في ظل مرحلة التحول الوطني (2020) ووصولا لتحقيق أهداف خطط رؤية (2030) أصبح الاستثمار في المجال السياحي ضمن الأهداف التي تسعى الدولة لتفعيلها بشكل إيجابي يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني... توجد في وطننا الكبير مقومات جاذبة للاستثمار في هذا المجال الخصب،لكن تحتاج لعمل دؤوب ممنهج،يعي أن نجاح السياحة يقوم في الأساس على مستوى الخدمات.. محافظة العارضة ، الواقعة في أقصى شرق منطقة جازان.. هي دون أدنى تكلف صورة جمالية أبدع في خلق طبيعتها الخلابة الخالق جل في علاه..جبال وأودية وأراضي خضراء تسر الناظرين.. ويروي المعمرون في المحافظة ، إن سبب تسميتها بهذا الاسم يعود إلى كونها تعترض كثيرا من الأودية القادمة من جبال تهامة، وجبال السراة شرق المحافظة..وادي جازان..وادي المحاطة..وادي خمران..وغيرها من الأودية..كلها تصب في سد جازان غرب المحافظة..أي قادم للمحافظة من الغرب يرى كيف أن جبلي (العبادل/ وسلا) يحتضنان المحافظة ويحرسانها من جهة الشرق على الحدود مع دولة اليمن الشقيق.. ، يزرع فيها النباتات الععطرية والورود ومنها الكاذي ، الريحان، الفل، البعيثران، الشذاب، تجتمع في جبال العارضة ، وحقو ل سهولها.. ومن أهم مواقعها المشهورة ، ( الحقو ) تشغل المنطقة الجغرافية الواقعة بسفح الجبال مباشرة ويليها نحو الغرب سهل تهامة..أي أنها الأرض الفاصلة بين الجبال وبين تهامة.. و تتمتع بمزايا جغرافية واجتماعية وزراعية غاية في الجمال،،لأنها تمزج بين مختلفين متكاملين..الجبل وتهامة ، ويطلق على سهل العارضة " - امحقو" باللهجة الجبليَّة , ولهجة محافظات المنطقة عدا محافظات صبيا وبيش والدرب والشقيق ، وعندما وفد عرب تهامة إلى المدينة ، سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح ،: "هل من امبرٍ امصيام في امسفر ، أجابهم بإقرار منه لهجتهم : " ليس من أمبرٍ أمصيام في أمسفر" -. كما أن ذلك يقال للأراضي التي تقع غرب فيفا وجنوبها "امحقو"..وذلك يعود لتقارب اللسانين،فالقبائل المتوزعة في جبال العارضة وجبل فيفا ذات مرجعية قبلية واحدة.. بعيدا عن هذا، أي زائر للمحافظة يعي معنى السياحة يدرك أن المحافظة تعتبر كنزا سياحيا مهملا..! جبالها العذراء وبحيرة السد فيها،وعيونها الحارة كلها تشكو الإهمال.. ويجب أن تنال العارضة حقها كاملا لتكون وجهة سياحية ذات مقومات خدمية مرضية.. ومع ذكرى اليوم الوطني العام المنصرم استضفنا في المحافظة الدكتور علي الشعبي.. وقد قام بجولة في المحافظة، وحين وصل أعلى جبل "سلا"- تساءل : أين هيئة السياحة عن محافظة العارضة؟!! ونحن ما زلنا نردد حتى اللحظة: أين هيئة السياحة عن محافظة العارضة؟!! هي كنز مهمل... لكن؛ إلى متى؟!!