أعلن عالم الفيزياء الإيراني شهرام أميري في مقابلة مع قناة تلفزيونية إيرانية، قبيل مغادرته الولاياتالمتحدة إلى طهران، الأربعاء 14-7-2010، نيته كشف تفاصيل عملية "خطفه" من قبل عملاء استخبارات أمريكيين. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست "بفضل الجهود التي بذلتها الجمهورية الإسلامية وتعاون سفارة باكستان في واشنطن، غادر شهرام أميري قبل دقائق الأراضي الأمريكية متوجها إلى إيران عن طريق بلد ثالث". ولم يوضح مهمانباراست في تصريحاته التي بثتها وكالة الأنباء الطلابية، البلد الذي سيمر فيه أميري. وأكد الناطق الايراني أن إيران ستواصل "جهودها على الصعيد القانوني والدبلوماسي" ضد الحكومة الأمريكية "لمسؤوليتها في خطف أميري". وأجرت القناة الإيرانية "برس تي في" مقابلة مع أميري قبيل مغادرته الأراضي الأمريكية. وقال أميري إن "قصة خطفي مليئة بالتفاصيل (...) عندما أصبح في بلدي العزيز يمكنني أن أتحدث إلى الصحافة بضمير مرتاح ورواية المحن (التي واجهتها) في الأشهر ال14 الأخيرة". وتابع أنه سيوضح هذه القضية التي تبقى "لغزا لكثيرين". وأضاف "عندما أصل إلى إيران سأوضح ادعاءات وسائل الإعلام الأجنبية والحكومة الأمريكية التي تناولت سمعتي". وأوضح أنه تمكن من "الفرار من عناصر الاستخبارات الأمريكية" و"بمساعدة أصدقاء" من إرسال شريط فيديو بثه التلفزيون الإيراني مطلع حزيران(يونيو) وأكد فيه أنه "خطف" من قبل الأمريكيين. وأضاف "أعتقد أن الأمريكيين (بعد بث الفيديو) لم ينجحوا في استخدامي في لعبتهم ووجودي (في الولاياتالمتحدة) تحول إلى مشكلة". وأكدت الولاياتالمتحدة الثلاثاء أن أميري موجود في الولاياتالمتحدة "بمحض إرادته (...) منذ بعض الوقت". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي "إنه بالتأكيد حر في الرحيل"، موضحا أن أميري أبلغ الولاياتالمتحدة برغبته في مغادرة البلاد. ولم يوضح كراولي ما إذا كان أميري قدم معلومات عن طبيعة البرنامج النووي الإيراني الذي تستهدفه الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة. كما رفض الإدلاء بأي تعليق عن طريقة وصول العالم الإيراني إلى أمريكا. وكان أميري قال الثلاثاء في مقابلة مع شبكات التلفزيون الإيرانية الحكومية أنه موجود في مكاتب رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن بعدما نجا من الفرار من الاستخبارات الأمريكية. وفي طهران، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدین بروجردي أن العالم النووي الإيراني شهرام أميري تم خطفه بالفعل من قبل الاستخبارات الأمريكية، لكنه نوه كذلك بأن كل شيء سيتضح عند عودة " أميري " للبلاد ومعرفة المزيد عن عملية انتقاله للولايات المتحدة. وقال بروجردي للصحافيين في البرلمان الإيراني الذي عقد جلسة خاصة تتعلق بقضية العالم النووي الإيراني "لا بد في البداية أن تتضح ملابسات قضية اختطاف أميري لكن بعد عودته إلى البلاد و الحصول على معلومات منه مباشرة". وأضاف "أن مجموعة القرارات التي لابد أن نتخذها هي على أساس بداية الأحداث تورط كل من السعودية وأمريكا فيها. لأنه ما هو مؤكد لنا أن فرقة من الاستخبارات الأمريكية، هي من قام باختطافه في الأراضي السعودية بمساعدة من الاستخبارات السعودية, لكن حول ما يتعلق بكيفية هروبه من أيدي قوى أمريكية, فعلينا الإنتظار إلى حين عودته للبلاد". و في رده على سؤال حول ما إذا تمت مبادلة أميري بالأمريكيين الثلاثة قال "هناك 10 إلى 12 إيراني وضعهم يشبه أميري، موجودون في الولاياتالمتحدة لذا لم يكن هناك أي مباحثات حول هذا الموضوع . وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية فإن شهرام أميري هو "باحث في النظائر المشعة الطبية في جامعة مالك الاشتر" التابعة للحرس الثوري. وفقد أميري في السعودية في حزيران (يونيو) 2009 بينما كان يؤدي مناسك العمرة. وفي أواخر آذار (مارس)، أفادت شبكة التلفزيون الأمريكية "ايه بي سي" أن أميري منشق ويتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه). لكن في حزيران (يونيو)، بث التلفزيون الإيراني الحكومي شريط فيديو يؤكد أن أميري محتجز قرب تاكسن في ولاية اريزونا جنوب غرب الولاياتالمتحدة. وبعد فترة قصيرة بثت شريطا آخر ظهر فيه عالم الفيزياء الذي أكد أنه فر من الاستخبارات الأمريكية وموجود في فيرجينيا (شرق).