أثبتت دراسة حديثة وجود صلة بين تناول جرعات كبيرة من دواء تخفيض الكوليسترول المعروف بLipitor وزيادة مخاطر الإصابة بالبول السكري، النوع الثاني، خاصة إذا كانت لديهم العديد من عوامل الخطورة الأخرى للإصابة بالمرض. هناك عدد من الدراسات الأخرى ربطت بين عقار Lipitor وغيره من عقارات تقليل الكوليسترول الأخرى وبين زيادة مخاطر الإصابة بالسكر. وقد أكدت هذه الدراسة, التي اعتمدت علي بيانات من ثلاثة تجارب إكلينيكية موسعة, على وجود تلك الصلة. إلا أنها أيضاً اقترحت أن الخطورة قد تزيد عند الأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة كبيرة للإصابة بالبول السكري نوع 2، مثل الوزن الزائد وزيادة السكر في الدم، وزيادة الدهون الثلاثية في الدم، بالإضافة لضغط الدم المرتفع. "هذه العوامل الأربعة تبدو جيدة للتفرقة بين الأشخاص الذين يواجهون مخاطر كبيرة أو محدودة للإصابة بمرض السكر مع تناول عقار Lipitor," صرح قائد البحث د. ديفيد واترز من جامعة كاليفورنيا لصفحة الصحة بوكالة رويترز الإخبارية. ويضيف واترز أن إدارة معامل الخطورة تلك مثل تقليل الوزن مثلاً يمكن أن يكون هاماً لمنع أي مخاطر إضافية لمرض البول السكري. كما أكد أن ارتباط مخاطر الإصابة بالسكر بعقار ستاتين محدودة: "النقطة الهامة هنا هو أن مخاطر بدء الإصابة بالسكر ومضاعفاته تفوقها فوائد الستاتين في تقليل الوفاة بسبب أمراض القلب وهبوط القلب والسكتة". وقد اعتمدت نتائج الدراسة التي نشرت مؤخراً بجريدة الكلية الأمريكية للقلب, علي بيانات ثلاثة تجارب إكلينيكية قارنت بين تناول جرعات كبيرة من Lipitor وتناول جرعة صغيرة من الستاتين أو علاجات وهمية عند مرضي القلب. في التجربة علي العلاج الوهمي وجدت الدراسة أن مستخدمي الLipitor يعانون مخاطر أعلي للإصابة بمرض السكر في خلال خمسة سنوات. وقد تضمنت هذه التجربة 3.800 بالغ ممن لا يعانون مرض السكر عند بدء الدراسة وجميعهم عاني يوماً من السكتة أو نوبة قلبية محدودة. عندما أخذ واترز عوامل أخري في الاعتبار مثل العمر والوزن والتدخين تبين أن عقار Lipitor يرتبط ب37% زيادة في مخاطر الإصابة بالسكر مقارنة بالعلاج الوهمي. إلا أن نظرة متفحصة أوضحت أن المخاطر الإضافية تبدو أنها قاصرة علي المرضي الذين يعانون بعوامل الخطورة الأربعة لمرض السكر. ولم يجد فريق البحث صلة قوية بين تناول جرعات عالية من عقار Lipitor ومخاطر الإصابة بالسكر في التجربتين الأخيرتين. بالرغم من توصية واترز وزملائه بفريق البحث بضرورة متابعة الأطباء لتأثير العقار علي المرضي فيما يختص بفرصة أصابتهم بمرض السكر إلا أنه عاد وأكد أن منافع هذا العقار تفوق مضاره عند المرضي الذين يعانون أمراض بالقلب أو لهم تاريخ إصابة بالسكتة. ويمكن لهؤلاء المرضي اللجوء في البداية لممارسة التمارين وتغيير النظام الغذائي لتقليل نسبة الكولسترول دون الحاجة لتناول عقار بأعراض جانبية خطيرة.