أكّد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أن دول مجلس التعاون حرصت على القيام بمسؤولياتها الإنسانية في تقديم المساعدات والمعونات ومد يد العون للشعوب المتضررة والمحتاجة، إيماناً منها بروابط الأخوة الإنسانية والتزاماً بالمواثيق الدولية، وما تؤمن به من قيم ومبادئ أصيلة نابعة من الدين الإسلامي الحنيف والحضارة العربية العريقة. جاء ذلك في كلمة الأمين العام لمجلس التعاون التي ألقاها في المؤتمر السنوي الثالث حول ((المشاركة الفعّالة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل)) الذي يعقد في دولة الكويت في الفترة من 12 إلى 13 سبتمبر 2012م، وتنظمه الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالتعاون مع المكتب الإقليمي للأمم المتحدة. وقال الدكتور عبد اللطيف الزياني " إن دول مجلس التعاون حرصت، منذ عقود عديدة، على القيام بمسؤوليتها الإنسانية في مجال المساعدات الإنسانية، فقد أنشأت صناديق وطنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمساندة الدول النامية والفقيرة في تنفيذ برامجها التنموية، وخصصت لهذا الغرض ميزانيات ضخمة مكنتها من تقديم منح سخية و قروض ميسرة لتلك الدول لمساعدتها على تنمية مجتمعاتها، إضافةً إلى ما ترصده من مبالغ كبيرة يتم استثمارها في الدول النامية والفقيرة لمساعدتها على تحقيق النمو الاقتصادي المطلوب للتنمية والتطوير، مما جعل دول المجلس تحتل مرتبة متقدمة بين الدول المانحة للمساعدات الإنسانية" . وأكّد الأمين العام لمجلس التعاون أن دول المجلس تأتي في مقدمة الدول المبادرة إلى تقديم مساعدات الإغاثة الإنسانية للمحتاجين والمتضررين من الكوارث الطبيعية والأزمات يساندها في ذلك جهد موازٍ كبير ومخلص تقوم به الجمعيات الخيرية التي تؤدي دوراً مهماً، تستحق عليه الشكر والثناء، يتمثل في تقديم مساعدات إغاثية متنوعة للمحتاجين والمتضررين في مختلف الدول شرقاً وغرباً. وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون بالجهود الكبيرة التي تبذلها منظمة الأممالمتحدة في هذا المجال من خلال وكالاتها المتخصصة، وبرامجها المتعددة، معرباً عن ثقته بأن المنظمة قادرة على أن تؤدي دوراً أكثر تأثيراً وفاعلية من خلال تكثيف جهودها، وزيادة الميزانيات المخصصة لبرامج المساعدات الإغاثية والإنسانية، وتأهيل الكوادر الوطنية وتدريبها لتكون أكثر قدرة على القيام بواجباتها ومسؤولياتها. وشدّد الأمين العام لمجلس التعاون على ضرورة التركيز والاهتمام بالمأساة الإنسانية المؤلمة التي يتعرض لها الشعب العربي السوري الشقيق , مؤكداً أن معاناته تتطلب من أصحاب الضمائر الحية والقلوب الرحيمة تسخير جهدهم وبذل الكثير من العطاء من أجل إغاثة هذا الشعب المظلوم ونصرته في محنته وتخفيف آثار معاناته وقسوة الظروف التي يعيشها. ونوّه بالجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون على المستويين الرسمي والأهلي لتقديم المساعدات الإنسانية لأشقائهم من اللاجئين السوريين , مشيدا بالتوقيع على اتفاق بناء مجمع علمي بحريني شامل في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالمملكة الأردنية الهاشمية بمنحة من صاحب الجلالة ملك مملكة البحرين دعماً للاجئين السوريين في ظل الأوضاع الصعبة التي يعانونها . وشدّد الأمين العام لمجلس التعاون على أهمية دور الإقليم في العمل الإنساني الذي ينبغي أن يكون محورياً في هذا النطاق , مشيراً إلى أن(المشاركة الفعالة)، وهي موضوع هذا المؤتمر، تعكس سياسات ومبادئ مجلس التعاون والقيم التي يؤمن بها . وأفاد بأن الفاعلية التي يتطلع إليها تتحقق من خلال تبادل المعلومات والتواصل والتنسيق مع جميع الأطراف، مشيراً إلى أن مجلس التعاون سعى، ومنذ تأسيسه، قبل أكثر من ثلاثين عاماً، إلى أن يكون أكثر فاعلية وأكثر حضوراً ونشاطاً على الساحة الدولية سعياً لتعزيز مكانة دول المجلس في المحافل الدولية. 3