طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت طهران أمس، أنها ستتابع قضية الباحث النووي شهرام أميري الذي بثّ التلفزيون الإيراني شريط فيديو ظهر فيه رجل قدّم نفسه بوصفه أميري، مشيراً الى ان الاستخبارات الأميركية خطفته وانه معتقل في ولاية أريزونا. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست ان «هذا الفيلم يظهر ان هذا المواطن الإيراني البريء خُطف من جانب أجهزة استخبارات أميركية»، مضيفاً: «انه عمل غير إنساني ينتهك القوانين الدولية، وسنستخدم قنوات شرعية لمتابعة القضية». ورفض مهمان برست الحديث عن عملية تبادل بين أميري وثلاثة أميركيين تحتجزهم إيران منذ تموز (يوليو) 2009 بعد دخولهم اراضيها في شكل غير شرعي من كردستان العراق. وقال ان هذه الأنباء «عارية من الصحة»، مضيفاً ان «القضاء الإيراني يرفض إجراء أي عملية تبادل للمتهمين الذين ملفاتهم قيد التحقيق». وتقول طهران ان أميري «باحث» في «جامعة مالك أشتر» في طهران، والمقرّبة من «الحرس الثوري»، مضيفة انه اختفى في حزيران (يونيو) 2009 لدى توجهه لأداء العمرة. ويتهم المسؤولون الإيرانيونالولاياتالمتحدة بخطفه. وفي آذار (مارس) الماضي، بثت قناة «اي بي سي» الأميركية ان أميري انشق الى الولاياتالمتحدة ويساعد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في جهودها لتقويض البرنامج النووي الإيراني. وبث التلفزيون الإيراني الاثنين شريط فيديو ظهر فيه رجل يضع سماعات ويبدو انه يتحدث خلف كومبيوتر من خلال كاميرا عبر الإنترنت (ويبكام). وعرض التلفزيون، الى جانب شريط الفيديو، صورة قال إنها لأميري، ويبدو فيها شبيهاً بالرجل الذي يتحدث في الشريط الذي أفاد التلفزيون الإيراني بأن الاستخبارات الإيرانية حصلت عليه «في وسائل خاصة». وقال الرجل في الشريط الذي استمرت نحو 4 دقائق، انه موجود الآن «في مدينة توسون في اريزونا» جنوب شرقي الولاياتالمتحدة، موضحاً ان الشريط صُوِّر في الخامس من نيسان (أبريل) الماضي. وذكر الرجل الذي كان يتحدث بالفارسية، انه «خُطف في عملية للاستخبارات الأميركية» في 3 حزيران 2009، مضيفاً أنه «اقتيد إلى منزل». وزاد: «حُقنت بإبرة لتنويمي، وحين أفقت كنت على طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدة». وقال الرجل: «منذ خطفي واقتيادي الى الولاياتالمتحدة قبل 8 أشهر، أخضع لحراسة وتعرّضت لتعذيب قاسٍ وضغط نفسي من محققين في الاستخبارات الأميركية» ذكر أنهم أرغموه على «المشاركة في برنامج تلفزيوني أميركي لأقول إني شخص مهم في البرنامج النووي الإيراني وإني طلبت اللجوء الى الولاياتالمتحدة بمحض إرادتي وأحمل معي وثائق مهمة مع كومبيوتر محمول يتضمن معلومات سرية عن برنامج إيران النووي العسكري». واعتبر أن «هدفهم الضغط على إيران وإدانتها وتكريس أكاذيب ترددها أميركا في استمرار»، مطالباً منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ب «التحرك للإفراج عني وعودتي إلى وطني العزيز إيران». لكن واشنطن نفت ما قاله الرجل في الشريط. ونقلت وكالة أنباء «اسوشييتد برس» عن مسؤول أميركي قوله: «من السخف لأي شخص الادعاء بأن الولاياتالمتحدة تعذّب أناساً كي يعلنوا اعترافاً كاذباً بانشقاقهم أو أي شيء آخر. نحن لا نعمل على هذا النحو».