للمعلم فضل كبير ، وحق جليل ، ومنزلة رفيعة ، ولو لم يكن من فضله إلا أننا كلما قرأنا القرآن كان شريكا لنافي الأجر في كل حرف لكفاه فضلا ومنزلة ، فكيف إذا كان له أكبر من ذلك بكثير من الأجور . ولقد عشت وأنا أكتب هذه الأبيات عالما جميلا من الذكريات مع معلمي وأيام الدراسة الأولى. فأشكر إخواني في لجنة تكريم المعلمين المتميزين والمتقاعدين عندما منحوني شرف إلقاء هذه الأبيات في حفل التكريم يوم الأربعاء الموافق 24/6/1430ه ********* فيضٌ من النورِ أم نورٌ من الكلمِ هذا الذي طارَ بالأجيالِ للقممِ هذا الذي محكمُ التنزيلِ شرَّفَهُ بذكرِه شامخاً في أطيبِ الكلمِ لا يستوي عالمٌ بالعلمِ متصفٌ ومن بجهلٍ مضى في حالِكِ الظُلَمِ لا يستوي من ينمِّي الفكرَ يحرسُهُ ومن يدنسه بالجهلِ والرممِ لا يستوي من يربي النشءَ يُلهمه روائعَ الفكرِ والأخلاقِ والشيمِ ومن غدا ناخراً في جسمِ أمتنِا والنشءَ يفسده بالشرِ والسممِ بوركت يامن رياضُ العلمِ منزلُكم فالروضُ مبتسمٌ بالعلمِ والحكمِ يا حبذا درسُكم بالعلم تعمره فأنت في الدرس مثلُ السحب إذ تهمي تُهدي العقول جمال العلم في خُلُقٍ كالغيث منهمراً في أطيب النَّسمِ نراك في الصبح والأطيار منشدةٌ فالعقد بينكما عقدٌ بلا لممِ نراك في الصبح والآفاقُ تسمعكم دعاءَ ذا الطير والحيتان في اليمِ في خطوكم ثقةٌ في علمكم سعةٌ يا حبذا درسُكم بالطيب مبتسمِ معلمَ الخير كم في النفس من شجن فأنت في القلب قد لازمت مثل دمي وأنت ذكرى بقلبي سوف أنشدها ذكرى من النور ها قد شع في كلمي وأنت ذكرى لأيام نرددها دعاؤنا لكم بالخير والنعم دعاؤنا لكم يجزيك بارئنا خير الجزاء بدار الخلد والخيم ما زلت أذكر أياماً لنا سلفت مازلت أذكركم يا حافظ الذمم ما زلت أذكر كم كررت من درس تعيده مخلصا يا مُنهض الهمم مازلت أذكر أني جئت مضطرباً قصرت في الواجب المطلوب يا ألمي أتيت والخوف ملء القلب يرعبني كل الرفاق لأني جئت بالتهم سامحتني وغفرت الذنب مبتسماً مع النصيحة قد بالغت في الكرم أتيتكم جاهلاً لا أدري ما لغتي ومالحروف ومالأعداد في الرقم أتيتكم باسما بالكتب مبتهجا حقيبتي حاملا جذلان بالقلم أقلب الكف في الألوان أحسبها حلوى أقبلها ألتذها بفمي أقلب الكتب مشتاقاً لصورتها فهذه قطتي تلهو مع الغنم علمتني ورعيت الفكر مصطبراً واريت جهلي بثوب العلم والحكم علمتني كيف أتلو الآي في أدبٍ ترتل الآي والطلاب في نغم علمتني هذه الأرقامَ أحسبُها مازلت أذكر درس الجمع والعدم نعد بالكف أرقاما فإن كثرت نهوي فنحسبها في أصبع القدم مازلت أذكر ذاك البشرَ يغْمُرني في لحظة بين تلك الكتب والقلم مازلت أذكر ما أحلاه من عملٍ كفي تخط حروفاً حلوةً لاسمي وقد خرجت أمام الصف مبتهجاً طبشورتي بيدي قد بددت ألمي أصخ بسمعك تسمع صوتنا حُلُما نردد القول في فصل بلا سأم ما زلت أذكر يا أستاذِ أمسية من النشاط رفعنا الأيدِ بالعلم علمتنا حب بلاد الطهر موطننا سلمت يا موطن الأمجاد والكرم معلم الخير ماذا بعدُ من شجن فأنت في القلب قد خالطت كل دمي معلم الخير عذراً قد قصرت في كلمي فحقكم سامقٌ في أرفع القمم لكنها أحرف سطرتُ في خجلٍ أرجو القبولَ وهذا العذرُ مختتمي جمال بن حمد الحمداء