في 27 يونيو 1995 م لم يكن فقط انقلاب وعقوق من الشيخ حمد تجاه والده سمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني (رحمه الله) إنما بدء مرحله خروج حكومة قطر من الإجماع العربي وشق الصف في مجلس التعاون الخليجي الذي ساهم والده في إنشاءه آنذاك. هذا الانقلاب غير الشرعي كان من الأحرى في البداية رفضه من قبل مجلس التعاون الخليجي ومقاطعة الحكومة القطرية حتى رجوع الحكومة الشرعية لقطر ممثلة بالشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الحاكم الفعلي والشرعي لدولة قطر, لكن السياسة الحكيمة والمتأنية و عدم التدخل في الشؤون الداخلية التي انتهجتها دول مجلس التعاون في حينه لم تجدي نفعاً, مما فاقم نتائج هذا الانقلاب وأعطى الإنطباع لدي قادة الانقلاب حمد بن خليفة وحمد بن جاسم بأن لا رقيب ولا حسيب لسياستهم المخادعة تجاه الدول العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية . فلقد دعموا بكل الوسائل المالية واللوجستية قناة الفتن والقلاقل القناة المشبوهة قناة الجزيرة هذه القناة التي سبق وان حذرت منها قبل أكثر من 10 سنوات في مقال بصحيفة الجزيرة بتاريخ 29-7-2007 م العدد 12722, هي من أخطر أدوات زعزعة الامن في الوطن العربي فلقد كانت وما تزال الداعم الإعلامي الأكبر للتشكيك ونزع الثقة بين الشعوب والحكام وبتلك الجهود الإعلامية الماكرة إضافة الى الدعم المالي من حكومة قطر لحزب إرهابي يطلق على نفسه مسمى الاخوان المسلمين (وهو بعيد كل البعد عن الاخوة الإسلامية) انخدعت فئات من الشعوب وقامت بثورات تخريبية ضد بلدانهم مما تسبب في نشر الفوضى العارمة . وسأورد في هذا المقال فقط ما حدث في ليبيا من الناحية الأمنية كمثال لنتائج هذه الثورات التخريبية حيث تدهور الأمن هناك على نحو مخيف وكثرت الجرائم بأنواعها حيث سجلت 55 الف جريمة متنوعة من قتل واختطاف و ابتزاز منذ عام 2011 م الى 2016 م هذه الإحصائية فقط تمثل ما سجل من جرائم في 35 مديرية أمن من مجموع 55 مديرية أمن في ليبيا أي ان 20 مديرية أمن لم تشملها الإحصائية ، .. ولكم أن تتخيلوا الكم الهائل من الجرائم التي نتجت عن هذه الثورة حيث جاءت ليبيا في المركز الأول في معدلات الجريمة في الوطن العربي حسب التقرير السنوي لمؤشر الجريمة العالمي لسنه 2016 م . كل هذه الجرائم والانفلات الامني والفوضى العامة وانتشار المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية في ليبيا لم تكن تحدث لولا مساهمة حكومة قطر إعلامياً ومادياً مساهمة رئيسية فيها بدعم ثورات ما يسمى بالربيع العربي وهي في واقع الحال ثورات الإفساد والتخريب للوطن العربي. . ألم تكتفي حكومة قطر وحليفها الحزب الإرهابي جماعة الاخوان المسلمين او المتأسلمين و هو الأصوب؛ لما حدث من مآسٍ إنسانية في ليبيا ومصر واليمن في ثورات تخريبية سببت اسقاط الأنظمة بشكل درامي ، ونشر الفوضى بل استمرت بما دأبت عليه من اكثر من عشرين سنه ،ومنذ انقلاب العقوق في قطر حيث سخرت هذه الحكومة الغير شرعية إمكانيات مادية ضخمة لدعم الاعلام الموجه ضد دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصاً المملكة العربية السعودية. هذه النشاطات المعادية تنوعت من تحريض وتشكيك في سياسات دول الجوار واستضافة وحماية جماعات مصنفة إرهابية من قبل معظم دول الوطن العربي مثل حزب الاخوان المتئسلمين هذا الحزب التخريبي الذي تلبس بلباس الدين وهو بعيد كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف هذا الحزب الذي تسبب في هلاك الحرث والنسل في البلدان العربية والذي هدفه فقط الوصول للسلطة ولو كلف ذلك ازهاق كثير من أرواح الأبرياء المخدوعين بدعوتهم الخبيثة. لقد كان الأحرى بالمخدوعين بدعوة هذا الحزب الإرهابي ان يستفتوا علماء المسلمين الربانين قبل الإنخداع بدعواهم الباطلة حيث حذر كثير من علماء المسلمين منهم وقد اجمعوا انهم خوارج وقتله ومستحلي الدماء حيث وصفهم الشيخ احمد شاكر رحمه الله بقوله (حركة حسن البناء واخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الإسلامية الى دعوة إجرامية هدامة ينفق عليها الشيوعين واليهود) وقال عنهم الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله (ليس صوابا ان يقال ان الاخوان المسلمين من أهل السنة , لانهم يحاربون السنة) وذكر سماحته رحمه الله انهم بقوا أكثر من سبعين سنه بعيدين فكريا عن فهم الإسلام فهما صحيح . ووصفهم فضيلة الشيخ العلامة صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ الوصف الدقيق بقوله حفظه الله (واما جماعة الاخوان المسلمين فإن من ابرز مظاهر الدعوة عندهم التكتم والخفاء والتلون والتقرب إلى من يظنون انه سينفعهم وعدم اظهار حقيقة امرهم يعني انهم باطنية بنوع من أنواعها). لذا الواجب علينا جميعا كمسلمين التحذير من الانخداع بهذا الحزب التخريبي ومن يدعمه والتمسك بأهداب الدين الإسلامي القويم دين المحبة والاخوة الإسلامية الصافية وان محاربة أفكارهم الهدامة ونوياهم الباطنية ليست كما يسلكه البعض بانتقاد تعاليم الدين الإسلامي وخلط الأوراق بين مدعي الدين ذو الأهداف السياسية البحتة و المتدين الحقيقي المطيع لله ولرسوله وولاة الامر ، الأمين في عمله المخلص لدينه ومليكه ووطنه. وعلى الرغم من ان المطلوب من حكومة قطر الانصياع فقط لصوت الحق ونبذ كل ما من شأنه ان يفرق دول الوطن العربي بإيقاف الهجمات الإعلامية المغرضة و إيقاف دعم و استضافة الجماعات الإرهابية لكن الحكومة القطرية لازالت تناور و تخادع ولن يستمر هذا التلاعب فنحن في زمن الحزم بقياده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله فلا مجال لنكث حكومة قطر بالعهود كما سبق ونكثت وراوغت لأكثر من عشرين عاماً. ولامجال للمجاملات وأنصاف الحلول لتحقيق تلك المطالب المشروعة التي من شأنها ان تضمن الاستقرار في الوطن العربي وتعيد قطر الى سابق عهدها جزءً غالٍ لا ينفصل عن مجلس التعاون الخليجي.