يمكن أن أكون أفضل مما عليه الآن لو إنك فككت أزرار حديثي حين طفوت معك في سطح غيمة أحاديث لا يفهمها إلا نحن، حين كنا نسقط ثمان وعشرون حرفاً من على فوة أقلامنا إلى ذاك الجزء الضيق من أفراحنا لتوقف النزيف لو بقيت كما أنت ضميرا" مستترا عصيا" على انحناءة وجع. لو بقيت كما أنا أقتات كعصفور من فتات مفرداتك على صفيح ورق محروق لتفادينا الانهيار المدوي؛ لو سمحنا لكتاباتنا الورقية أن تكون أصلب وأعمق من جذور الشجر وأشد من رياح السفر، لا أحملك الآن عبء هزائمي معك ولا أكتب لأتنصل من ظلي المنعكس لصورتك في مرايا نبضك. قبلك لم أشعر بحاجتي لأحد ينظر إلى ثقوب روحي المتمددة في داخلي شيئًا فشيئًا ؛ وبعدك لم أشعر أنني أغرق في بحر الألم لذى لم أعد بحاجة إلى سترة نجاة تنتشلني من البقعة المظلمة، كنت بحاجة إلى أن أمسك بملمس القلم أكثر من أن أشبك أناملي بيديك كي أنصهر كالشمع في وعاء الورق الأبيض. واليوم؛ لا أستطيع الوصول لحدود السطر الأول ولتصدر اسمك رأس رسائلي وكنت الطرف الأقوى لمواجهة صقيع عصف بنا عامًا ونصف فصل، و أخرجنا ذخائرنا المخبأة تحت جلودنا ونشعل الفوضى في رسائلنا، عِوضًا عن فراغٍ مفزع وصمت مختنق وكأننا نتنفس تحت وهم ورق مبلول بأدمعنا. _ _ _ _ _ _ _