ما بين قصيدة الومضة وعائلة قصيدة النثر وما بين الشعر الخليلي وحتى شعر التفعيلة الحر الذي اسست له نارك الملائكة في رائعتها الكوليرا عام 1947م وقصيدة النثر بون شاسع ، وما زالت هذه القضية الأزلية تلقي بظلالها من عام 1960 وحتى اليوم ونحن في القرن الحادي والعشرين . مما قرأت ومارسته علىأرض الواقع؛ أن شرعية قصيدة النثر قضية محسومة، ذلك ان اللغة كائن حي ينمو ويتطور؛ ولقد قالت الناقدة الفرنسية:سوزان برنار وفقًا لموقع ويكيبيديا : "إنَّ قصيدة النثر «قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور...خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية" . وهذه القضية كانت في اوج اشتعالها منذ الستينات من القرن الماضي حتى اليوم ونحن في القرن الحادي والعشرين إن بعض النقاد لا يكادون يفرقون بين شعر التفعيلة الحر وبين شعر النثر في حين ان رائدة الشعر الحر نازك الملائكة رحمها الله لم تؤمن بقصيدة النثر . وقد أُطْلِقَ عليها تارة الشعر المنثور وتارة النثيرة ، كما سماها محمد ياسر شرف في كتابه( النثيرة والشعر المضاد) اذ يرى أن الجمع بين كلمتي قصيدة ونثر لا يصح لاختلاف مدلولات الكلمتين . وبالمختصر علينا أن نقبل باتساع اللغة واسيعابها لكافة الأجناس الأدبية ونقبل بوجود ديوان نثري كنوع من التطور رأي شخصي لي غير ملزم لأحد ... ومن امتداد عائلة قصيدة النثر كانت القصيدة الومضة التي تعكس روح العصر ذو الإيقاع والرتم السريع ،و الومضة الشعرية ، تعَدُّ إحدي ضربات الشعر الحديث و هي تتشابه إلى حد ما مع القصيدة القصيرة جدًا المركّزة الغنية بالإيماء و الرمز و الإنسياب و التدفّق. و هي عبارة عن دفقة شعورية سريعة تتناسب مع تسارع الأشياء . المذهل في هذه الحقبة الزمنية التي تحاصرنا حالياً؛ إنّها إشبه ببرقية شعرية صار لها أنصار وأعلام، و تتميز بالكثافة و التركيز حيث إنّ الشاعر يقول بوساطتها أشياء كثيرة، بعبارات موجزة، وأرد مثالًا من قصيدة للشاعر السعودي فايز السفياني : لأن الأماني في عينيك أشرقت لأن اللقاء فريد فريد سأحفظ الدروب في رحلتي وأطوي لأجلك ذاك البعيد أما الومضة الشعرية ، فقد وُضعَت لها ضوابط ، منها ؛ توفر عنصر ر التكثيف والتركيز والاختزال للفكرة، و وحدة الفكرة المتسقة في لغتها المنتقاة في لفظها ، و أن تنتج الحساسية الشعرية المتوهجة لدى المتلقي حالة من الدهشة والانبهار ، و أن تعتمد القصيدة على سمة الغنائية والجرس الموسيقي. عاشت لغتنا الخالدة حية متطورة وعصرية.