قال وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم السبت، إن القاهرة والخرطوم ستواجهان سياسيا وبكل حسم أي إجراء أحادي إثيوبي حول سد النهضة، مؤكدا أن مصر تتحسب لاستمرار تعثر المفاوضات مع إثيوبيا. وتوقع شكري أن تقدم إثيوبيا على إجراءات أحادية منفردة بالملء الثاني لسد النهضة "بعد التعنت خلال مفاوضات كينشاسا". واعتبر أن الملء الثاني لسد النهضة سيؤثر على مسار المفاوضات، مشددا على أن دولتي المصب لن تتهاونا أو تتنازلا عن حقهما في حالة وقوع الضرر الجسيم عند ملء سد النهضة. مصر تشكو إثيوبيا وفي وقت سابق السبت، تقدمت مصر بخطاب رسمي تشكو فيه إثيوبيا لمجلس الأمن، وتعلن اعتراضها على اتخاذ أديس أبابا قراراً منفرداً بالملء الثاني للسد. ووجه وزير الخارجية المصري خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن بالأممالمتحدة لشرح مستجدات ملف سد النهضة، وذلك انطلاقاً من مسؤولية المجلس وفق ميثاق الأممالمتحدة عن حفظ الأمن والسلم الدوليين. كما تضمنت الرسالة تسجيل اعتراض مصر على ما أعلنته إثيوبيا حول نيتها الاستمرار في ملء سد النهضة خلال موسم الفيضان المقبل والإعراب عن رفض مصر التام للنهج الإثيوبي القائم على السعي لفرض الأمر الواقع على دولتي المصب من خلال إجراءات وخطوات أحادية تعد بمثابة مخالفة صريحة لقواعد القانون الدولي واجبة التطبيق. اجتماع طارئ للجامعة العربية يأتي ذلك، فيما يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعاً استثنائياً في الدوحة الثلاثاء المقبل، من أجل بحث تطورات تلك القضية. يذكر أن مصر كانت قد أعلنت الجمعة أن مسار المفاوضات الحالية تحت رعاية الاتحاد الإفريقي لن يحدث أي تقدم ملحوظ، بعد أن تصاعدت التوترات منذ تعثر المحادثات التي توسط فيها بين الدول الثلاث في أبريل الماضي (2021). وكانت كل من القاهرة والخرطوم جددتا سابقا دعوة المجتمع الدولي من أجل المساعدة في حل نزاعهما المستمر منذ عقد مع إثيوبيا حول السد العملاق، الذي تشيده أديس أبابا على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل.