أثار قرار إدارة أمن المواصلات الأمريكية بوضع السعودية ضمن 14 جهة دولية سيتم إخضاع المسافرين منها للتفتيش الاحترازي دهشة المراقبين واستياء المبتعثين. وكانت الإدارة قد باشرت أمس تفتيشا احترازيا للمسافرين القادمين إلى أمريكا من كل من إيران، سوريا، السودان، كوبا، السعودية، أفغانستان، الجزائر، العراق، لبنان، ليبيا، نيجيريا، اليمن، الصومال، وباكستان. وفيما اعتبر الأكاديمي الأمني سلطان العنقري أن الإجراء "ابتزاز سياسي ناتج عن مواقف المملكة المناوئة لإسرائيل"، قال المبتعث عبدالله السالم إن الإجراء إهانة شخصية لكل راكب حيث سيتم التعامل معه وكأنه إرهابي". وتشتمل الإجراءات الجديدة: التفتيش ضمن أجهزة إشعاعية، ثم التفتيش اليدوي الشخصي، عدم حمل الأمتعة إلى داخل الطائرة، عدم السماح بفتح غرفة الأمتعة المختومة من محطة الانطلاق الأصلية عند الوصول إلى أي محطة مؤقتة، التي يعاد فيها تفتش الطائرة والركاب. وكانت إدارة أمن المواصلات الأمريكية بدأت منذ يوم أمس تطبيق تفتيش احترازي مكثف للمسافرين القادمين من 14 جهة دولية إلى الولاياتالمتحدة.وقالت الإدارة عبر موقعها الرسمي على الشبكة العنبكوتية أنه يتوقع أن يتم التفاهم مع بعض الدول المعنية لتكثيف تفتيش المسافرين القادمين من خلالها تفتيشاً مكثفاً منعاً لاستخدام الإرهابيين للطيران كسلاح آخر. وصنفت إدارة أمن المواصلات حسب بيانات رسمية أصدرتها وزارة الخارجية الأمريكية واستندت عليها الدول إلى صنفين: دول راعية للإرهاب وهي: إيران, وسوريا, والسودان، وكوبا، ودول أخرى صنفتها بدول محل الاهتمام وهي: السعودية, وأفغانستان, والجزائر, والعراق,ولبنان, وليبيا, ونيجيريا, واليمن, والصومال، وباكستان. وكشفت الإدارة أن المسافرين القادمين من الدول ال 14 سيمرون من خلال أجهزة الفحص المعزز والتي من خلالها يتم التأكد من عدم وجود أية مواد متفجرة مزروعة أو مهربة في أجسادهم أو ملابسهم الداخلية. واعتبر الباحث والأكاديمي الأمني سلطان العنقري أن هذه العملية هي ابتزاز سياسي لمواقف السعودية المناوئة لإسرائيل، وأنها عقاب جماعي للشعب السعودي الذي يعتبر ضحية لأشخاص متخلفين خارجين عن الدين وخارجين عن القانون على حد وصفه. وقال العنقري ليس هناك جديد حول هذا الموضوع فمنذ أحداث سبتمبر والتفتيش الانفرادي يطبق على المواطن السعودي المسافر إلى أمريكا من حيث التفتيش الشخصي وصعوبة الحصول على تأشيرات بعد مقابلات يشمل حتى كبار السن والعجزة على كراسيهم المتحركة، موضحا أن هذه الإجراءات تعني مزيدا من الوقت الضائع في رحلة السفر إلى أمريكا. ومن جانبهم، عبر عدد من الطلاب الدارسين في أمريكا عن استيائهم، إذ قال عبد الله السالم "إن ذلك فيه إهانة لكرامتي بأن يتم تفتيشي بشكل شخصي وكأني إرهابي، وكيف سيتم تفتيش الطالبات السعوديات هذا غير مقبول بتاتا، فيما قال طالب آخر إن "التفتيش الشخصي يحمل الكثير من انتهاك الحقوق الشخصية للإنسان من خلال لمسه بهذه الطريقة التي فيها إهانة لنا، سأحاول بعد أن علمت عن هذه الإجراءات الجديدة إيقاف تحويل دراستي من أستراليا إلى أمريكا". وكان لبعضهم رأي مختلف، حيث قال سعود أبو اثنين "أنا لا أعرف ما هذه الإجراءات ولا أستطيع الحكم عليها إلا بعد سفري الجمعة المقبل لأحكم على حسنها أو سوئها"، فيما قال طالب آخر إن هذه الإجراءات تحمل وجهين، وجها سلبيا ووجها إيجابيا، السلبي منها يعني مزيدا من المتاعب التي نعاني أصلا منها فنحن لا نستطيع التغيب لأي سبب عن الجامعة وإلا فيرفع عنا للمباحث الفيدرالية ونتعرض للسجن، أما الإيجابي فيرتبط بحماية أرواحنا وأرواح الأبرياء من تصرفات المجانين. من جانبه، قال أحد مسؤولي وكالة سفر سعودية مشهورة إن هذا القرار قد يتسبب في إلغاء رحلات بعض الطلاب الراغبين في التوجه إلى أمريكا للدراسة. وكان مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله العثمان قد أعلن قبل أيام عن توجه الحكومة السعودية لزيادة عدد المبتعثين إلى 190 ألف مبتعث في عام 2012، الجزء الأكبر منهم تم توجيههم إلى جامعات أمريكية.