قراءة في رواية جازاويات للروائي فهد فاتك قراءة (مختصرة ) في رواية "جازاويات " للكاتب فهد فاتك , بقلم الكاتب : جابر الريثي رواية أخرجها فهد فاتك تتحدث عن قصة مراهق يعاني من مجتمعه المبعثر حوله. يدخل في مرحلة السرحان وينطلق مفكرا ومحللا لبعض القضايا التي تهمه. يعايش الصورة أحيانا ويمارسها، وأحيانا يعاشرها بقوة حتى يصل إلى ما فوق الرأي والنقد . رواية شاغبت في أكثر من زاوية .. من زواياها المبعثرة : خطبة الجمعة والتي تسرد الرواية قصة الخطبة على أنها أصبحت شتيمة للشباب, وأنها صارت وسيلة للتشفي والنيل من المذنب والمخالف ضاربة بهموم المجتمع عرض الحائط. الرواية تحلل مشكلة الإنسان مع المجتمع في فكره وطريقة تحليله وواقعه الذي يعيشه، والذي يصطدم مع روتين المجتمع، كما أن القصة تحدث ثورة على الروتين في زوايا بسيطة يصنع منها الكاتب مرحلته. من القضايا التي أثارها "توبة المرأة" خاصة تلك التي ترتكب فاحشة وسلط الضوء عليها محاولا معالجة المشكلة، وترك النهاية غامضة لأنه لا يتوقع حلها ببساطة. البطل في الرواية طالب "بضرب الآباء المعنفين لأبناءهم" فهو يرى إذا كان المجتمع لا يفي بحق الابن كابن فمن مبدأ الربيع العربي خذ حقك بنفسك إذا كان القاضي حرامي! كما في ثناياها "من حق المرأة أن تتزوج متى تشاء بالمهر الذي تريد حتى لو لم يرض واليها" فإذا كانت التقاليد تريد الستر للمرأة فقضية الزواج حل لمشكلة الستر لكن الزواج كما هو مبين في الرواية يمر بعقبات كبيرة بداية من المنزل إلى المجتمع. الرواية ترى في المهر مشكلة بحد ذاتها، وتحتاج إلى علاج. كما أن الرواية فتحت باب الطلاق مبينة أن المجتمع يحرض على الطلاق، وترى أن بداية الزواج أيضاً أحد الأسباب المؤدية للطلاق فالمهر الباذخ والديون قد تقفل أبواب الاستقرار الأسري. الرواية تناهض بشدة تعدد الزواج، مصورة التعدد دكتاتورية جنسية ذكرية همها اللهو على أجساد الأنثى دون الاهتمام لضمائرهن، يرون أنها وسيلة لانتاج الأبناء لكن التربية تخفق كثيرا في التعدد ويخرج الأبناء عن السيطرة. الرواية تطالب بتقييم المجتمع للمطلق الذي يرغب في الزواج بأخرى، حتى لا يكون الزواج الآخر فاشلا، ربما أن هذا المطلق نفسيا لا يستحق الزواج، وإذا كان كذلك فلا يوجد مبرر لإعطاءه زوجة أخرى بضمير مجاني! الرواية ترى أن بعض تقاليد المجتمع سبب كبير لوجود حالات شذوذ وانحراف عاطفي، فكما جاء في الرواية "المجتمع سيكون سعيدا ولن يقول شيئا عندما يكون له عشيقا كذكر ويكون لها عشيقة كأنثى. الكاتب ذكر البطل في الرواية تحت اسم "نهار" ليكون فألا لحدوث التغيير، وبذكاء استخدم أسلوب البطل "الأنا" فتجد نفسك أنك تتحدث مع نفسك في سيرتك الشخصية عندما تنطلق في سرحانك رغم أن للرواية بطلا يتمتع باسم في ثلاثة مواطن في كتاب من 300 صفحة ! الرواية من منشورات طوى 2012 صفحة الرواية على الفيسبوك : www.facebook.com/jazaweyat