اعلنت الهيئة العامة للثورة السورية إن 35 شخصا قتلوا اليوم السبت معظمهم بحي بابا عمرو في حمص لدى تجدد للقصف المتواصل منذ أكثر من أسبوع على المدينة. وأفاد الناشطون باكتشاف 17 جثة لم تصل أسماء أصحابها جميعا بسبب الحصار وانقطاع الاتصالات. وأكدت الهيئة اكتشاف 17 جثة تحت الأنقاض في حمص، وأشارت إلى أن الإحصاءات الأولية تشير حسب " الجزيرة نت" إلى أن عدد الجرحى تجاوز 2300 في مختلف مناطق حمص خلال الستة الأيام الماضية، وحملت النظام الحاكم وما أسمته "كتائب الأسد" مسؤولية "المجازر" التي تحصل. وانتشر الجيش النظامي صباحا في حمص، وسمع إطلاق نار كثيف من الأسلحة الخفيفة والرشاشات الثقيلة استمر أكثر من ثلاث ساعات، بينما اعتلى القناصة أسطح المنازل العالية، وتمركزت الدبابات بأعداد كبيرة جدا بمنطقة مرتفعة مطلة على عدة أحياء بالمدينة، وفق الهيئة العامة. كما اقتحم الجيش منطقة القصور في حماة وسمع إطلاق نار كثيف، وشنّ الجيش حملات دهم واعتقالات واسعة، كان أكثرها في عائلتي حجازي والجاجة. وقال الناشطون إن الجيش مستمر في محاصرة المدينة واستمرار احتلال أسطح الأبنية العالية والمشافي والمدارس من قبل القناصة، بالإضافة إلى تحويل عدد من المدارس إلى معتقلات. وذكر ناشط في حمص للجزيرة أن مروحيتين حربيتين تحلقان في سماء أحياء بابا عمرو والبياضة والخالدية، مضيفا أن منطقة كرم الزيتون تتعرض لقصف عنيف، بينما تشهد منطقة الرفاعي اشتباكات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر. وأكد الناشط أن حي الإنشاءات الراقي الواقع بمدينة حمص تتعرض محال تجارية فيه لعمليات نهب وسلب متواصلة. كما اقتحمت دبابات الجيش النظامي بلدة المسيفرة في درعا وسط إطلاق نار كثيف، وأفادت الهيئة بسقوط قتيلين وعدد من الجرحى من سكان المسيفرة جراء إطلاق القوى الأمنية النظامية النار عشوائياً على بيوتهم. اعتقالات واقتحامات وفي ريف دمشق شهدت منطقتا النشابية وحرزما حملة دهم واعتقالات واسعة، بينما تشهد حلب وجودا أمنيا وعسكريا كثيفا في ساحة سعد الله الجابري وشارع القوتلي وجهة الجميلية. وقالت الهيئة العامة للثورة إن الأمن السوري يقتحم أحياء القصور والمحمدية بحماة وسط إطلاق نار ونشر للقناصة. وأعلنت أن الجيش السوري يقصف مساجد عدة في دوما ويشن حملة اعتقالات ومداهمات عشوائية بالمدينة. من جهة ثانية ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن مسلحين اغتالوا صباح اليوم ضابطين بالجيش السوري برتبة عميد أحدهما بمدينة دمشق والآخر في دير الزور. وقال مصدر محلي إن مواجهات جرت فجر اليوم بين قوات الأمن ومسلحين في دوار غسان عبود بدير الزور، متحدثا عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بالمواجهات التي استمرت عدة ساعات. عشرات القتلى وكانت الهيئة العامة للثورة ذكرت أن أكثر من سبعين شخصا قتلوا أمس الجمعة برصاص الأمن بينهم أطفال ونساء، وسقط معظمهم في حمص التي تتعرض لقصف متواصل منذ أيام، كما قتل 15 آخرون في حلب وبث ناشطون صورا لإطلاق نار على متظاهرين في حي الفردوس بحلب، وسقوط أحدهم قتيلا. وتحدث سكان وناشطون عن دبابات ونحو ألف جندي احتشدوا خارج أحياء حمص التي قصفت كما قالوا لخامس يوم، في "جمعة روسيا تقتل أطفالنا". السفير الأميركي وقد نشر روبرت فورد السفير الأميركي بدمشق –الذي غادر العاصمة السورية بعد إغلاق السفارة الاثنين- صورا على فيسبوك التقطتها الأقمار الصناعية، تظهر ما اعتبرها أدلة على هجمات حكومية تستهدف مناطق سكنية بحمص. وتظهر الصور -التي تحمل تاريخ السادس من الشهر الجاري- علامات تشير إلى بنايات محترقة ودخان وآثار حفر وسيارات عسكرية وآليات. وتحدث فورد عن أدلة على أن النظام يستخدم الهاون والمدفعية ضد الأحياء السكنية في حمص. لكن من الصعب على العين غير المدربة ملاحظةُ التفاصيل التي يتحدث عنها فورد بالصور التي نشرها مساء الخميس، قبل يوم واحد فقط من نشر "ديجيتال غلوب" صورا أخرى تظهر أيضا دبابات وآليات بحمص، قالت الشركة الأميركية إنها التقطت صبيحة أمس الجمعة. من جهة ثانية أظهرت صور بثتها مواقع الثورة السورية على الإنترنت خروج مظاهرة مسائية بمدينة حماة، وردد المتظاهرون في حي الحميدية عبارات تأييد لسكان مدينة حمص وطالبوا برحيل النظام. وأظهرت صور أخرى خروج مظاهرة مسائية بمدينة درعا، وطالب المتظاهرون في حي المحطة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد وتقديم المسؤولين عن قتل المدنيين إلى المحاكمة. كما طالبوا الجيش الحكومي بالكف عن قتل المدنيين بحمص وغيرها من المدن. وقد سجلت الهيئة العامة للثورة السورية مئات المظاهرات نظمت أمس بإدلب وحماة ودرعا وحمص وريف دمشق واللاذقية ودير الزور ودمشق والحسكة والقنيطرة وطرطوس والرقة. نفي وفيما يتصل ب حلب ، فقد نفى قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد مسؤولية التنظيم عن تفجيريْن بالمدينة قتلا أمس 28 شخصا وفق السلطات السورية. وكان تفجيران استهدفا فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام بحلب، وأوقعا وفق وزارة الصحة 28 قتيلا و175 جريحا. وتحدث بدايةً عقيدٌ منشق اسمه عارف حمود عن مسؤولية الجيش الحر عن التفجيرين، وقال إن تنسيقا من الداخل سمح بوقوع عملية الأمن العسكري. لكن الأسعد نفى ذلك لاحقا في لقاء مع الجزيرة، وقال إن قواته لا تملك الوسائل ولا الإمكانيات لتنفيذ هذه التفجيرات. وتحدث عن هجومٍ نفذه عسكريون منشقون على مقرٍ للأمن في حلب يُستخدَم مركزا لتجمع "الشبيحة وقوات قمع المظاهرات" قبل أن يهز المركز انفجارٌ بعد انسحاب الجيش الحر. واتهم الأسعد القوات النظامية بتنفيذ تفجيريْ حلب للتغطية على اشتباكاتها مع الجيش الحر، وعلى "حملة القمع ضد المدن". كما نقل المجلس الوطني السوري بيانا للجيش الحر أكد فيه أن عملياته تقتصر على "حماية المواطنين" ووصف التفجيريْن بأنهما "تحذير لأهالي مدينة حلب لئلا يشاركوا في المظاهرات". .