حذر مسؤولون ومراقبون إسرائيليون مما أسموه "تبذير" الجيش المفرط في استخدام الذخيرة خلال الحروب، مثلما حدث أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة. يأتي السجال في إسرائيل حول هذا "التبذير المفرط" في سياق الجدل حول ميزانية الدولة ومطالب بزيادة ميزانية الأمن ب11 مليار شيكل، بعد إعلان الجيش بأن خسائره في حرب غزة بلغت 8.6 مليار شيكل، بينما تقول وزارة المالية أن الخسائر أقل من ذلك وبلغت 6.2 مليار شيكل. وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، اليوم الجمعة، إلى تقرير لجنة بروديت" حول حرب لبنان الثانية، الذي صدر في العام 2007. وجاء فيه أنه "بموجب إفادة الجيش نفسه، فإن قوة النيران التي مورست كانت فائضة بقدر كبير جدا وبلغت تكلفتها مليارات الشواقل. ونُفذ إطلاق النيران باتجاه أهداف كثيرة والمقابل كان متدنيا". وقال هارئيل إنه "خلال حرب لبنان الثانية، أطلق الجيش الإسرائيلي 170 ألف قذيفة مدفعية باتجاه مناطق اعتقد أنه تم إطلاق صواريخ منها باتجاه الجليل، وبقدر ما هو معروف، فإنه من إطلاق النار هذا لم يقتل ولو مخرب واحد من حزب الله". وأضاف المحلل أنه "خلال الحرب الأخيرة في غزة "كانت الوسائل التي استخدمت أكثر ملاءمة للأهداف، لكن التوجه الاقتصادي بقي مشابها" لما حدث في حرب لبنان، ورغم أن الجيش الإسرائيلي يعتم على المعلومات بهذا الخصوص، إلا أن جهاز الأمن الإسرائيلي يؤكد على استخدام مكثف بالاحتياطي الهام للأسلحة والذخيرة. "وينبغي أن نذكر أن كل هذا جرى مقابل حماس، العدو الأضعف في المنطقة". ونقل المحلل عن رئيس اللجنة الفرعية لشؤون بناء القوة العسكرية المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، "عوفر شيلح"، قوله إنه "بالطريق التي يجري من خلالها استخلاص العبر من الحرب، فإن أية إضافة لميزانية الأمن ستضر بشدة بميزانية الدولة ولن تضيف شيئا لبناء قوة الجيش الإسرائيلي". وأضاف شيلح، الذي كان أحدج أبرز المحللين العسكريين قبل انتخابه للكنيست، أنه "ثبت أنه عندما نعطي الجيش المال فإنه لا يعرف كيف يستغل ذلك لنجاعته ولا للاستعداد للحرب التي قد يخوضها بالمستقبل". وأشار إلى السنوات 2012 – 2013 على أنها مثال جيد على درّ الميزانيات لجهاز الأمن، لكنه شدد على أنه "لم ينتج عن زيادة الميزانية الكثير من الأمن ولا استعداد ملائم للحرب التي اصطدم فيها الجيش في غزة". وحذر شيلح من أنه "إذا استمرينا بتكبد تكاليف كهذه، وبهذا الاقتصاد الحربي، فإن كا ما يحتاجه العرب هو الاستمرار في محاربتنا مرة كل سنتين، من دون التطلع نحو انتصار، والاقتصاد الإسرائيلي بكل بساطة لن يصمد أمام ذلك". وختم بالقول: "إن العقيدة القتالية الحالية للجيش الإسرائيلي، وبنية قوته في البر، ليست ملائمة لهذا التحدي. وقضية الأنفاق في غزة تثبت ذلك. فهذا مثال على أن الجيش استعد للحرب، لكن ليس لما سيواجهه، وبالتأكيد ليس لمواجهة حماس كالتي التقى بها في القطاع". 1