دراسة أمريكية حديثة أنه عندما يجتمع البول السكري مع الاكتئاب فإن احتمالات الإصابة بالعته تتزايد بشكل ملحوظ، وتبين أن مرضى البول السكري من النوع الثاني تزيد لديهم مخاطر الإصابة بالعته مرتين أكثر بعد فترة 3 إلى 5 أعوام من تشخيص حالتهم بالاكتئاب بالمقارنة بمرضى السكري الذين لا يعانون من هذا المرض النفسي. وفي هذه الدراسة، ركز الباحثون على عينة من حوالي 19 ألف شخص ممن يعيشون بكاليفورنيا ويعانون من مرض البول السكري، وتراوحت أعمار أفراد العينة بين 30 إلى 75 عام، وتبين أن حوالي شخص من بين كل 5 أشخاص مصابون بالسكري يعانون من الاكتئاب. وبعد متابعة حالة هؤلاء المرضى، اتضح أن ما يزيد عن 2% من هؤلاء المرضى بكلا المرضين قد أصيبوا بنوع من أنواع العته بما في ذلك مرض الزهايمر، وفي المقابل أصيب 1% فقط من مرضى السكري ممن لا يعانون الاكتئاب بالعته أثناء تلك الفترة. وصرّح كاتب الدراسة ونائب رئيس قسم الصحة النفسية وعلوم السلوك بكلية الصحة العامة بجامعة واشنطن بسياتل الدكتور واين كاتون: “نعلم لسنوات مضت أن البول السكري يمثل عامل خطورة للإصابة بالعته، بل إن الإصابة بالسكري في حد ذاتها تضاعف مخاطر الإصابة بالعته”. وأضاف كاتون: “إن الإصابة بالاكتئاب كثيراً ما تصاحب مرضى السكري وهي النسبة التي قد تصل إلى 20 من المرضى، والآن تقترح بياناتنا أن الجمع بين الحالتين عند أي شخص تضاعف من المخاطر المتزايدة للإصابة بالعته عند مرضى البول السكري”. وأفاد كاتبو الدراسة أن معظم أسباب الاكتئاب بين مرضى السكري يكون بسبب تناول طعام غير صحي أو عدم ممارسة النشاط البدني مع التدخين، وأن لهم سلوكيات قابلة للتعديل مما يعني أن المرضى والأطباء لديهم أهداف محددة للتغلب عليها لتقليل مخاطر الاكتئاب بل والعته كذلك. وقال كاتون: “لهذا من الهام التركيز علي حقيقة وجود علاجات فعالة جداً للاكتئاب، فإذا ما كان مريض الاكتئاب من مرضى السكري فإنه من الهام جداً خضوعه للعلاج من الاكتئاب بنفس أهمية علاجه من السكري”. وعلق الدكتور روبرت فريدلاند قائلاً: “ليس من المستغرب أن نجد علاقة بين الاكتئاب ومرض البول السكري وبين زيادة مخاطر الإصابة بالعته، إلا أن كلا المرضين لهما تأثير جيني في المقام الأول، ومع ذلك هناك طرق واضحة لتقليل مخاطر الإصابة بكلا المرضين مثل تجنب السمنة بتناول أطعمة قليلة الدهون وممارسة التمارين البدنية التي يمكن أن تجنبنا الإصابة بالسكري والاكتئاب ومن ثم العته كذلك” 3