ضرب زلزال بقوة 7.8 بمقياس ريختر نيبال يوم السبت 25 أبريل / نيسان الماضي وكشف تحليل علمي حديث عن أدق التفاصيل المتعلقة بالزلزال المدمر الذي ضرب نيبال العام الماضي. جاء ذلك ، بتقرير نشره موقع BBC مساء اليوم ، أشار فيه ، أن بيانات الأقمار الصناعية استخدمت لإظهار مكان وكيفية انشقاق الصخور تحت القشرة الأرضية في نيبال، مما أدى إلى حدوث الزلزال ومصرع أكثر من 8,800 شخص. وكان مركز الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة بمقياس ريختر، عند نقطة عميقة إلى الجنوب مباشرة من جبال الهيمالايا شاهقة الإرتفاع. ويقول التحليل العلمي إن هذا التكوين "المنحدر" ربما لعب دورا رئيسيا في بناء القمم الجبلية الشهيرة. تدفع القوى التكتونية الطبقات الأرضية تحت شبه القارة الهندية تحت آسيا الوسطى وتتراكم الصخور أعلى المنحدر، وهو ما يضيف بضعة ملليمترات في السنة لارتفاع الثلوج والجبال المغطاة بالجليد. جبال الهيمالايا نشأت نتيجة التصادمات التكتونية بين الهند وآسيا الوسطى: وكتب جون إليوت، من جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، وزملاؤه تقييمهم للزلزال الذي ضرب نيبال في 25 أبريل / نيسان الماضي في دورية "نيتشر" لعلوم الأرض. القمر الصناعي الأوروبي "سنتينيل-1 إيه" يأتي ضمن أسطول من أجهزة الاستشعار المدارية الجديدة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي وتتبع الباحثون نشاط الزلزال حتى نقطة على عمق يتراوح بين 10 و15 كيلومترا. وانتشر الزلزال عبر ما يطلق عليه الفريق اسم "نقطة التوقف"، التي يتحول عندها الصدع الرئيسي في المنطقة من الوضع الأفقي نسبيا إلى وضع الزاوية المائل على الأرض. ويقول العلماء إن هذا الوضع الهندسي يحدث عددا من النتائج : أولا، يفسر هذا بدقة سبب ارتفاع السطح المحيط بالعاصمة كاتماندو بنحو متر أثناء الزلزال، ثم انخفاضه بنحو 60 سنتيمترا في التضاريس التي تضم مناطق جبلية أكثر إلى الشمال. وثانيا، يقدم هذا نموذجا جيدا لكيفية زيادة ارتفاع جبال الهيمالايا مع مرور الوقت. ويشير الفريق إلى وجود دوامة من الذبذبات خلال الزلازل الكبرى وارتفاع الجبال خلال الفترات الهادئة، مع زيادة في ذلك الارتفاع على المدى الطويل. ويزيد ارتفاع جبال الهيمالايا حاليا بنحو 4 مليمترات في المتوسط سنويا. ووقع الزلزال الذي ضرب نيبال في أبريل / نيسان الماضي في ما يطلق عليه العلماء اسم "الفجوة الزلزالية" – وهو قطاع من التصدعات التي لم تعان من أي نشاط كبير لإخراج الضغط منذ فترة طويلة. وجلب هذا الزلزال الذي ضرب البلاد في 2015 الراحة للقطاع الشرقي الأقصى من هذه الفجوة، وهو ما يعني إمكانية وقوع زلازل كبيرة في المستقبل في الغرب. وهناك إمكانية أيضا لوقوع زلازل في الجنوب. ويوضح التحليل الأخير أن الصدع الرئيسي لم يفتت كل شيء حتى القشرة الأرضية في 25 أبريل / نيسان، إذ توقف فجأة على عمق 11 كيلومترا تحت كاتماندو. وقال إليوت لبي بي سي: "لا يزال هناك نصف الصدع – الذي يجري جنوب كاتماندو، من عمق يصل إلى 11 كيلومتر إلى السطح – الذي لم ينكسر حتى الآن." وأضاف: "لدينا فرضية بأن التوقف المفاجئ حدث لأن الصدع الرئيسي تضرر وتعطل عند تقاطعه مع غيره من التصدعات الصغيرة. لكن هذا سيكون مؤقتا فقط." وأردف: "تقع مثل هذه الزلازل كل قرن من الزمن تقريبا، لكنها قد تحدث خلال فترة زمنية أقصر. بطبيعة الحال، تكمن مشكلتنا في أننا لسنا قادرين على التنبؤ بتوقيت الوقوع؛ لا يمكننا أبدا تحديد موعد لذلك." وقال العالم بجامعة أكسفورد إنه لو كسر الجزء المتبقي من الصدع كل ما يقابله حتى القشرة الأرضية في مرة واحدة، فكان ذلك سيؤدي على الأرجح إلى وقوع زلزال بحجم مماثل للزلزال الذي ضرب البلاد في 25 أبريل / نيسان، لكن الأضرار كانت ستصبح أكبر في هذه الحالة نتيجة لأن الزلزال أصبح أقل عمقا بكثير. كيف راقب القمر الصناعي الأوروبي "سنتينيل-1 إيه" زلزال نيبال؟ - يستخدم قمر "سنتينيل-1 إيه" ما يسمى بالتداخل الضوئي للرادار ذو الفتحة الاصطناعية - يجد هذا اختلافات في الصور الملتقطة من الرادار "قبل" و"بعد" وقوع الزلزال - يمكن هذا علماء الزلازل من الكشف عن الحركات الأرضية الطفيفة للغاية - تصور كمية التشوه بخطوط ملونة أو "هوامش" - كل خط يظهر 2.8 سنتيمتر من حركة الأرض فيما يتعلق بقمر "سنتينيل-1 إيه" - يعادل 34 هامشا في هذه الصورة تشوها أرضيا لنحو واحد متر - أحدث الزلزال تصدعات إلى الشرق من مركزه، ولم يؤد الصدع إلى كسر سطح الأرض