والمشاجرات والقطيعة . خاتمة : لابد لحدوث ( اختلاف ) أن يكون هناك شخصين ليبدأ .. ولكن يكفي لإنهاء ( الخلاف ) شخص واحد فقط . علي بن شافي المصارير إعلامي وتربوي