ولو نفذوا ما التزموا به لما كنا نتحدث ..." أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن التفاهم السعودي السوري بشأن تثبيت الاستقرار في لبنان أنجز قبل أشهر، لكنه تعهد بعدم إنجاز أي التزام مطلوب منه بموجب هذا التفاهم ما لم ينفذ الطرف الآخر ما التزم به. ورفض الحريري في مقابلة مع صحيفة الحياة السعودية نشرت اليوم الكشف عن تفاصيل التفاهم، أو طبيعة الالتزامات المطلوب تنفيذها من كل طرف. بيد أنه أكد أن الجهود السعودية السورية تتناول عددا من النقاط لتثبيت الاستقرار في لبنان وهي ثمرة لمسار أطلقته القمة التي عقدت في بيروت بين الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان "ومن هنا لا يجوز لأحد أن يخطئ في تحديد المسار السعودي السوري". وأضاف الحريري أن المسعى السعودي السوري ناجز ينتظر التنفيذ "ولو نفذوا ما التزموا به لما كنا نتحدث عن سباق مع الوقت". وطالب الحريري من يوحون بأن على رئيس الحكومة أن يقوم بما عليه أن يطبقوا هم ما التزموا به "وليكن مفهوما بكل صراحة أن أي التزام من جانبي لن يوضع موضع التنفيذ قبل أن يقوم الطرف الآخر بتنفيذ ما التزم به. هذه هي القاعدة الأساس في الجهود السعودية السورية". وقال الحريري إن الطرف الآخر يعرف المطلوب "واستغرابي هو أنه لا ينفذها وفي الوقت نفسه هناك محاولة لإعطاء انطباع بأن الأجوبة مطلوبة منا نحن، بينما المطلوب خطوات محددة من الجهة الأخرى". وحول ما يتردد عن وقوع فتنة في لبنان قال "لحظة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان يمكن أن تحصل فتنة كبرى لكنها لم تحصل، تأزمت العلاقات اللبنانية السورية ولكننا منذ سنة فتحنا صفحة جديدة في هذه العلاقات ونحن ملتزمون بتحسينها ونسير قدما على هذا الطريق". وعلى الصعيد اللبناني الداخلي فإن "الفتنة لم تقع لأننا أخذنا قرارا بتحكيم العقل ورفض الانجرار إلى إثارة أي نعرات طائفية أو مذهبية وتقديم مصلحة لبنان على كل ما عداها". وأشار إلى أنه في السنوات الخمس الماضية حصلت أمور كثيرة انقسم في شأنها اللبنانيون انقساما عموديا "لكننا في كل مرة تصدينا للفتنة"، واستشهد بالانقسام بشأن سلاح حزب الله وأنه كان يمكن أن يؤدي إلى فتنة "لكن فريقنا السياسي كان قراره استيعاب هذا الموضوع بطرحه على طاولة الحوار الوطني". يشار إلى أن الحريري غادر اليوم بيروت متوجها إلى نيويورك لمقابلة الملك السعودي الذي يقضي فترة نقاهة بعد عملية لمعالجة انزلاق في فقرات الظهر، وهذه هي المرة الثانية التي يتوجه فيها الحريري إلى نيويورك لمقابلة الملك السعودي. 1