لو قلنا لا مستحيلات تعرقل آمال وطموحات لقيل أن ذلك محض تنجيم ، وعندما ينبثق الأمل عن عزيمة وهدف يلوح في الأفق اطمئنان بأن الخطط المرتكزة على رؤية مسنودة بقاعدة صلبة من المصداقية معمدة بتوفر عوامل الأمن والاستقرار والاقتصاد المتين واللحمة الوطنية بين حكومة وشعب في دولة مترامية الأطراف متباينة التضاريس والمناخ يجمعها عرق واحد وقبل ذلك دين واحد ...تحتضن قبلة واحدة لمليار ونصف المليار مسلم. كانت الخطوة الأولى التي أكدت أن الرياض صانعة أحداث ومنارًا للوفاق والتلاقي على كلمة سواء وبأن أي طامع وحالم سيجد أمامه عاصفة الحزم واعادة الأمل لبلد جار استعان ببلد يشكل معه عمقًا استراتيجيات للجم شيطان حاول أن يحدث شرخًا آخر في الأمن القومي العربي ؛ ويسعى لفرض مظلومية "سمجة " كشعار لإعادة المنطقة وشعوبها لما قبل الإسلام ، ومع تشكيل التحالف العربي الجسور ، والتحالف الاسلامي يضم أكثر من 45 دولة لحرب الارهاب ومكافحته بشتى الدول الاسلامية . عندها اتضحت الصورة أن قبلة المسلمين لن ترضى بمن يشوه الدين ويحتضن الارهاب ثم يرمي به دولًا عربية واسلامية لم تعد تنطلي على أحد فصار الارهاب وحاضنته وحامية رموزه منذ أول تفجير شهدته المملكة في الخبر ومن كان وراءه ومن خطط له تكشفت منذ اللحظة الأولى أن وصل الرأس المدبرة لطهران ثم رحل لسوريا لتؤلف مسرحية انه شنق نفسه بسجن سوري ...ومع هذا تواصلت حملات غوغائية منحرفة ومأجورة عن جادة الصواب عبر اعلام امتهن الكذب والافتراء على السعودية التي خاضت حربًا على الارهاب الذي طال مدنًا بعدد من المناطق وتم شل حركتها ،وحققت المملكة نجاحات لم بوجد مثيلها في العالم .. .. ثم جاء ما يسمى ب "الربيع العربي" محركة الظاهري جماعة محظورة وجدت ترحيبًا من ساسة إدارة تحمي قيم الحرية إلى دولة تفجر الصراعات بحسبانها اختارت تنظم الاخوان أن يخلف حكومات خمسة أنظمة عربية بخدعة نهجه الوسطي بين "سلفية متشددة نبع منها الفكر الارهابي " وبين ولاية الفقيه لتوفير بيئات من التعايش ولتحويل الدين الاسلامي الحنيف لراع لتنظيمات سياسية اتخذت من الاسلام سلمًا يمكن تطويعها . وبتعاون أوبامي بوتيني بأن تظل " اسرائيل " متفرغة لترتيب أوضاعها وتبادل جزء من سيناء مقابل حل الدولتين ، وما رشح من تقسيم الدول العربية من ليبيا الى الخليج في حالة عدم استقرار .ولكن الله تعالى هو الحكيم القدير ألهم قيادة المملكة ، فجاء نداء الملك عبدالله يرحمه الله إلى مؤتمر جدة وتشكل تحالف دولي ، فما كان من أوباما إلا أن يتجاوب مرغمًا خاصة بعد قال الملك عبدالله وفعل باعتماد 100 مليون دولار مساهمة أولية للحرب على الارهاب المتمثل في "داعش ".قال الملك عبدالله يرحمه الله ان لم تواجه الدول المجتمعة وخاصة أمريكا وأوروبا ارهاب "داعش" بفاعلية فسيصل خطرها لعواصم بلدانهم وهذا ما تحقق بفعل سياسة أوباما الذي انكفأ على إيران . ثم جاء رد اوباما بختام قمة جدة ليقول أن ثلاثة اعوام غير كافية لهزيمة داعش بعد أوائل 2014 حينما احتل داعش في ساعات الموصل ، ومحافظة نينوى بالكامل في مشهد مسرحي مرتب أن انسحب ما يفوق مائة ألف جندي وضابط بملابسهم المدنية ...وتركوا للتنظيم أسلحة تقدر بالمليارات وارصدة بالبنك المركزي فرع الموصل ...حصل هذا مع وجود استخبارات ايرانية وامريكية واوروبية وطائرات استطلاع واقمار صناعية وطيران تحالف يحلق على مدار الساعة ...فلو كانت نية أوباما صادقة لما استغرق اخراجهم ستة شهور كما جرى بأواخر عهده على استحياء ومع مجيء ترمب تسارعت وتيرة تحرير الموصل عين على تحريرها وعين على لجم ايران .. .عندها اتضحت الصورة ، فالسعودية ودول التحالف العربي وعمادها السعودي تحطمت آمال الملالي في فتح بؤرة تستمكل بها العراقوسوريا ، وترافق معها عمليات ارهابية مولها وخط لها حرس ايران الثوري عبر عملائه من داعش ورموزها المختبئين ببلدانهم لتنفيذ أجندات ايران بهدف التغطية على جرائم داعش وتوسع نفوذ ايران في العراق بكل مفاصل الدولة العراقية ناهيك عن أن قياداتها في سوريا هي الآمرة الناهية ، حتى وصول طلائع القوات الروسية مستغلة سذاجة أوباما ولازمته عدم تكرار ما كان بعهد الرئيس الاسبق بوش . لقد اكتفت ادارة أوباما بعقوبات اقتصادية على روسيا بحربها على اوكرانيا وضم ثلاث اقاليم لروسيا في وقت تتواصل الضغوط الأمريكية على حلفائها في مجموعة الخمسة زائدًا واحد وإيران...ليخرج باتفاقية نووية مع ايران في ختام العام التاسع من المفاوضات ...ومع تمنيات السعودية ودول الخليج على الخروج بتطمينات من ادارة اوباما فكان لقاء كامب ديفيد في مثل هذا الشهر من عام 2015 فرفض أن يعطي تعهدًا مكتوبًا بأن الاتفاقية لن تصل بإيران لامتلاك سلاح نووي ومن تهديد المملكة ودول الخليج . ومع انتهاء ولاية اوباما ، وتحقيق ترمب نجاحًا على منافسته هيلاري كبينتون أذهل المراقبين ، لدرجة أن وسائل الاعلام الأمريكي واستطلاعاتها استبعدت فوزه ، وبالساعات الأخيرة انقلب الوضع ليحصد ترمب اصوات الولايات الست الحاسمة ، وكان صادقًا واضحًا مع نفسه ببرنامجه الانتخابي ، لا يؤمن بالمساومات الرخيصة والمناورات الكلامية وبأول يوم في رئاسته بدأ بالحرب على محاضن الارهاب واصدر قرارًا شمل منع مواطني سبع دول ثم قلصها الى ست ، وأحرى تغييرات جذرية في هيكيلة الدفاع والأمن القومي والوطني والخارجية ... ولعب الاعلام المستعرب و الإخواني بالتحذير منه كونه عرف منبع التطرف في الاخوان وايران وما تخططه ضد حلفائها في المنطقة وخاصة السعودية ودول الخليج وانبهر بالنمو الاقتصادي رغم حالة الكساد العالمي وتأثيراته على الدول الغربية فيما تلك الدول وبخاصة السعودية رغم انشغالها بحرب لدفاع عن حدودها ولإعادة الشرعية كسرت عمود ايران الفقري ،وتنمية مستمرة بالمملكة ومشاريع استثمارية تسير سيرًا طبيعيًا ، في عهد الحزم والعزم ، تلا ذلك وقبيل انتخاب ترمب اعتمد مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان رؤية المملكة . انبهر ترمب من التكاتف والتآزر بين السعودية ودول الخليج عبر مجلس تعاون يشكل نسيجًا واحدًا مع أخواتها دول عربية لمواجهة السرطان الفارسي الموجَّه والمدعوم من ولاية الفقيه ومطامحها الفاسدة للنيل من قداسة ارض الحرمين بخزعبلات مهديهم المنتظر ليدمر الكعبة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ثم المسجد الاقصى ... عندها اتضحت الصورة أمام ترمب مع زيارة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان معمدًا بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ومؤيدًا من ولي العهد الأمير محمد بن نايف ، فيما أبواق طهران وذيولها من المستعربين ينسجون قصصًا من خيالاتهم المريضة فيما حكومة وشعبًا يفندون عمليًا لا كلاميَّا ... الى أن جاءت الضربة القاصمة ، فبعيد زيارة الأمير محمد بن سلمان أعلن ترمب عن هدفين تشغلانه إيران وارهاب داعش وغيرها ، وعزمه التوجه بأول زيارة له خارج أميركا الى السعودية ليلتقي بخادم الحرمين وقيادات دول مجلس التعاون ومؤتمر موسع مع زعماء أكثر من 50 دولة عربية واسلامية ، تعقد في عاصمة السعودية الرياض ، جن جنون ايران وابواقها وزعماء ميليشياتها بالمنطقة . ومما أعلنه الرئيس ترمب بعد زيارة الأمير محمد بن سلمان ،دخول أميركا بقوة في سوريا وفي العراق بهدف طرد داعش وانهاء قوته وإعادة ايران لحدودها ، ودعم الدول العربية والاسلامية لمكافحة الارهاب وداعمته ايران فيما هو يدعمها وذلك لا يحتاج إلى أدلة فلم تقم داعش وقبلها القاعدة بعملية واحدة داخل ايران ، فيما ايران كانت ولا تزال تسلح ميليشيات الحشد في العراق بهدف انهاء أي نفوذ للعرب السنة وكي تهمش العنصر العربي وتبقي على أتباعها المؤيدين لولاية الفقيه ولمرجعية السيستاني ولتهميش مرجعيات عربية قومية غير طائفية محاطين بابنها المدلل نوري المالكي وبخلايا ميليشيات تدين بالولاء للحرس الثوري الايراني لا لقيادات منضبطة في الجيش والأمن العراقي ... من ذلك نصل الى إدراك أهمية الحقائق التي أقتنع بها ترمب من رسالة خادم الحرمين الشريفين التي أوصلها محمد بن سلمان بكل أمانة وكياسة واقتدار ليؤسس ترمب منهجية واقعية واضحة باستقطاب العرب والمسلمين لمواجهة خطر ولاية الفقيه و أذرعتها التي تستهدف المصالح الأمريكية والسعودية و الخليجية بصفة عامة التي تحتضن قبلة المسلمين ومعها دول الخليج حيث يعمل فيها ملايين العرب والمسلمين وينعمون بدعمها ومساندتها لهم فيما نظام ولاية الفقيه احدث دمارًا وحروبا ودماء في بلدانهم فلا مقارنة أبدًا.. والمشرِّف أن قيادة السعودية والخليج تكتسب مصداقية و بقوة اقتصاياتها مقارنة بإيران وتنمية وبنى تحتية ورؤية مستقبلية تقوم على التنمية والتطوير ودعم الدول المحتاجة ، فكانت الزيارة وسلسلة قمم لا شك أن العزم يجمع المشاركين بالمؤتمرات الثلاثة ..ترافق ذلك مع خطوات دؤوبة لرؤية مملكة 2020- 2030 والتي بدأت منذ شهور تضع بصماتها بدعم شعبي منقطع النظير ، ولقد عمدت اليوم بتوقيع اتفاقيات عسكرية واقتصادية واستراتيجية ، حيث وقعت الرياض مع واشنطن اتفاقيات بمئتين وثمانين مليار دولار منها 110 مليار لمشتريات اسلحة وعتاد ، تؤكد أن البلدين ألسعودية وأميركا عازمتين على اجتثاث الارهاب وإنهاء العبث الإيراني بأمن واستقرار المنطقة . عنوان المرحلة الثقة في من يعمل لصالح شعوب العالم وأمنها واستقرارها وتطورها وتنميتها وبين من يناطح الهواء ليمتلك سلاحًا نوويًا ولينشر الدمار والخراب كما نشره في سورياوالعراق وحاول في اليمن ولايزال ولكن تم تحجيمه وتقزيمه وصولًا لعودة الشرعية ولإنهاء أحلام عصافير قم وطهران فيما شعوبهم في ايران تعيش حكومة وشعبًا في معتقل كبير تحت رحمة حرس ثورة ، ولسان حال وليهم الفقيه :"لا أريكم إلا ما أرى "، وتثبت الزيارة أن الرياض عاصمة القرار العربي والاسلامي ، وصمام أمان شعوب المنطقة واستقرار بلدانها .