كانت وماتزال قريبتها التي مافتئت تتمنى لها الخير ، وتدعو بأن يهدي الله لها زوجها وأبناءها، كانت بدورها ترد على قريبتها بذات الدعاء، وتكن لها ذات المشاعر، من مودة قُرْبَى ، وصلة رحم ، ذات مساء خفتتها عبر اتصال قصير متسائلة هل يزورك زوجك ؟! لا. لمَ؟ هجرني منذ أعوام عديدة وأظنك تعرفين جيدا الحكاية كلها! سكتت لبرهة، ثم قالت : - إمممم عوضك الله خيراً، لا تبتئسي . قالت : - نسيته تماماً! وهل بعد تلك الأعوام من بؤس أشد مما مضى ؟! عاجلتها قريبتها لا تدعِ عليه فلعل الله يهديه يوماً ويرجع إليك ولأبنائه ، تنهدت بأسىً منهيةً المكالمة . مضت سنتان على مكالمتهما تلك ، وفي بداية العام الثالث عرفت تلك القريبة بأن المهجورة قد رفعت دعوى نفقة على زوجها الغائب ، اتصلت لتوبخها ، وتكيل لها النصائح بحدة ،وبصوت غليظ قالت: -كيف تجرؤين على رفع دعوى نفقة ضد زوجك ألا تخجلين من صنيع كهذا ؟ أجابتها: ماشأنك به ؟! هل يهمك أمره ؟! هل هو ابنك أم أخاك ؟! أجابت: هو قريبي مثلك تماماً ويهمني سمعة عائلتيكما .. قالت : - وهل كان يهمك وضعي المادي أنا وابنائي طيلة تلك السنوات الماضية وإلى الآن ؟! سكتت ، وبعد ثوانٍ أردفت: - إذا كنت تريدين الطلاق فسيطلقك وسأسعى معك لتحصلين على مخصصاتٍ مالية من الضمان الإجتماعي.. وعلى فكرة والدته يرحمها الله تعالى كانت قد أوصتني به خيراً .. نهرتها الأخيرة": - نعم.. نعم !!! .. ماذا قلت؟! وهل هو مريض عقلياً حتى توصيك والدته به خيرا؟! وأين هن شقيقاته الأقرب إليه منك وأشقاؤه وأبناؤه ؟! ثم من قال لك أريد الطلاق ؟! ذُهلت الأخرى على الطرف الآخر محوقلة بصوت متهدج من الخوف ، ومتمتمة بكلمات انفلتت منها كالبرق الخاطف .. أسمعي قد بحثت له عن زوجة غيرك ... وزواجه سيكون قريباً ! قالت المهجورة: منّك لله .. عرفت الآن سبب الهجران أيتها الغادرة . - - - - - - - - - القصة ااقصيرة الفائزة بالمركز الثاني بمسابقة مجموعة الحازمي الأدبية والفنية.