هل من الممكن أن ينتشل الصديق صديقه من الضياع ويأتي به إلى الحياة مرة أخرى ليمنحه شهادة ميلاد جديدة؟ معترك الحياة اليومي زاخر بكل أنواع الأصدقاء؛ فهناك (الحسود، والقاتل، والمخادع والمراوغ، والهادم)، وكل هؤلاء وغيرهم قد تجدهم معك في كل مكان، في (المكتب، السيارة، وفي أي مكان قريب منك). لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل يمكن أن يساعدك صديقك على النجاح، أو أن يقف بجوارك في أوقات المحن والشدائد، أو رفع الظلم عنك حتى تتكشف الحقائق وتنجو من مخالب الذئاب؟ قد يكون ذلك ممكنا إلا أن هذا الصنف من الأصدقاء أصبح قليلا، وإن وجدوا فهم ضفعاء لا يستطيعون نصرتك؛ لأنهم في الحقيقة مغلوبون على أمرهم. واسمحوا لي من خلال جريدتكم العامرة "شمس" أن أنصح نفسي وأصدقائي من خلال هذا السرد لكثير من أنواع الأصدقاء الذين يجب أن نحذر منهم، وأخص منهم هنا طلاب وطالبات مرحلة الثانوي باعتبار أنهم في مرحلة المراهقة ومن السهل السيطرة عليهم من أصدقاء السوء. فأرجوك عزيزي اختيار صديقك بعناية ودقة، واحذر أن يكون واحدا من هؤلاء: صديق يهدم بنيانك القوي ويكسر حصونك المنيعة، يشعل النيران في حياتك ويعيث الخراب في أعماقك ويدمر كل الأشياء فيك. صديق يخدع ويمارس دور الذئب في حياتك، يبتسم في وجهك ويخفي مخالبه عنك، يثني عليك في حضورك ويأكل لحمك ميتا إذا غبت. صديق يخذلك يتعامل معك بسلبية، يمارس دور المتفرج عليك، يتجاهل ضياعك ويسد أذنيه أمام صرخاتك، وحين يحتاج إليك يسعى إليك بشتى الطرق، وحين تحتاج إليه يتبخر كفقاعات الماء. صديق يخدرك ويسيطر عليك حتى يحركك بإرادته ويحصي عليك أنفاسك، يتفنن في تمزيقك فلا تشعر بطعناته ولا تصحو من غفوتك إلا بعد فوات الأوان. صديق يقتلك، يبث سمومه فيك، يقودك إلى مدن الضياع، يجردك من إنسانيتك ويزين لك الهاوية ويجرك إلى طريق الندم ويقذف بك حيث لا عودة.. ولا رجوع. صديق مثل السراب، مزاجي، كلما أقفيت عنه ناداك تعال، وكلما أقبلت عليه عزم بالرحيل، وكل يوم له حال جديدة، مرة قريب، ومرة بعيد، تريده يقف بجانبك وقت الضيق فقط دون عمل أي خدمة فلا تجده، وإذا علم أنها مرت عليك هذه المرحلة الصعبة بسهولة قال لماذا لم تخبرني عن حالك؟.