الأميركيون مصدومون من تزايد قوة وفاعلية طالبان بعد تنفيذها هجوما بمختلف الأسلحة على قاعدة باغرام الجوية. جازان نيوز - كابل - ميدل ايست اونلاين : شن متمردون من حركة طالبان هجوماً جريئاً بالرشاشات والقنابل اضافة الى الهجمات الانتحارية على اكبر قاعدة لحلف الاطلسي في افغانستان، ما ادى الى اندلاع اشتباكات استمرت ساعات واسفرت عن مقتل متعاقد اميركي و11 متمرداً. واصيب تسعة جنود من القوة العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة في الاشتباك الذي استمر سبع ساعات في قاعدة باغرام الجوية على بعد نحو 60 كلم شمال كابول، حسب ما افاد المتحدث باسم الحلف السيرجنت توم كليمنتسون. ويأتي هذا الهجوم غداة هجوم انتحاري بسيارة مفخخة اوقع خمسة قتلى من الجنود الاميركيين الى جانب كولونيل كندي و12 افغانياً ما يعكس الدقة المتزايدة التي ينفذ بها المتمردون عملياتهم وتصميمهم على مواصلة القتال بعد نحو تسع سنوات من التمرد. وتتولى القوات الاميركية ادارة قاعدة باغرام التي تعتبر اكبر قاعدة لحلف الاطلسي في البلاد. واعلنت حركة طالبان، التي تقود التمرد ضد الحكومة الافغانية والقوات الغربية، مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت ان 20 انتحارياً شاركوا فيه. الا انه يعرف عن الحركة المبالغة. وقال ذبيح الله مجاهد الناطق باسم قيادة طالبان من موقع لم يحدد "اليوم عند الساعة 5:00 هاجم 20 انتحارياً من طالبان قاعدة باغرام من جانبيها الشرقي والغربي". واضاف "قام اربعة انتحاريين بتفجير احزمتهم الناسفة فيما المعارك مستمرة في القاعدة". وقال كليمنتسون ان "الهجوم بدأ عند نحو الساعة الرابعة او الرابعة والنصف صباحا، وانتهى نحو الساعة 10:30 الى الساعة 11:00 صباحاً"، مشيراً الى ان الساعات الست الاخيرة شهدت "اطلاق نار خفيفاً ومتفرقاً". واكد ان متعاقداً مدنياً اميركياً "كان في مكان احدى الهجمات" قتل اضافة الى 11 مسلحاً، مضيفا ان اثنين من الجنود التسعة المصابين عادوا الى العمل، بينما حالة الاخرين "مستقرة". واضاف ان اربعة مهاجمين آخرين على الاقل كانوا يرتدون سترات ناسفة قتلوا قبل تفجيرها. ولم يتمكن المسلحون من "اختراق القاعدة". وذكرت الميجور فيرجينيا ماكابي وهي متحدثة اخرى باسم القاعدة ان المسلحين "استهدفوا بوابة، ولكنهم لم يستطيعوا الدخول..وكان رد الجنود سريعاً جداً". وذكرت القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان ان المتمردين استخدموا "الصواريخ والرشاشات الصغيرة والقنابل" في الهجوم. وتعتبر قاعدة باغرام التي تربط رحلات الطيران بين مناطق افغانستان وبين افغانستان والخارج، نقطة عبور لمعظم قوات الحلف التي تقودها الولاياتالمتحدة والبالغ عددها 130 الف جندي ويتوقع ان يرتفع الى 150 الفاً في اب/اغسطس لتعزيز القتال ضد طالبان. وقال شاهد عيان يدعى زيماراي مالك زاده "رأيت مروحيات اميركية تحلق فوق المنطقة، وتطلق النار ويرد عليها الارهابيون". وقال احمد جواد وهو مزارع من المنطقة "رأيت احد الانتحاريين وكشف لي عن حزامه المتفجر. فانصرفت راكضاً. ولحقت به الشرطة والاميركيون ثم فجر نفسه هنا". واضاف ان "الشرطة والاميركيين لحقوا به ثم فجر نفسه هناك". وقال ذبيح الله ان اربعة من انتحاريي طالبان فجروا احزمتهم الناسفة. واشتهرت قاعدة باغرام على انها موقع سجن يديره الاميركيون افتتح بعد الغزو الاميركي لافغانستان الذي اطاح بنظام طالبان في اواخر 2001. وفي آذار/مارس 2009 هز اعتداءان مدخل القاعدة ما ادى الى اصابة ثلاثة مدنيين بجروح. ويسافر من قاعدة باغرام نحو 1650 شخصاً يومياً. واضافة الى الجنود يتواجد نحو خمسة آلاف مدني في القاعدة يعملون لحساب شركات متعاقدة مع الجيش. وهددت طالبان بحملة جديدة من الهجمات في انحاء البلاد من العاشر من ايار/مايو تستهدف دبلوماسيين واعضاء في البرلمان الافغاني ومتعاقدين اجانب وعناصر القوة الدولية. وقتل جندي اخر من حلف الاطلسي في جنوبافغانستان الاربعاء مما يرفع الى 211 عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا في عمليات قتالية هذا العام، من بينهم 130 جندياً من الولاياتالمتحدة. والثلاثاء قتل ثمانية من جنود الحلف، ستة منهم في انفجار انتحاري بسيارة في العاصمة كابول اعلنت طالبان مسؤوليتها عنه. وتتزايد خسائر القوات الدولية فيما تهدف الاستراتيجية الجديدة التي قررها اواخر 2009 الرئيس باراك اوباما الى وقف تقدم المتمردين.