لعل الكثير مغرور جدا ً بأصدقائه , ولعل غروره أعمى عينيه عن عيوبهم , ولعل أيضا ً وقوفهم جنبه وقت السراء زاده سرورا ً ومرح لأنهم يمرحون ، بل جعله لا يحس بمعنى المرح إلا وهم معه , هنيئا ً له! ولكن هل لنا بوقفة جدية مع أصدقائنا ؟ وهل الصديق يستحق الإختبار ؟ أم لا نملك الجرأة لكي نختبر أصدقائنا .. كان لبركات الشريف في وصيته لابنه مالك وقفة حكيمة لاختبار الصديق حيث قال : خويك اللي بالعطايا يمانيك *** إنصه بقضايا حاجة ٍ قبل ينصاك إما تجي منه العطايا تباريك *** أو تعذر دون مالك إليا جاك ولا يختلف اثنين في حكمة الشريف وبعد نظره ورزانة عقله , حيث أنه لم يوصي إبنه بإختبار الصديق إلا من أجل تحذيره من الأصدقاء وأن منهم الصديق الحقيقي ومنهم المتلبس بالصداقة , فكثير من القصص حكت معاناة الصديق الذي كان عز الصديق لسنوات طويلة , وانتهت صداقتهما بأتفه ما يكون في الحياة كزلة لسان أو مزاح ! ويأتي من المزاح مثل ضرب الرماح والصديق الحقيقي لا يتألم بالجراح , بل يعفو عن الزلات ويصفح عن الأخطاء ولا يتأخر في الإعتذار عندما يخطئ , فالإنسان خطاء وأبونا آدم قبلنا أخطأ وأخرج من الجنة ، ولو أن كل خطيئة تفرق صديقين اثنين لما وجدنا أصدقاء لا مشارق الأرض ولا مغاربها ، ولك أن تتخيل معنى الحياة دون صداقة وكيف يكون وجهها شاحب وكالح وكئيب ؟ وأمثال أشباه الأصدقاء كثر ولاشك أنك تعرفت على أحدهم في يوم من الأيام واكتشفت أنه شبه صديق أي صديقي وقت السراء ولا صديقي وقت الحاجة والضراء , وقد لا يعجب البعض تهجمي على الصديق أو التشكيك فيه , ولكني أطالبك بإختبار صديقك كي لا تخسر أكثر مما فات ، وأحذر أولا ً من صديق السوء وصديق السرور فلا خير فيهما ولا بركة ولا نفعه , وإن لم يأتي منهما شر فثق لن يأتي منهما خير قط , وثانيا ً لا تخف أمامك الدنيا بخيرها وشرها ولن يخذلك صديقك الوفي الذي يستحق الحب والولاء والإيثار وكلا ً سيظهر معدنه ، فإما أن تفخر به وإما أن تندم على معرفتك به.. وأخيرا ً يا هيه ياللي لابس ٍ ثوب الصداقه *** لا بارك الله في اللي جابك صديقي عزمتنا أبتعد وأقطعها من علاقه *** دام الصدر ضايق وصدرك مايضيقي! طبتم .. وطابوا أصدقائكم لكم .. علي بن شافي المصارير تربوي وإعلامي