قال الباحث في العلاقات الدولية والبرلماني العراقي السابق د. عمر عبدالستار ل"الرياض" إن أكبر كابوس يواجه ولاية الفقيه اليوم هو كابوس قمم الرياض التاريخية المنتظر في الحادي والثاني والعشرين من مايو الجاري التي ستجمع زعماء المسلمين مع ترمب، إذ أن قمم الرياض ليست حدثا عابراً أو طارئاً ولم يأت من فراغ بل هو ثمرة سياسة مملكة تعرف ماذا تريد وتعرف كيف تحقق ما تريد منذ لقاء الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله - بفرانكلين روزفلت في 1945 مروراً بتأسيس مجلس التعاون الخليجي في عهد الملك فهد في 1981، وانتهاءً بالتحالف الإسلامي العسكري ورؤية 2030 في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- التي أرساها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وأكد الدكتور عبدالستار بأن قمم الرياض الثلاث قد تمهد ليس لناتو عربي إسلامي على غرار الناتو الغربي العسكري فحسب، بل لنموذج شرق أوسطي يحاكي نموذج الاتحاد الاوروبي، وأيضاً لشراكة عربية غربية أمنية عسكرية اقتصادية كما يقول وزير الخارجية السعودي الأستاذ عادل الجبير، وربما كان قرار صندوق الاستثمارات العامة في المملكة عن انشاء الشركة العامة للصناعات العسكرية وهي من أهم ركائز رؤية المملكة 2030 أحد خطوات تأسيس الناتو الإسلامي المرتقب، وأكد الباحث العراقي أن شأن هذا الناتو، والشراكة الإسلامية - الأميركية المرتقبة أن تغلق على إيران فراغات تمددت من خلالها إلى أربعة عواصم، وقد يدفعها لإعادة حساباتها والانكفاء ربما إلى داخل حدودها والانتقال من الثورة إلى الدولة، ليعود الاستقرار إلى الشرق الاوسط بعد غياب، وشدد عبدالستار بأن قمم الرياض التاريخية ستنهي غياب العرب عن العراق في ال"14" سنة الماضية بعد سقوط صدام وغياب أميركا وانسحابها الذي أدى إلى سقوط الموصل بيد داعش وصنعاء بيد مليشيات الحوثي، وكون القمم تاريخية لأنها خطوة كبرى باتجاه نظام عالمي جديد ضد إرهاب عابر للحدود يقف على رأسه الحرس الثوري وعانا المسلمون منه منذ 1979، ويستعدون اليوم ليكونوا في خطه الأول بكل طاقتهم كمال قال ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقال د. عبدالستار: "ولسنا نضرب أخماساً بأسداس بل نبني على كلام الملوك الذي صدر عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع حيث قال في تصريحات صحافية واضحة وهو يستبق زيارة ترمب وقمم الرياض التاريخية بأن السعودية ستنقل المعركة للداخل الإيراني، بعد أن اعتادت إيران أن تحارب خارج أرضها دفاعاً عن نظامها الإرهابي، وهرباً من مشاكلها الداخلية على حساب خراب المنطقة حسب نظرية أم القرى الإيرانية القائمة على الهيمنة، وكأن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باستراتيجيته غير المسبوقة في نقل المعركة إلى داخل إيران يعلن من الرياض عن مقررات قمم الرياض المنتظرة قبل أن تنعقد في الرياض، وما كان سموه ليلعن استراتيجيته التاريخية إلا بعد أن ادركت السعودية أن هذه السياسة هي الوحيدة التي تفهمها طهران ولاية الفقيه التي قوضت الدول وملشنة الدين وأشاعت الإرهاب دستوراً بالمادة 150 وسلوكاً بأكثر من 300 مليشيا دينية طائفية مسلحة عابرة لحدود الدول لتقويض نظام الدولة الذي قام على أساسه النظام الدولي". وبين د. عبدالستار "ربما كان توقيت إعلان استراتيجية الأمير محمد بن سلمان قد جاء في توقيت مناسب بعد أن نفرت دول وشعوب المنطقة من إيران ولاية الفقيه وأجمع ضدها تحالف دولي وآخر إسلامي عسكري، وهذا الظرف الدولي والاقليمي والمحلي قد يكون من أهم نقاط القوة التي ستقلب الطاولة على ولاية الفقيه، واذا افترضنا أن اميركا احتلت إيران بعد احداث 11/9/2001 التي دبرتها إيران، ولم تحتل العراق أو افغانستان لوقف العرب والسلمون مع إيران ضد الولاياتالمتحدة لأن أغلب العرب قد خدعتهم إيران ببريق ثورتها باستثناء المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي، ولكن ال"14" عاماً فضحت استراتيجية إيران وفتحت الباب لانكفائها الاستراتيجي عن المنطقة وانطفاء نارها وعلى الباغي تدور الدوائر". وبين د. عبدالستار: "أن الأمير محمد بن سلمان لم يكن منصاعاً لإرادة أميركا ضد إيران كما تزعم إيران بقدر ما أن أميركا انصاعت لاستراتيجية السعودية التي ابتعدت عنها منذ احتلت العراق، ثم تخادمت مع إيران حتى وقعت معها اتفاق لوزان النووي، كما أن السعودية لم تفعل كما فعلت إيران في تشتيت شمل البلاد والعباد بل جمعتهم بلداً بلداً بعد تفرق، وشكلت منهم تحالفاً للحزم في اليمن وآخر إسلامي عسكري ولم تكتف بذلك بل قد تحالفت مع المجتمع الدولي أيضاً ومن هنا أُتيت إيران أو تكاد، كما أن السعودية لم تتاجر بفلسطين كما تفعل إيران ولاية الفقيه إذ خربت أربعة عواصم كانت تسعى لتحرير فلسطين تحت شعار المقاومة والممانعة، ولم تجد إيران المنكسرة أمام الصعود السعودي إلا أن تقول أن هناك مؤامرة سعودية - اسرائيلية لافتعال عاصفة إقليمية ضد السعودية، والحق أن فوضى علاقة الدين بالدولة التي استغلتها إيران هو الشرط الأساس لاستقرار البلاد والعباد وهو ما تسعى السعودية لتحقيقه لمنع كائناً من كان من ربط الاسلام بأدلجة عابرة للحدود دينية مسلحة أو قد تكون مسلحة فتهدد سيادة الدول وبخطف الدين ونشر الفوضى بداعش وغيرها، وأما اسرائيل فهي خاسر آخر بعد ولاية الفقيه إذ قد تجاوزت العلاقات الدولية فكرة أن تقوم دولة هنا أو هناك على أساس أدلجة دينية أو قومية أو فكرية ثورية عابرة للحدود كما حصل بين الحربين العالميتين ممثلة بهتلر أو السوفيت وأثناء الحرب الباردة ممثلة باسرائيل وولاية الفقيه، ومثلما أسفرت سياسة عبدالمطلب التي سطرها بكلماته الخالدة لا برهة وهو يهم بهدم الكعبة لتكون القليس كعبة بديلة "أنا رب الابل وللبيت رب يحميه" عن اصطدام ابرهة بواقع جعله عصفاً مأكولاً وجعلت من بيت الله الحرام ايلافاً لقريش في الشتاء والصيف، اسفرت سياسة المملكة مع ابرهة العصر "إيران ولاية الفقيه" التي تهم بهدم الكعبة أنها على وشك أن تصطدم بواقع دولي إقليمي سيجعلها عصفاً مأكولاً، كما سيجعل من بيت الله الحرام ايلافاً لأمة المليار بلا ولاية فقيه وعلى الباغي تدور الدوائر".