حلال جلسة تشاوريه نظمتها الفكر الحر جازان نيوز - خان يونس - إبتسام مهدي : في سياق تأطير مفهوم الكرامة الإنسانية في السياق المحلي، أوصي مجتمعون بضرورة تعزيز وتفعيل مفهوم الكرامة الإنسانية لحماية حقوق الأفراد والجماعات والمساهمة في بناء وتفعيل المؤسسات القانونية الداعمة لاستقلال القضاء وتأكيد الكرامة الإنسانية ,وتوحيد مفهومها بشكل دقيق حتى لا يتم الاعتداء عليها . وتمنى عدد من القانونيين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين ومدراء الجمعيات والمدارس خلال جلسة التشاور حول الكرامة الإنسانية والتي نظمتها العيادة القانونية الثامنة التابعة لجمعية الثقافة والفكر الحر ضمن مشروع " الكرامة الإنسانية والحق في التنمية في مجال التطبيق (العدالة ألان) " الممول من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ,في مقر جمعية غرب محافظة خان يونس ,أن يتم وضع ضوابط وقوانين لتحديد معايير الكرامة الإنسانية داخل المجتمع و تجريم المساس بها. وبين د.اشرف العيسوي خبير التنمية البشرية وميسر الجلسة أن مفهوم الكرامة الإنسانيّة هو مفهوم قانوني تطوّر من جذور فكرية، ويرتبط بمنظومة حقوق الإنسان ويشمل المساواة بين الأفراد ومنع كافة أشكال المعاملة اللإنسانيّة أو المهينة أو الماسة بالكرامة، ويؤكد أيضاً على حرية الفرد بالاختيار والحفاظ على هويته وتوفير الظروف اللازمة لتلبية احتياجاته الأساسية، ويحظر التعامل مع الفرد كأداة، ويتضمن سائر عناصر احترام أفراد المجتمع. وأوضح أن الكرامة هي متأصلة بالإنسانية وان الإسلام فرضها من أول خلقة وترك للإنسان طرق الحفاظ عليها وكيفية تطبيقها ,كما أن الإنسان يختلف من شخص إلى أخر وكذلك القيم في ترتيبها ويجب أن لا يتم تحويل هذا الاختلاف إلى خلاف ما بين شخص إلى أخر . وبين العيسوي أن الكرامة الإنسانية تتألف من عنصرين فردي وجماعي فان تعززت كرامة الفرد فستتوطد كرامة المجتمع وان انتقصت كرامة الفرد فستقوض كرامة المجتمع فالكرامة الإنسانية مكون أصيلا في كل شخص وهي لا تكتسب كونها تمثل جوهر الإنسان كونه إنسان فأينما وجدت البشرية تستحق الكرامة ولو لم يعلم بها الإنسان أو لم يكن قادر علي المحافظة عليها بنفسه أم لا خاصة وان القدرات الكامنة في الوجود الإنساني منذ نشاه البشرية تبرر الكرامة الإنسانية ويتوجب احترامها ومعاملة الأفراد علي أنهم الغاية في حد ذاتهم وان لكل إنسان حق مشروع في الاحترام من أقرانه ويتابع "لا يجب أن يتم الحكم علي الإنسان من خلال سلوكه لأنه يتعرض لبعض الضغوطات التي يمكن أن تجبره علي ارتكاب سلوك غير لائق ولكن ما يجب أن نؤكد علية هو انه له كرامه ويجب أن يحافظ عليها رغم انه ارتكب جرما وسلوكا لا يتقبله المجتمع وضد القانون ". وذكر أن البيئة المحيطة للإنسان لها تأثيراتها علي الكرامة الإنسانية وهي بيئة مكتسبة ويمكن تغيرها وفرضها ,ويجب أن تبدأ من قبل الأسرة وصولا إلى المدرسة ويتم تأكيدها في دور العبادة وتساند من قبل الإعلام ليتم تثبيتها عن طريق السلطة الحاكمة وإذا تضافرت هذه الجهود نعزز الكرامة الإنسانية . وأضاف " العديد ممن يمتهنون الكرامة الإنسانية يوجد لديهم سمات مختلفة وغير طبيعية لديهم لذلك يجب أن يتم تغير هذه السمات عن طريق الدورات والتدريبات المعرفية المختلفة لتحسين الكرامة الإنسانية ". ودعا المجتمعون في نهاية الجلسة لاهتمام الدستور الفلسطيني بذكر مفهوم الكرامة الإنسانية بشكل اكبر حيث انه لم يذكر لا مرة واحدة.,ولا يمكن أن يتم تغير السلوك المهين للكرامة الإنسانية بشكل فوري بل يحتاج إلى قرارات طويلة والعمل المتراكم والممنهجه لتغير المفهوم لما يحسن من وضع الكرامة الإنسانية في غزة عن طريق توعية الأفراد والأحزاب والمجتمعات بوجوب احترام كرامة الآخرين . كما يجب المساهمة في تمكين الأفراد من اختيار الظروف التي تتيح لهم تحقيق أمانيهم وذواتهم باستقلالية ,وحظر جميع أشكال العنف والمعاملة اللأنسانية وغيرها من ضروب المعاملة المهينة عن طريق تأصيله في البيت ومن ثم ليتم تطبيقه في جميع الأحوال المجتمعية ,وأخيرا تفعيل دور الإعلام وتعزيز ثقافة التسامح واحترام القانون وصولا إلى العدالة وحرية اللجوء القضاء. وتسعى العيادة القانونية وفق المحامى محمود وافى من طاقم العيادة القانونية الثامنة ومن خلال هذه الجلسات إلى تعزيز التفاعل المجتمعي مع مفاهيم الكرامة الإنسانية، وتكوين رأي عام مساند لمفهوم الكرامة الإنسانية وكذلك استقلال القضاء وتطبيقه لمبادئ العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. كما تعمل العيادة القانونية على تعزيز مفهوم الكرامة من خلال تضمينه في برامج التدريب القضائي، والترويج لها لدى الجمهور ومؤسسات المجتمع المدني لدعم الدفاع عن قيم الكرامة الإنسانية ، وكذلك عبر مساندة القضاء الفلسطيني في تطبيق هذه القيم وحراسته لحقوق الأفراد والجماعات وكرامتهم الإنسانية.1 1 إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل