رحبت الدول العشر الراعية للمبادة الخليجية ممثلة بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي بتوقيع كافة المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل على وثيقة " حلول وضمانات القضية الجنوبية "و كذا بالتوضيحات الهامة الواردة في البلاغ الصادر عن إجتماع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في السابع من يناير الجاري . وأكد سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية بصنعاء في بيان مشترك اصدروه مساء اليوم وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية سبأ (سبأ) نسخة منه :"إن التوافق القائم بين كافة المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار يمثل دفعة نوعية وخطوة متقدمة في اتجاه إنجاح عملية الحوار الوطني وتنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وفق آليتها التنفيذية ". ورحب السفراء بالوصول الى هذه المرحلة الهامة في الحوار الوطني .. معبرين عن التطلع الى الانتهاء من الجلسة العامة الختامية وذلك قبل مناقشة ملف اليمن في اجتماع مجلس الأمن بتاريخ 28 يناير الجاري. واثنى سفراء الدول العشر الراعية للمبادة الخليجية على روح التعاون والتوافق القائم بين كافة المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار .. مؤكدين أن الدول الراعية للمبادرة الخليجية سوف تدين أية محاولات من شأنها أن تقوّض العملية الانتقالية في اليمن تماشيا مع قرارات مجلس الامن الدولي ذات العلاقة. وكانتمكونات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن وقعت أمس على وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية بحضور الرئيس عبد ربه منصور هادي، التي تتضمن مقاسمة السلطة والثروة مناصفة بين الجانبين الشمالي والجنوبي. في حين لقي عشرات اليمنيين مصرعهم أمس، في تجدد المواجهات بين جماعة «الحوثي»، المسلحة في الجنوب، وبين قبائل «حاشد» في محافظة عمران بشمال صنعاء. من جانبها أجرت :" صحيفة الشرق الأوسط " لقاء مع الدكتور محمد علي أبو لحوم، عضو فريق القضية الجنوبية ال(8+8) حول التفاصيل الكاملة لمقررات الحوار حول الجنوب، قال الدكتور محمد علي أبو لحوم، عضو فريق القضية الجنوبية ال(8+8) ل«الشرق الأوسط»: «إن من الضروري إيجاد الثقة بين كل الأطراف المتحاورة»، وأكد أن «الحل العادل هو إيجاد الطمأنينة والثقة بين الأطراف المتحاورة في اليمن وأعتقد أنه بالتوقيع (أمس) من قبل الأطراف السياسية التي كان لديها نوع من التحفظات، نستطيع القول إن اليمن تمضي في المسار الصحيح نحو الدولة المدنية الحديثة إن شاء الله، الدولة الاتحادية المبنية على الأقاليم». وأردف أبو لحوم، وهو رئيس حزب الحرية والعدالة في اليمن: «نقول إن اليمن وكل الأطراف خرجت منتصرة والآن علينا البدء في العمل، بعد إنجاز هذه الوثيقة»، التي وصفها بأنها خارطة طريق لليمن. وأضاف: «بالنسبة للحل العادل للقضية الجنوبية وعندما نتحدث عن ذلك فهو المفتاح لحل قضية اليمن بشكل عام وقبل هذا وذاك هو أنه توجد النيات الصادقة لتطبيق ما تم الاتفاق عليه ومن حق المواطن اليمني أن يلمس وجود مصداقية لدى الأطراف السياسية وأن يلمس المواطن التغيير بما يخرجه من المرحلة السابقة التي كان يمر بها والتركيز على بناء الدولة المدنية الحديثة وتحسين مستوى المعيشة للمواطن اليمني الذي صبر وتحمل خلال الفترات الماضية، والآن يجب التركيز على الجوانب الاقتصادية والتنموية والاستثمارية لتحسين وضع الناس». وحول أبرز النقاط التي تضمنتها وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية، يضيف أبو لحوم ل«الشرق الأوسط»: «هناك كثير من النقاط الأساسية وفي المرحلة الأولى للخمس السنوات المقبلة، ستكون هناك مناصفة بنسبة 50% في السلطة والثروة بين الجنوبيين والشماليين لإعادة الثقة.. وأعتقد أن هذا سيكون مدخلا سليما، ومن ثم ستكون هناك معادلة الجغرافيا والسكان وفي قناعتي لا يهم من يحصل على أكثر أو أقل وطالما هناك قناعة لدى كل الأطراف». وأضاف: «لا يهم من يخسر أو ينتصر.. اليمنيون هم المنتصرون.. وبالنسبة للحقوق والمبادئ فأعتقد أنها عامة لمختلف اليمنيين في العدالة والمساواة». من جهته قال الرئيس اليمني خلال التوقيع إن «الجميع انتصروا للوطن وقضاياه ووحدته ومستقبل أجياله القادمة»، وأشار إلى أنه «بالتوقيع على هذه الوثيقة نكون قد تجاوزنا أهم العوائق التي كانت تقف أمام استكمال مؤتمر الحوار الوطني وخروجه بالنجاح التام»، وإلى أن «توافق الجميع وتوحدهم جنب الوطن تداعيات ومآلات لا يحمد عقباها وبما يكفل ترجمة الأهداف الوطنية المنشودة لبناء اليمن الجديد والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته»، وأضاف هادي أن «الشعب اليمني خلال تسعة أشهر منذ انطلاق مؤتمر الحوار يتوق اليوم إلى رؤية النتائج المثمرة لمؤتمر الحوار تطبق على الأرض بما يلبي تطلعاته وغايته في بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة». ويشير توقيع الوثيقة الخاصة بحل القضية الجنوبية إلى قرب انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انطلق في شهر مارس (آذار) العام الماضي بعد أن جرى تخطي أبرز العقبات عن طريق التسوية، وبات الطريق ممهدا أمام الإعلان عن اختتام المؤتمر في أقرب وقت ممكن، والانتقال إلى المراحل الأخرى من التسوية السياسية وهي تشكيل لجنة صياغة الدستور وغيرها من القضايا العالقة. من جهة ثانية لقي عشرات اليمنيين، أمس، مصرعهم في تجدد المواجهات بين جماعة الحوثي المسلحة في جنوب اليمن وبين قبائل «حاشد» في محافظة عمران بشمال صنعاء، في حين قتل عدد من المشتبه بهم بتهم الإرهاب في قصف جوي بمحافظة حضرموت. وقالت مصادر محلية في عمران ل«الشرق الأوسط»: «إن القتال اشتد في منطقة قبائل حاشد بمحافظة عمران بشمال صنعاء بين القبائل والحوثيين وأنه أوقع عشرات القتلى والجرحى خلال الساعات ال48 المنصرمة، وإن القتال يأتي في سياق محاولة الحوثيين بسط سيطرتهم على كثير من المناطق في شمال البلاد، خصوصا في ظل قتالهم المستمر مع قبائل في محافظات صعدة وحجة وعمران وبعض مديريات محافظة صنعاء، حيث باتوا على مقربة من العاصمة صنعاء، ولديهم عداء كبير مع أسرة الأحمر الشهيرة في اليمن، حسب المصادر. 1