القى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بالكرة في ملعب الطرف الاخر اللبناني والممثل في حزب الله وحلفائه عندما تعهد بعدم انجاز أي التزام مطلوب منه بموجب التفاهم السعودي السوري ما لم ينفذ الطرف الآخر ما التزم به ، جاء ذلك بعد اشارة الحريري إلى أن الجهود السعودية السورية تسعى من خلال نقاط معينة لتثبيت الاستقرار في لبنان مؤكداً في الوقت نفسه أن السعي السعودي السوري ناجز ينتظر التنفيذ قائلاًً (ولو نفذوا ما التزموا به لما كنا نتحدث عن سباق مع الوقت). ورغم ان الحريري لم يكشف عن طبيعة الالتزامات المطلوبة من كل طرف الا أنه بالقطع لا يريد التشكيك في المحكمة الدولية كما يريد في الوقت نفسه ضرورة التعامل معها ومع قراراتها .. لأن تجاهل التعامل مع المحكمة الدولية المختصة بملف الحريري يعني مصادمة المجتمع الدولي الراغب في أن تمضي المحكمة في مسارها لتحقيق العدالة. وحقيقة فإن المسعى السعودي السوري الذي توجه خادم الحرمين الشريفين والرئيس السوري بشار الاسد بزيارتهما إلى لبنان في يوليو الماضي يهدف إلى تعزيز وترسيخ الاستقرار في لبنان من خلال تحاور وتفاهم الأطراف المعنية لأن تفاهماً يقوم على الحوار بين أبناء لبنان هو الأقدر على الاستمرار. وعلى كل فإن الأمور بصفة عامة تسير نحو الاستقرار وليس هناك ما يدعو إلى القلق وإن كانت الساحة اللبنانية لا يمكن الحكم عليها الا بعد اتفاق معلن فهناك جهود حثيثة تبذل ومساعٍ تتواصل حتى لا ينفجر الوضع في لبنان من خلال معادلة تجمع بين الاعتراف بالمحكمة الجنائية وقرارها وبما يضمن الاستقرار من طرف الحريري وحلفائه.