بعد كلمة واحدة إستطاعت أن تنفذ من فوهة قلمي..وإرتطمت بأرضية الورق... ومفردة واحدة تمددت على طول الورقة... كنت أقف بلا حراك يتلبسني شعور لم أستطع تفسيره.؛ لم أستطع أن أنقل ملامحه إليك حتى عبر صرير إحتكاك قلم على سطر ورق... لعله ذاك الشعور الذي تقاسمناه معا" *ذات يوم في دهاليز قصائدنا ونحن نسير بخفي قلم *إلى عالم مكتض بالأحاديث الجانبية.... أخاف أن يكون ذاك الشعور هو الخوف الذي شطرني إلى نصفين وبعثرني في تربة جرداء.، الخوف الذي كان عصيا" عن التفسير وبقي ملازما" لي؛ يبث دخانه في عظامي وفي دفاتري وينثر رماده في حنجرتي.... أكتب إليك بعد رسالتي الأخيرة معللا" أسباب إنسحابي الحبري من عواصم ترفة بالأبجديات الشاهقة.،ومن مدن الكرنفالات الورقية التي تختبئ تحت أقنعة الأوقات المهمشة.. لا تكتبني وأنت ترتشف مرارة فنجانك حتى لا تصلني مرارة كلماتك على الطرف السفلي من سطورك.... لا تكتبني بخريف قلم وتساقط الورق كي لا يستفيق ذاك الخدر من كريات حبري ومحبرتي.؛كنت أرتب موائد الحديث كما تترتب لعبة شطرنج تنتظر روادها لجولة الحياة والخسارات الباهضة.، كنت على شرفة الفنادق أستند إلى ذاك الحرف المتسلل من قنينة ضوء.، وكنت أنت ضميرا" مستترا" قابعا" في فراغات الخنادق الكتابية كسيدا" يتكئ على مفردة الكبرياء.... كنت تحتفي بلون الحياة الذي ما عاد يأتي بي أجر حقائبي وأتسكع في المطارات بستعجال نبض.؛ منذ أن فقد الصغار مباهج الألوان السبعة وصوت المفرقعات الضوئية ولحن المطر؛ وفقدنا نحن تناغم الكلمات المكتوبة وكأنها تهبط بنا وتعلو بنشاز وتر مختنق. ؛أكتب إليك بعد كل هذا الحطام رسالتي بعد الأخيرة... بعد كل هذه الهزات العاطفية كالإهتزازات الأرضية؛ أكتب إليك برفاهية حرف يضاهيك في كل شيء... رسالتي إليك بعد الأخيرة.... . __________________ مريم الشكيليه /، أديبة وكاتبة عُمانية