ا قتحمت أعداد من المتظاهرين البارحة مبنى سفارة خادم الحرمين الشريفين في دمشق احتجاجاً على قرار جامعة الدول العربية تعليق عضوية سورية في الجامعة. وقد قام إن المتظاهرون ا بتكسير زجاج النوافذ وعبثوا بمحتويات السفارة. وكان مئات من السوريين قد تظاهروا في وقت سابق أمس أمام مبنى سفارة المملكة في دمشق ورشقوها بالحجارة. وكانت الجامعة العربية قررت أمس تعليق مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها وفرض عقوبات على دمشق، ودعت الجيش السوري إلى وقف قتل المدنيين، كما دعت المعارضة إلى اجتماع بمقرها لبحث "رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية في سورية". وتمثل قرارات الجامعة العربية التي صدرت بالأغلبية في اجتماع غير عادي لمجلس وزراء الخارجية العرب مزيدا من الضغط على الرئيس بشار الأسد الواقع من قبل تحت ضغط دولي. وصدرت القرارات بعد فشل اتفاق أبرمه مجلس وزراء الخارجية العرب مع حكومة الأسد في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) قضى بوقف العنف وإزالة المظاهر المسلحة من المدن والبلدات السورية وإطلاق سراح المسجونين السياسيين وبدء حوار مع المعارضة لإدخال إصلاحات سياسية. وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" في تقرير أصدرته يوم الجمعة: إن القوات السورية قتلت منذ إبرام الاتفاق أكثر من مئة شخص في مدينة حمص وحدها. وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري ورئيس مجلس وزراء الخارجية العرب للدورة الحالية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في بيان تلاه في مؤتمر صحفي: إن المجلس قرر "تعليق مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع الأجهزة والمنظمات التابعة لها اعتبارا من يوم 16 / 11 إلى حين قيامها - الحكومة السورية - بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية التي اعتمدها المجلس في اجتماعه بتاريخ 2 / 11 / 2011". وأضاف: إن المجلس قرر أيضا "دعوة الجيش العربي السوري إلى عدم التورط في أعمال العنف والقتل ضد المدنيين، توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية ضد الحكومة السورية، دعوة الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق، مع اعتبار ذلك قرارا سياديا لكل دولة". وصدرت القرارات بأغلبية 18 دولة واعتراض لبنان واليمن وامتناع العراق عن التصويت، وتضمنت "دعوة جميع أطراف المعارضة السورية للاجتماع في مقر الجامعة العربية في غضون ثلاثة أيام للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية في سورية، على أن ينظر المجلس في نتائج هذا الاجتماع ويقرر ما يراه مناسبا بشأن الاعتراف بالمعارضة السورية". وقال الأمين العام للجامعة العربية في المؤتمر الصحافي "تعليق العضوية هو إلى حين.. إذا نفذت سورية الخطة العربية التنفيذ الكامل والفوري أنا متأكد أن المجلس الوزاري سيعيد النظر في هذا الموضوع". وشارك أكثر من مئة ناشط سوري في مظاهرة خارج الجامعة العربية خلال الاجتماع ورفعوا لافتات تقول إحداها "بشار بره بره سورية حرة حرة". وبعد الاجتماع أظهرت لقطات بثتها قناة الجزيرة مباشر مشاركة سوريين في مسيرة في القاهرة رددوا خلالها هتافات تقول "الشعب يريد إعدام السفاح" و"الشعب يريد إعلان الجهاد" و"السفير السوري في القاهرة يطلع بره" و"ما فيه حوار ارحل بشار". وقرر مجلس وزراء الخارجية "توفير الحماية للمدنيين السوريين وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات المعنية. وفي حالة عدم توقف أعمال العنف والقتل يقوم الأمين العام بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بما فيها الأممالمتحدة بالتشاور مع أطياف المعارضة السورية". وقال العربي: إن الاتصال بالأممالمتحدة سيكون في حدود حقوق الإنسان فقط. من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 17 شخصا قتلوا السبت بينهم تسعة من عناصر قوات الأمن، نتيجة أعمال القمع والمواجهات التي تقع في سورية. وقال المرصد: إن تسعة عناصر من قوى الأمن قتلوا في هجوم قام به منشقون عن الجيش على الأرجح، واستهدف حافلة كانت تنقلهم إلى إدلب في شمال غرب سورية على الطريق بين معرة النعمان وخان شيخون. وأوضح المرصد أن منشقا من المهاجمين قتل أيضا في الحادث نفسه. وفي مدينة حمص قتل أربعة أشخاص بينهم امرأة بإطلاق نار قوى الأمن، كما قتل شخص في بلدة جاسم في محافظة درعا برصاص قوى الأمن أيضا، حسب المرصد. 1