أمير القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    هل تؤثر ملاحقة نتنياهو على الحرب في غزة ولبنان؟    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44211 شهيدًا    برنامج الغذاء العالمي: وصول قافلة مساعدات غذائية إلى مخيم زمزم للنازحين في دارفور    موعد مباراة الهلال ضد السد في دوري أبطال آسيا    الجوال يتسبب في أكثر الحوادث المرورية بعسير    المعرض السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان" يوسع مشاركات الحرفيين المحليين والدوليين في نسخته الثانية    سعود بن نايف يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    أمير الرياض يفتتح المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    موقف توني من مواجهة الأهلي والعين    «هيئة الإحصاء»: ارتفاع الصادرات غير النفطية 22.8 % في سبتمبر 2024    تحت رعاية ولي العهد.. السعودية تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي في الرياض    "يلو 11".. ديربي حائل وقمم منتظرة    في أقوى صراع الحريق يشعل منافسات براعم التايكوندو    "السجل العقاري" يبدأ تسجيل 90,804 قطع عقارية بمدينة الرياض والمدينة المنورة    التدريب التقني والمهني بجازان يفتح باب القبول الإلكتروني للفصل الثاني    «التعليم» تطلق برنامج «فرص» لتطوير إجراءات نقل المعلمين    "الصندوق العقاري": إيداع أكثر من مليار ريال في حسابات مستفيدي "سكني" لشهر نوفمبر    أمر ملكي بتعيين 125 «مُلازم تحقيق» على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    اقتصادي / الهيئة العامة للأمن الغذائي تسمح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق    الأرصاد: أمطار غزيرة على عدد من المناطق    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    يلتهم خروفا في 30 دقيقة    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    القِبلة    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    توقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج ..وزير الصناعة: المحتوى المحلي أولوية وطنية لتعزيز المنتجات والخدمات    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    مشكلات المنتخب    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    المدى السعودي بلا مدى    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    جمعية تآلف تحتفل باليوم العالمي للطفل بفعاليات ترفيهية وبرامج توعوية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكاتب "جبران الحبسي" يروي " لمحة تاريخية عن شخصية غير عادية " الشيخ " جابر آل دبعة "
نشر في جازان نيوز يوم 27 - 09 - 2014

كاتب لديه شغف بالتراث والتاريخ الخاص بمنطقة جازان وبالتحديد محافظة الدائر ( بني مالك ) ثري في معلوماته ، مهتم بالتفاصيل ، لنتابع معكم ما ذا كتب عن رمز من رموز بني مالك جازان ( الدائر ) وأحد اشهر مشائخها .
يقول عنه الكاتب " جبران محمد الحبسي " في تقرير له نشر ب" موقع المدار " بعنوان "لمحة تاريخية عن شخصية غير عادية" عاشت في القرن الرابع عشر الهجري في ربوع بني مالك خولان وهو: الشيخ جابر بن ناجعه هو جابر بن علي بن سلمان بن يحيى آل دبعه من فخذ آل شريف قبيلة آل علي من بني مالك خولان.
وعرف به أنه شيخ شمل قبائل آل علي وشيخ رد لقبائل آل كثير المكونة من القبائل الآتية: 1 قبيلة آل علي 2 قبيلة حبس 3 قبيلة آل سلمى 4 قبيلة بني رايم المكونة من آل يحيى و آل زيدان وآل النخيف 5 قبيلة بني حريص الشام . المولد والنشأة: وُلد رحمه الله في قرية زافر بجبل طلان بآل علي في أوائل القرن الرابع عشر هجري.
وأوضح الكاتب : " حسب ماذكره الرواة من كبار السن فقد عاش يتيم الأب حيث توفي والده وهو طفل صغير فعاش في كنف والدته وبعض أقاربه. وهو من بيت المشيخة أباً عن جد (عائلة آل دبعه) وقد نشأ كغيره في ذلك الوقت الصعب من جميع النواحي الحياتية إلا إنه لوحظ عليه منذ صغره النباهة والذكاء وقوة الشخصية والدهاء من خلال تعامله مع أقرانه ومن هم في عمره. وللأسف لم يحظى بالتعليم؛ وذلك لقلة مدارس الكتّاب في القبيلة آنذاك وعدم وجود الأب الذي يتولى رعايته وتعليمه وتوجيهه التوجيه السليم. قصة استلامه منصب الشيخ: استلم الشيخة وهو في الثلاثينات من عمره".
ويستطرد ، بحسب الرواة أن ذلك كان حوالي عام 1330ه تقريباً بعد قيام الدولة الإدريسية في أرض المخلاف السليماني بسنوات قليلة التي كانت تقع أراضي قبيلة بني مالك ضمن حدودها. يُذكر أن لاستلامه الشيخة قصة كما وردت من الرواة الثقات كالتالي: بحكم تداخل حدود قبائل بني مالك مع القبائل اليمنية فمن الطبيعي أن يحدث كثيرا من التعاملات, وتبادل المصالح بين الجانبين, ولما تقدم فإن الإختلاف فيما بينهم وارد. صادف أن حدث خلاف بين إحدى القبائل اليمنية وقبيلة آل علي من بني مالك, وأتفق الجانبان على اللقاء فيما بينهم وتسوية ذلك الخلاف بالطرق السلمية فأتفق الطرفان على اللقاء في مكان وزمن محددين. واللقاء يكون عادة على الحد الفاصل والمتعارف عليه آنذاك بين قبائل اليمن وقبائل بني مالك" .
في ذلك الوقت كان يقوم بمهام المشيخة لقبائل آل علي أحد العراف المشهور بالذكاء والدهاء يدعى مسعود بن سهله حتى يأتي شخص من بيت المشيخة يكون قادرا على استلامها والقيام بمهامها وتقبل به القبيلة حسب العرف القبلي. وأثناء (المسير) لملاقاة القبيلة اليمنية في الزمن والموقع المحددين وعند قربهم من المكان شاهدوا الجموع اليمنية وكثرتها وكان الشيخ جابر وقتها شاب في مقتبل العمر أخذ يتقدم صفوف قبيلته دون شعور منه ولم ينتبه إلا وهو في مقدمة الصفوف فحاول العودة داخل الصفوف ولكن قبائل آل علي رفضت عودته بل باركوا له الشيخة من ذلك المكان وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجاً بتلك المناسبة. فتقابل مع الشيخ اليمني وأنهيا قضية الخلاف ووقعا صلحاً بينهما وعاد الشيخ جابر بقبائله وهم ينشدون ما يعرف بالزامل أوالدلع وهما لونان من (الأهازيج الشعبية) ويطلقون الأعيرة النارية فرحاً بالشيخ الشاب " جابر بن ناجعه " الذي عرف بلقب " أبو مداوي ".
علماً أننا لا نعلم له ابناً بهذا الاسم. وبوصولهم إلى منزل الشيخ أقاموا الإحتفالات على مدى ثلاثة أيام ودُعيت كافة قبائل بني مالك وبعض القبائل المجاورة للمشاركة في تلك الأفراح. تزوج ورُزق بثلاثة أبناء وهم: 1. حسين. 2. سالم. 3. جمعان. وقد توفاهم الله ولم يبقى منهم على قيد الحياة سوى ابنه جمعان إ أمد الله في عمره ورزقه الذرية الصالحة. سجنه بقلعة صبيا: مع ظهور الحكم الإدريسي وقبل أن يتولى المشيخ وحسب ما ذكر لي من بعض الرواة من بني مالك والقبائل المجاورة أن الشيخ جابر بن ناجعه تعرض للإعتقال من قبل السيد محمد علي الإدريسي حيث أُخذه كرهينة عن آل علي كونه من بيت الشيخة وسُجن في قلعة صبيا ولكنه مالبث أن أطلق سراحه بعد أن طلب مقابلة السيد الإدريسي الذي أعجب بقوة شخصيته وذكاؤه.
ولم يكن ذلك هو اللقاء الأخير بين الرجلين فقد طُلب لمجلس السيد الإدريسي مرة أخرى ولكنه بعد أن استلم المشيخ والسبب يتلخص في طلب الدولة الإدريسية الخراج من قبائل جُماعه والعُر وسحار وبني مالك وفيفا بواسطة عامله على تلك القبائل آنذاك شيخ مشائخ جُماعه. لكن الشيخ جابر بن ناجعه أعتذر من دفع الخراج عن بني مالك عامة, فطلبه السيد الإدريسي وحين مثل أمام السيد سأله عن أسباب عدم دفع الخراج للدولة أسوة بالقبائل الأخرى, فرد عليه بكل ثقة وقال: أن قبائله في بني مالك قبائل مُعْدِمَة وليس لديها موارد اقتصادية سوى ما يزرعونه على سقيا الأمطار ولا يستطيعون دفع الخراج. ووضّح للسيد الإدريسي أن الزكاة تُصرف في بني مالك من ميسورهم لفقيرهم وأنهم في حاجة إلى اهتمام السيد وتلمس حوائجهم وتفقد أحوالهم بحكم إنهم جزء من دولته وهو مسئول عنهم. كذلك طلب منه التكرم بنشر الدعاة لتعليم الناس أمور دينهم وطالب أيضاً ببناء مساجد في كافة أنحاء بني مالك وألحّ على السيد في تلبية تلك المطالب فوافق على بناء المساجد التي لا يزال أغلبها قائم حتى الآن في مواقع متفرقة من جبال بني مالك, كما أصدر الإدريسي أمره بإعفاء القبائل المالكية من الضرائب التي كانت تؤخذ منهم. إعجاب الإدريسي بشخصية ابن ناجعه: أُعجب السيد الإدريسي بالشيخ جابر وبفصاحته وشجاعته وقوة شخصيته ونال احترامه وثقته وأمر له بأعطية مجزية وركوبة وأقرّه على قبائله.
ذلك الموقف للشيخ جابر وحبه لبني مالك وتلمس احتياجاتهم دون تمييز أكسبه شعبية واسعة واحترام لدى أفخاذ بني مالك خاصة وين القبائل المجاورة من خولان وقحطان عامة مما جعله ذائع الصيت مهاب الجانب. هذا الموقف جعل السيد الإدريسي ووزرائه يعتقدون أن الشيخ جابر بن ناجعه شيخ شمل قبائل بني مالك مع العلم أن مشائخ بني مالك مشائخ شمول حيث كان يستقبل الرسل من السيد الإدريسي ويُكلّف بجمع المقاتلين من قبائل بني مالك مع جيوش الإدريسي كما يذكرون الرواة أنه في عام 1332ه كان على رأس شوكة مقاتلي بني مالك ضمن الجيش الإدريسي الذي وجه لملاقاة جيوش الإمام يحيى حميد الدين حاكم اليمن آنذاك. (والتقى الجيشان في معركة "جبل حُرُم" ضمن حدود محافظة صعده اليمنية حالياً وأحتل الجيش المتوكلي الجبل ثم نزل بقواته لوادي غرب الجبل يسمى "عِمَق" وفيه خسر الجيش المتوكلي حوالي 500 قتيل وتراجع إلى الجبل). كُتب ما بين القوسين بتصّرف من المخلاف السليماني للكاتب محمد العقيلي. وفي عام 1338ه تأزمت الأمور بين الإدريسي وابن حميد الدين فأمر الإدريسي بالجهاد ضد إمام اليمن فانضمت قبائل بني مالك بقيادة الشيخ جابر ناجعه تحت لواء شيخ مشائخ جماعة الذي يمثل السيد الإدريسي.
وعندما قدموا عليه قبائل بني مالك قال شاعرهم: يا سلام الله على قايد جماعة........وعلى من ضال آلآف عديدة طرح من صفي مقدم كل ساعة........من خلوص قلوبنا ثم العقيدة سيدي إبشر بنا سمعا وطاعة........قولك المقصود واعمالك مفيدة حزبنا النبوت يا غالي الصناعة.......مخزنه موجود في صبيا الجديدة كل نفس عند مولاها وداعة.......والمعارك أشعلت نار الوقيدة يا رجال المالكي ياهل الشجاعة ...ساعدوا سِيدكم عند المكيدة موقف ابن ناجعه من الإضطرابات التي أعقبت وفاة الإدريسي: بعد وفاة مؤسس الدولة الإدريسية السيد محمد علي الإدريسي عام 1348ه تولى ابنه الأكبر علي ولكن الخلافات والصراعات دبت داخل البيت الإدريسي حيث أنقسم أعمام السيد وأخواله إلى قسمين متناحرين على السلطة, فلما أحس منهم عدم النصرة طلب الحماية من الملك عبد العزيز طيب الله ثراه. فعّين الملك عبد العزيزالمندوب السعودي السامي فهد بن زعير, ومن بعده الأمير حمد الشويعر فقابلهما الشيخ جابر بن ناجعه ومشائخ بني مالك وبايعوهما على السمع والطاعة.
بعد ذلك نقض الإدريسي العهد مع الملك عبد العزيز وناصر إمام اليمن. ونأخذ بتصرف ما جاء في المخلاف السليماني الجزء الثاني الآتي نصه: ( لقد أخذ ولي عهد اليمن وقائد القوات الزاحفة على نجران بعد أن أعطى والده الإمام يحيى إشارة له بالحركة في القسم الجبلي من منطقة جازان, حيث قام هو بدوره بالاتصال بشيوخ بني مالك وحاول استمالة بعضهم بشتى وسائل الإغراء, وعندما لم يستجب له كبار المشائخ مثل الشيخ جابر ناجعه أكبر مشائخ بني مالك وغيره أخذ يستميل العرفاء والمتنفذين والغوغائية, فأضطر الشيخ جابر ناجعه وأمثاله إلى النزول إلى أمير المنطقة حمد الشويعر وإطلاعه على تدخل الإمام ونجله في شؤون بني مالك, عقب ذلك زحفت القوات المتوكلية واحتلت جبال بني مالك وأرغمت المشايخ على تقديم الرهائن من أبنائهم...) انتهى النص. وكان دخول الجيش المتوكلي لأراضي بني مالك وفيفا وجبال الحشر في 29/8/1352ه ومكثوا محتلين لتلك القبائل حوالي ستة أشهر. وبعد خروج الجيوش اليمنية من بني مالك في 29/2/1353ه.
بعد أن تم الصلح بين الدولتين السعودية والمتوكلية يذكر الرواه من كبار السن أن الشيخ جابر ناجعه قام بزيارة لليمن وقابل الإمام أحمد يحيى حميد الدين في صعدة وطالبه بالإفراج عن الرهائن من أبناء بني مالك , فأعجب إمام اليمن بشخصيته وأطلق من بقى من الرهائن أما بعضهم فقد مات على إثر تعرضهم لمرض الجدري هناك. وحسب ما ذكر الرواة إن الإمام أحمد قدم له هدية ثمينة لا تزال موجوده مع ابنه جمعان إلى تاريخه والله أعلم. بعض مواقف ابن ناجعة وما قيل عنه:
و في عام 1351ه وصل إلى بني مالك الشيخ محمد بن دليم مندوباً عن جلالة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله فخرج للقائه مشائخ وأعيان وقبائل بني مالك يتقدمهم الشيخ جابر بن ناجعه. وأثناء احتلال الجيش اليمني لبني مالك عام 1352ه وصل مدد من الملك عبد العزيز قوامه في حدود 700 مقاتل بينما الجيش اليمني يفوق 15000 جندي وليس هناك أي تكافؤ بين الجيشين في العدد والعدة فما كان من الشيخ جابر وقبائله إلا أن وفروا الحماية للجيش السعودي حتى أخرجوهم من بني مالك دون أن يتعرضوا لأذى وزودهم الشيخ بالمال والزاد وكلف فرقة من رجال بني مالك الأشداء ووضع قسم منهم كحماية أمامية والقسم الثاني حماية خلفية ورافقوهم حتى أخرجوهم من حدود بني مالك وعادوا إلى جازان وأخبروا نائب الأمير فيصل آنذاك الذي كان قد وصل بدوره إلى الحديدة أثناء مطاردته للإدريسي وفلول الجيش اليمني. وهذا دليل على حنكته وحسن التصرف في معالجة القضايا في أحلك الظروف.
ويذكر أنه قابل الأمير فيصل - الملك فيصل يرحمه الله - فيما بعد أ و بعد عودته من الحديدة الذي أعجب بشخصية الشيخ جابر وحسن تصرفه في إخراج المدد السعودي من بني مالك سالما دون خسائر. ويروي البعض أن الأمير فيصل قال للشيخ جابر ما معناه لوكنت تقرأ وتكتب لوليتك أمارة جازان.
واشار إلى أن أحد الرواه قال له " أن الحكومة السعودية في بداية عهدها عينت أميراً لبني مالك أشتهر بجوره وبطشه وكان ينظر للقبائل نظرة دونية وصبرت القبائل عليه حتى طفح الكيل فأضمروا لأميرهم الحقد والكراهية وطلبوا المشائخ والأعيان في بني مالك من الشيخ جابر التدخل وحل تلك المشكلة وإلا سيحدث أمر لا يحمد عقباه.. فما كان من الشيخ جابرإلا أن ذهب إلى جازان العاصمة الإدارية وقابل أميرالمنطقة ووضح له سلبيات ذلك الأمير في بني مالك وطلب نقله حفاظاً على سلامته وسلامة المواطنين من شره وجبروته, فاستجاب أمير المنطقة لطلب الشيخ جابر وتم نقله فوراً.
في عام 1356ه تقريبا وصل إلى بني مالك مبعوث الملك عبد العزيز السيد هاري سانت جون فيلبي (عبدالله فيليب) بريطاني الجنسية المكلف بوضع منارات الحدود التي تفصل مابين الدولة السعودية والمتوكلية اليمنية وتسميتها بالإستعانة بمشائخ القبائل الحدودية وقال عن الشيخ جابر الآتي: لقد كانت القبيلة الأولى هي آل العليلي (آل علي) تحت رئاسة جابر الذي تقف قلعة مقر سكنه واضحة فوق قمة تسمى طلان. الجزء الثاني من كتاب مرتفعات الجزيرة العربية. كما قال فيليب: لم أدخل أراضي آل العليلي في أي مرحلة من مراحل مسيرتي عبر منطقة بني مالك, ولم يكن من الضروري أن يتفقد جابر شيخ قبيلة العليلي تقدم ترحالنا, غير إنه وبدافع إرادته المحضة قد قام بإرسال حفيده أسعد بن حسن ليرفع تحياته إلينا وليقوم بمرافقتنا، لقد رافقنا من جورا، غير أنه لما كانت أراضيه تقع خارج إطارمنطقة فحص الحدود ،فقد منحته إذنا رسمياً بالإنصراف مع هدية مناسبة ورسالة شكر. الجزء الثاني من كتاب مرتفعات الجزيرة العربية.
وأشار إلى أن الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله زار منطقة جازان عام 1374ه ، تقدم الشيخ جابر ناجعه مشائخ بني مالك وسلموا على جلالة الملك وجددوا له العهد والولاء والسمع والطاعة. وقال : " قابلت بعض كبار السن في نجد يسألون عن ذلك الشيخ وأذكر منهم على سبيل المثال الآتي: في عام 1401ه قابلت شخص كبير في السن من أهالي مدينة ساجرالتي تقع على بعد 280 كم شمال غرب مدينة الرياض وسألني من أي القبائل أنا فأخبرته, فقال يعني من بني مالك قبيلة الشيخ جابر ناجعه قلت له نعم, فأخذ يسأل بشوق ولهفة عن أخبار الشيخ جابر ناجعه وعن صحته وعما خلف من الذرية...؟!!
ويستطرد : "فأجبته على قدر معرفتي وقتها وذكرت له أن الشيخ جابر توفي فترحم عليه وحزن حزناً كان واضحاً على محياه, فأستغربت من ذلك وسألته من أين يعرفه..؟؟ ومتى كان ذلك..؟؟ وأين..؟؟ فأجاب بقوله أنه تعرف عليه أثناء الحملة الأولى الموجهة من قبل الملك عبد العزيز لإخضاع الريث عام 1354ه كونه كان أحد أفراد ذلك الجيش الذي تجمع في أبها ونزل مع أميرها للانضمام إلى أمير جازان وقبائل منطقته بتوجيه من الملك عبد العزيزرحمه الله. وذكر ذلك المسن أن "الشيخ جابر" كان يُعرف في أوساط القبائل التي نزلت من أبها "بأمير قبائل خولان" وأنه كان مُهاب الجانب مسموع الكلمة لدى قبائل بني مالك عامة, وأضاف بقوله إنه كان من أصحاب الرأي السديد خلال تلك الحملة.
واختتم قائلاً : أن الدولة أثناء تلك الحملة خصصت للشيخ جابر ناجعه مخيم كبير يليق به مزود بالأخوياء والخدم, ولكنه لم يكن يحب الجلوس فيه بل يجلس أكثر وقته بين أفراد قبائله مما زاده ذلك رفعةً وشأناً. انتهى كلام ذلك الرجل وهو من قبيلة عتيبة.. لم أكن أعرف وقتها إنه سيأتي هذا اليوم الذي اكتب فيه عن تلكم الشخصية التاريخية الفذة التي يفخر بها كل مالكي وإلا لتعمقت في أسئلتي لذلك الرجل..! أمضى جابر بن ناجعه حوالي 48 عاماً في منصب المشيخة قضاها في خدمة قبائل آل كثير خاصة وقبائل بني مالك عامة وخدمة الدولة الإدريسية ثم الدولة السعودية وكان دعامة أساسية لتوطيد الحكم السعودي في بني مالك من بعد جلاء الجيش المتوكلي عن أراضي بني مالك. توفي عام 1376ه بعد أن أبلى بلاءاً حسناً وتعامل مع تلك الظروف والتقلبات السياسية التي اجتاحت المنطقة بدهاء وحكمة وعقلانية وأخرج قبائل بني مالك من تلك الحروب والصراعات بأقل الخسائر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
1


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.