عمدت الأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن- مجلس دول الفيتو- وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة بضغوطها المكثفة على التحالف العربي والشرعية اليمنية ، بوضعهم العصي في دواليب مضائهم ، وبما أن الدول تحترم كلمتها ، أوقفت تقدمها لاستعادة الحدبدة من الانقلابيين تحت دعاوى أممية لضرورات إنسانية، مع أن المليشيات عملت العكس تمامًا ، وظلت تسرح وتمرح بين الحديدة وصنعاء وصعدة . وبعد أشهر طالت توصلوا للقاء في السويد انتهى بضغوط على الشرعية ، ووافقت ، وتملص الحوثي، بل وأمعن قصفًا وتنكيلًا ببلدات بمحافظة حجة، ومن البديهي ما دام قد وأدت دول الفيتو القرار 2216، التهمت بعده قرار اجتماع السويد المعمد بقرار من مجلس الأمن ، ومن حق أي متابع أن يلقي باللائمة على مجلس الأمن الذي لم يتابع تنفيذ قرراراته وخاصة " دول الفيتو" واتخذت المليشيات الصمت الأممي والتصريحات المبتذلة إزاء أي سلوك إرهابي ترتكبه مطية للتمرد وتكثيف عدوانها على الشعب اليمني وإذلاله . تخلل الوضع المتأزم خلال العام الماضي ؛ تأزم العلاقة بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الذي يعترف بالشرعية وبنفس الوقت كان يناوئها لخلاف مع أحد الأحزاب بالشرعية والذي لايقل عن الانتقالي ،وبحرص من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين على توحيد الجهود لمواجهة الانقلابيين الحوثيين ، دعت السعودية لجمع الفريقين وتم التوصل لاتفاق الرياض ولم يطبق بسبب عدم وجود الثقة بين عناصر من الجانبين ، ثم عقد اجتماع لتنفيذ الاتفاقية بمفاوضات بين الانتقالي والحكومة اليمنية ، توصل الطرفان الى تشكيل حكومة وأعلنت وبعد نجاح اتفاقية الرياض في انهاء الصدع بين الحكومة اليمتية والمجلس الانتقالي في الجنوب وانتقال رئيس الوزراء اليمني والوزراء إلى العاصمة المؤقتة (عدن) . وبعيد اداء الحكومة اليمنية القسم أمام الرئيس هادي في الرياض ، حاولت المليشيات وأد الحكومة الجديدة ، واستقبلتها صواريخ الحوثي البالستية الايرانية ولم ينتج عن ذلك رد فعل بحجم الحدث من مجلس الأمن الدولي ، سوى عبارات القلق والأسف دون تسمية المتسبب.. ولم يعق الهجوم تصميم الحكومة على تنفيذ الاتفاقية على الأرض امنيا وتوفير كافة الخدمات واعلانها في بيانها الاول ان توجه كل القوات لتحرير جميع المحافظات ، الشمالية . وبدأ الضغط من الجيش اليمني والمقاومة على جبهة صنعاء باعتبار سقوطها سيوفر الكثير من الوقت والجهد وبعد أن ألغى الرئيس الأميركي بايدن قرار صادق عليه الرئيس ترمب في أواخر رئاسته بإدراج الخارجية الأمريكية مليشيات الحوثي منظمة ارهابية ، شجع قراره المبيَّت؛ مليشيات الحوثي على فتح جبهة مأرب، المحافظة الوحيدة التي ليست تحت سلطة الانقلابيين ، ومع الهزائم التي تكبدتها مليشيات الحوثي بداية الهجوم على مأرب ، انطلق المبعوث الأممي لزيارة إيران ، ثم أعلن بايدن عن تعيين مبعوث الى اليمن ومع وصوله إلى عدن ثم صنعاء كثفت المليشيات الحوثية هجومها على مأرب وكان لطيران التحالف الدور الفاعل والمشهود في عرقلة خطط المليشيات كما أبلى جيش الشرعية بلاء حسنًا في وقف تقدم الهجوم على مأرب ، عندها عمد الانقلابيون لإسنخدام الطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات وصواريخ سكود تجاه مأرب ، ومخبمات النازحبن ، واستهداف المدنيين والاعيان المدنية في المملكة بصورة مكثفة وتم التصدي لها واحدثت بعضها أضرارًا بمنشآت مدنية . قوبلت تلك الأاعمال الارهابية الحوثية المأمورة من إيران بمواقف ضبابية باهتة من أميركا وسائر دول الفيتو، التي لحست أربعة قرارات من مجلس (الأمن) ، مكتفين بإطلاق عبارات القلق والأسف ، فيما المبعوث الأممي غريفيثس والمبعوث الأمريكي هم أقرب إلى الصمت. . ومع اشتداد الموقف على جبهات مأرب وخسائر فادحة في الافراد والمعدات لحقت بمليشيات الحوثي ،لم يتمكن من تحقيق اهدافه؛ فزع المندوبان للتوصل لوقف اطلاق النار وفشلا ، فيما لا يزال الحوثيون يحشدون الآلاف من الصبية والأطفال بموجات يشرية لايهمهم من غرروا بهم ، وانكسروا ، وكثفت المليشيات الحوثية يوميًا من إطلاق عشرات المسيرات وصوارخ سكود لاستهداف مأرب ومدن سعودية ولم تحقق إيران اهدافها .. وظل حرس خامنئي الثوري يشحن السفن التي تعبر الخليج وبحر العرب منها ما يتجه لسواحل جيبوتي ومنها ما يتوجه لميناء الحديدة عبر جسر بحري على متنها صواريخ وطائرات مسيرة تحت سمع ونظر عشرات البوارج الامريكية والبريطانية ، وعبر صحاري عمان تنقل برًا لدعم المليشيات الحوثية ؛في الوقت الذي يعقد فيه المبعوث الأمريكي محادثات مع الحوثيين للتمويه والتغطية لاستكمال دور جون كيري وزير الخارحية الأميركي الأسبق في ولاية اوباما الثانية ، فيما غريفيث والمبعوث الأمريكي يطالبان بوقف القتال في مارب دون الاشارة لذكر المعتدي الحوثي الذي بدأ بالهجوم على محافظة مأرب ، حتى هجمات الطائرات المسيرة وصواريخ سكود لم يشر اي منهما إلى ان مليشيات الخوثي هي من أطلقها خدمة لأهداف إيران في المنطقة . فيما التواطؤ الأممي مازال مستمرً، نظل ندعو المجتمع الدولي ، ومن السذاجة ان نتهم الأمم المتحدة أو سكرتيرها ( الأمين العام) غوانزليس ، بل الدول دائمة العضوية واختصارًا اميركا ممثلة في الرئيس بايدن أعاد عقارب الساعة للوراء لاستئناف محاولات جون كيري تمييع الوضع باليمن وفقًا لتوصيات اوباما، خلافا لما كان عليه الرئيس السابق ترمب الذي ظل يقاوم الدولة العميقة في بلده، ويضغط يوميًا على إيران بعقوبات صارمة ، وبعد تسلُّم بايدن الرئاسة، شرع يفاوض إيران والحوثيين سرًا وعبر غريفيثس ثم عبر مبعوثه إلى اليمن ، كل ذلك لشراء الوقت وتبدبد الجهود ، لدرجة ان مليشيات الحوثي الإيرانية تقصف يوميا مخبمات النازحين الذين انتقلوا من قراهم وبلداتهم إلى مأرب ،لم تتحرك إنسانية دول الفيتو التي يشار إليها بالمجتمع الدولي لأنها هي الفاعلة وتمتلك عددا من وسائل الضغط لكن لعابها يسيل على تسوية وضعها مع إيران لتستأنقف شركاتها استثماراتها . وقد سبقت الصين إدارة بايدن بعقدها اتفاقيات مع ايران يوم أمس وأكلت "النبق". وفوَّتت على بايدن أمله بالتقرب من إيران بلعبة مكوكية يقودها مبعوثه إلى اليمن ليصنع جميلًا لإيران كي يتحالف معها لمواجهة المارد الصيني. وصلت الأمور الى حد السذاحة والسخرية بعقول الناس ان يصرح المبعوث الأمريكي في اليمن في 5 مارس 2012 ان نتائح زيارته إلى صنعاء أسفرت عن أن أولويات الحوثيين مأرب ، ثم غادر إلى مسقط للقاء محمد عبدالسلام ومع وصوله لقاعة الاجتماع ، استهدفت مسيرات متفجرة ميناء رأس تنورة ، في حين إدارة بايدن تكرر الدعوة لحل سياسي واستنكارها لاسنهداف المليشيات الحوثية لمرفق نفطي، وجاء تصريح واشنطن ليحسم ما كان يشار إليه ان الاستهداف جاء من الشرق لاستهداف ميناء رأس تنورة؛ لتوضح أن الهجوم صادر من مليشيات احوثي صوب ميناء رأس تنورة أهم ميناء يصدر 20% من امدادات النفط العالمي . ثم اسنهداف مصفاة نفط في الرياض وتتكرر نفس الاسطوانة الأمريكية ،دعوة لحل سياسي وادانة معلبة . ثم استهداف محطة توزيع نفط في جيزان في الوقت الذي أعلن فيه وزير االخارجية السعودية مبادرة سياسية لهدنة تعقبها مفاوضات لحل سياسي وقد فاجأت المبادرة السعودية امريكا والغرب ، وقد جاءت المبادرة من موقع القوة بعد ان أٌجهضت محاولات تحقيق نصر في جبهة مأرب وأفشلت الدفاعات الجوية السعودية فرقعات مسيرات الحوثي الايرانية وصواريخ سكود ، وقطعت الطريق على لعبة التمطيط الامريكي والأممي بمبادرة شاملة لحل الأزمة اليمتية ، والتي حازت إجماعًا دوليًا . وبعد الاعلان تصاعدت الاستهدافات الايرانية عبر عملاء الولي الفقيه ، ثم اصدرت إيران بيانًا عائما يشك في حقيقته نشرته مواقع ايرانية واذاعته فضائيات ،يشي بالإشارة ضمنا لأي جهود تقود لإنهاء الحرب في اليمن فيما مندوب خامنئي السامي في صنعاء ومعه المليشيات الحوثية الايرانية رفضت المبادرة مما جعل امريكا تلتقط الرفض الحوثي وتصرح بضرورة موافقة الحوثي ، ثم يطير المبعوث الأممي الى مسقط التي رحبت بالمبادرة السعودية ،عندها ارسل زعيم مليشيات الحوثي ، الناطق باسم المليشيات الانقلالية بملاحظات على المبارة تفرغها من مضمونها، ثم عاد ليدون تغريدة في تويتر مكرراٍ ما دأب عليه من كلمات طنانة وعن النية لمواصلة اطلاق المسيرات والصواريخ البالستية ، او وقف طائرات التحالف دعمها المتمثل في توفير الغطاء الجوي لجيش الشرعية المدافع عن مأرب ووفقا لطلب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. والثابت ان التحالف لايستهدف المدنيين بل يوفر الغذاء والدواء وكافة المعونات الانسانية ، محمد عبدالسلام ، غير مدرك أنه يمثل انقلابيين يخدمون أهداف إيران التوسعية والنخريبية التي لم تقدم لليمن إلا الدمار وأسلحة الموت التي تفتك بالشعب اليمنبي واقتصاده ومؤسساته . والمفارقة ان الأمم المتحدة ودول الفيتو تصر ان تظل منظماتها الأممية والدولية الانسانية في صنعاء مع علمها وعلم دول الاتحاد الأوروبي ان ما تقدمه بضخ في مصلحة مليشيات الحوثي الايرانية ولا تصل للمحتاجين بمحافظات تحت سيطرة الحوثي بل 99 % تدفع لعناصر المليشيات وعوائلهم وتزود بها متاجر صنعاء وصعدة ومختلف المحافظات الخاضعة لجبروتها وتباع بأثمان مرتفعة تحول لخزينة الحوثي اضافة لما تجبيه من الرسوم الجمركية على الواردات إلى ميناء الحديدة . والحقيقة التي لا تقبل التأويل أن ميليشيات الحوثي لن ترعوي أو تقبل أي حلول أو تسويات ،،خاصة أنها لايهمها ما لحق بالشعب اليمني بمناطق نفوذها من وضع بائس هو الأسوأ في العالم ،تملأ جيوب عملائها من مشائخ قبائل وتغدق عليهم ليرسلوا أطفالهم لمحارق الموت ، من جهتها إيران تستخدم دماء اليمنيين ورقة تفاوض بها الدول الموقعة على الاتفاقية النووية ، ولولا الدعم الايراني لما تنمرت المليشيات على من تصفهم بالزنابيل الذين يتوقون للخلاص من تلك الطغمة التي تقاد من طهران وقم . وزاد الطين بلة تلهف بايدن للتفاوض مع ايران . ولقد وضعت لمبادرة السعودية الأمم المتحدة والدول الخمس بصفة خاصة ، والعالم أجمع في اختبار مدى جديتهم في تحمل مسؤولياتهم وأخرست كل الأبواق التي تدعي حرصها على حقوق الانسان ، وما قدمته السعودية من دعم شامل لليمن؛ سواء النقدي والاقتصادي والصحي والتعليمي والاغاثي وماقدمته للأمم المتحدة من مليارات لدعم منظماتها ، ،ومن مبادرات أعادت للشرعية قوتها ،و تتقزم أمامها ما قامت به وتقون به دول الفيتو بأضعاف مضاعفة في الجهد الانساني ونزع الألغام مما بذلته الدول الخمس التي تمعن في ممالأة ميليشيات الحوثي ضد الحكومة الشرعية والتحالف ،ووأدت قرار تحت البند السابع 2216 الذي قايضوا به توقيعهم الاتفاقية النووية مع إيران عشية التصويت على القرار المؤود.