أعرب مصدر مسئول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الثلاثاء، عن "انزعاج الجامعة" لما ورد في رسالة إثيوبيا الأخيرة إلى مجلس الأمن بتاريخ 5 يوليو الجاري، التي ترفض فيها تدخل الهيئة في قضية سد النهضة بزعم أن ذلك قد يقوض العلاقات الودية والتعاونية بين الجامعة والاتحاد الإفريقي. وأكد المصدر أن "رسالة إثيوبيا تضمنت مغالطات عديدة، لكن أخطر ما ورد فيها هو السعي الواضح إلى دق إسفين بين منظمتين إقليميتين طالما احتفظتا، في الماضي والحاضر، بأوثق العلاقات وأكثرها متانة". وشدد على أن "الجامعة العربية ليست في وارد الدخول في أي صورة من صور السجال أو المواجهة مع الاتحاد الإفريقي، خاصة أنها تضم في عضويتها 10 دول عربية هي أيضا دول أعضاء في الاتحاد". وأشار إلى أن "الجامعة تحتفظ بأطرٍ وآليات مختلفة ومتعددة للتشاور والعمل المشترك مع الاتحاد الإفريقي، وتحرص على تنسيق المواقف معه حيال العديد من القضايا، فضلا عن العلاقة الودية الممتازة التي تربط الأمين العام للجامعة العربية بالسيد موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد". وأضاف المصدر أن "تدخل الجامعة في موضوع سد النهضة، الذي يستند إلى قرارات صادرة عن مجلس الجامعة، هو أمر طبيعي ومنطقي باعتبار القضية تؤثر على مصالح دولتين من أعضائها، هما مصر والسودان"، مؤكدا أن "مواقف الدولتين العادلة، التي تطالب باتفاق شامل وملزم لملء وتشغيل خزان سد النهضة، هي محل إجماع عربي". واختتم المصدر تصريحاته بالقول إن "المسعي الإثيوبي يحاول للأسف تصوير المسألة وكأنها صراع عربي-إفريقي، وهو أمر خاطئ يدعو للانزعاج والأسف"، داعيا أديس أبابا إلى "مراجعة هذا النهج غير البناء". وكانت إثيوبيا استنكرت، الثلاثاء، ما اعتبرته "تدخل" جامعة الدول العربية في الخلاف بين مصر والسودان بشأن سد النهضة على نهر النيل، قبل يومين من اجتماع مرتقب لمجلس الأمن الدولي. وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان: "نرفض تدخل جامعة الدول العربية غير المقبول في قضية سد النهضة، بعدما قدمت الجامعة طلبا إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة للتدخل في هذه المسألة". وتصاعد التوتر في ملف سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، بعدما أعلنت أديس أبابا أنها بدأت عملية الملء الثاني لخزان السد، مما أثار غضب دولتي المصب، مصر والسودان.