تحتضن مدينة الملك عبد الله الطبية في العاصمة المقدسة غدا الأربعاء فعاليات اليوم العالمي للتوعية ضد الصرع تحت شعار " بلا قيود" والتي ينظمها مركز العلوم العصبية وإدارة التوعية الصحية بمدينة الملك عبدالله الطبية بالتعاون مع الجمعية السعودية لأمراض الصرع و النادي الطلابي لكلية الطب بجامعة ام القرى. وسيتم إقامه الفعاليات في سوق الضيافة بمكة المكرمة من الخامسة إلى العاشرة مساء من نفس اليوم ويتضمن أركان تثقيفية عن المرض من خلال معرض توعوي و برامج تم إعدادها بأشراف نخبة من الإستشاريين و الأخصائيين في تخصص العلوم العصبية و أمراض الصرع. وتهدف الجمعية السعودية من خلال تنظيم الفعاليات على مستوى مناطق المملكة إلى دعم المصابين بهذا المرض وتفهم معاناتهم بالاضافة إلى كيفية التعامل معهم حين يتعرضون لنوبات الصرع عبر عدد من البرامج التثقيفية يتخللها توزيع مطويات توعوية عن المرض وأعراضه وطرق علاجه المختلفة. وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لأمراض الصرع الدكتورة رائدة البرادعي، أن الصرع عبارة عن حالة عصبية تحدث من وقت لآخر نتيجة اختلال وقتي في النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ، ويكون له تأثير على وعي الانسان وحركته وأحاسيسه لمدة قصيرة من الزمن، وهناك 50 مليون شخص في العالم مصابون بالصرع 90 في المائة من اجمالي هذه الحالات سجلتها الدول النامية. وأضافت لا تختلف احصائيات الصرع في المملكة العربية السعودية عن غيرها من الدول النامية حيث أجريت دراسة ميدانية لمعرفة مدى انتشار داء الصرع في المملكة وقد تم التوصل إلى أن 0,654 في المائة أي ما يعادل (177.476) حالة اصابة بالمرض مسجلة في المملكة. وأشارت البرادعي، إلى أن الصرع له عدة أنواع هي الصرع الجزئي البسيط، الصرع الجزئي المعقد، الصرع العام، الصرع غير المحدد والصرح الذ يحدث في مواقف معينة، كما قسمت مسببات الصرع إلى عوامل ذاتية وتشكل نسبة 75 في المائة من حالات الصرع وتكون الفحوصات الجسدية والمخية سليمة، وأخرى مكتسبة وهي التي تؤدي إلى تلف بعض خلايا المخ وتصل نسبة الاصابة به إلى 25 في المائة من حالات الصرع، ومن هذه الحالات اصابات الدماغ في الحوادث المختلفة، حدوث نزيف أو تجلط في الأوعية الدموية، التشوهات الخلقية ونقص الاوكسجين والاختناق خصوصا عند المواليد أثناء الولادة. وعن علاج الصرع أكدت الدكتورة البرادعي، أنه يتم إما عن طريق العلاج الدوائي أو الجراحي مشددة على أهمية الالتزام بالوقت المحدد للدواء لمنع نوبات الصرع . أوضحت الدكتورة هنادي محمود أبو العلا استشاري مخ و أعصاب و أمراض الصرع للكبار, رئيسة اللجنة المنظمة للفعاليات و مديرة البرنامج التدريبي لأطباء المخ والاعصاب في مدينة الملك عبد الله الطبية، إن الهدف الاساسي من إقامة مثل هذه الفعاليات هو توعية و تثقيف شريحة كبيرة من المجتمع عن الصرع وتصحيح المفاهيم و المعتقدات الخاطئة عن المرض , وتشجيع العمل التطوعي و التنافس للمشاركة في مثل هذه الفعاليات. و أضافت الدكتورة أبو العلا، أن تعايش المريض المصاب مع المجتمع اصبح صعبا جداً، فهو يشعر بالإحباط و الانهزام والوحدة بسبب نفور الناس منه لاعتقادهم الخاطئ بأن ما أصابه هو نتيجة مس أو تلبس بالجن أو مرض نفسي أو جنون وأنه مرض معدي، مبينه ان كل ذلك يوثر سلبيا على نفسية المريض مما يؤدي إلي تكوين عقدة أو وصمة في حياة المريض، فأصبح يخفي حقيقة مرضة عن الأخرين ويخجل من حالته المرضية و في بعض الأحيان يمتنع عن أخذ العلاج بسبب معتقد خاطئ وهو أن العلاجات المضادة للتشنجات تسبب الإدمان مما يؤثر سلبياً على صحة المريض. كما أوضحت الدكتورة أبو العلا، ان المساهمة و المشاركة في توعية أفراد المجتمع بالصرع هو عبارة عن دعم معنوي بسيط نقدمه لمريض الصرع ليحصل على فرص عادلة في المجتمع ليعيش حياة كريمة، ملفته الى أن نخبة من الأطباء الاستشاريين الذين لهم خبرة في هذا المجال سيشاركون في اليوم العالمي للصرع بركن الاستشارات الطبية الخاصة بالمرض والمقام في سوق الضيافة بمكة المكرمة . وأضافت أخصائية التثقيف الصحي في مدينة الملك عبدالله الطبية الاستاذة سوسن غنيمي، أنه لا يخفى على المجتمع بأكمله دور التثقيف والتوعية الصحية في تقليل مخاطر الأمراض المنتشرة في عصرنا الحالي حيث أنه يلعب دورا هاما في نطاق الرعاية الصحية المقدمة للمرضى وعوائلهم ونخص بالذكر مرضى الصرع وأسرهم الذين يحتاجون إلى توعية حول ماهية المرض واعراض النوبات التشنجية وكيفيه تجنب المضاعفات خلال هذه النوبات . مشيره إلى أنه من أهم الإسعافات الأولية التي يجب أن يعرفها الأشخاص المحيطين بالمصاب, إلتزام الهدوء، وعدم محاولة تقييد المصاب، وضع الشخص المصاب على احد جانبيه لتسهيل تدفق اللعاب، إبعاد أي مواد صلبة أو حادة قد تتسب في إيذاء المريض ووضع وسادة تحت رأس المصاب، و من الضروري حساب مدة التشنجات من بدايتها إلى نهايتها ، ومعرفة متى يجب طلب الاسعاف في حال استمرار أو تكرارحدوث النوبة قبل أن يستعيد الشخص وعيه، أو إذا استمرت إحدى النوبات لأكثر من خمس دقائق، أو إذا أصيب المريض بإصابة قوية أدت الى نزيف، أو إذا كانت أول حالة تشنج للمصاب.7