تعد سياسة الرئيس أوباما بولايتيه التي أشرفت الثانية منها على النفاد ، يظل التوجه الأمريكي ومعه الأوروبي نحو إيران ومقابلة العرب بألسنة عذبة ، وقلبهم مع إيران ، وانصياع تام للفكر الروسي بمعالجة قضايا المنطقة ، وهذا يتجلى أن قرار مجلس الأمن الخاص باليمن 2216 وتحت البند السابع ، قد أجهزوا عليه بمفاوضات متنقلة ، حطت رحالها بالكويت ، ثم تم تفكيك القرار بتمييعه وتعويمه ، واختتم بتقرير ابن الشيخ المندوب الأممي لليمن الذي تبناه مجلس الأمن ، ومع سبق الاصرار والترصد والانصياع من قبل بانغي مون لإرادة أميركا وروسيا ومن خلف الستار إيران ، أن يظل ما يمارس على الأرض باليمن وسوريا يسير بتنسيق محكم مع روسياوإيران ، الهدف منه إذلال شعبي البلدين ، وكسر شوكة دول التحالف مع الشرعية والشعب اليمني ، وتسليم أوراق اللعبة في سوريا إلى روسياوإيران .. وفي اليمن تبني وجهة النظر الانقلابية المدعومة بصورة مباشرة من إيران ، وبتأييد أميركي من تحت الطاولة . ويعود بنا ذلك ، حين ضحت أميركا بشاه إيران ، كما أظهرت الوثائق السرية التي سمحت الاستخبارات الامريكية بنشرها ، أن كارتر نسق مع الخميني وفرنسا حيث كان يقيم الخميني في منفاه وقدموا كل التسهيلات ليحكم إيران وضحوا بحليفهم الشاه مقابل ضخ النفط الايراني لأميركا وأوروبا ....وإسرائيل .ومع تسريح جيش العراق الذي حله بريمر المندوب السامي الأمريكي بالعراق ...شكلوا نواة لما يسمى الدولة الاسلامية لخلق صراع طويل بين السنة والشيعة . و ما يتم اليوم يعد امتدادا لسياسة أممية عرابها ومنفذها أميركي ، ففيما كانت إيران تسلح القاعدة والفصائل الشيعية بهدف تصفية وإضعاف المكونات العربية ، في العراق ، وسوريا، وليضرب العرب رقاب بعض ؛ فإيران ونظامها الصفوي المجوسي تتستر باسم الشيعة ، فيما تضطهد الشيعة ذوي المرجعية العربية والعرب الشيعة في الأحواز .. و نصبوا السيستاني مرجعية للعراق وهو ليس عربيا ، والذي أفتى للاحتلال الأميركي للعراق وحرم مقاومته خدمة لإيران كي تنفذ عبر فتواه لتتسلح بها من جانب ، ولتنهتزها فرصة لتخلق صراعا بين العرب شيعة وسنة وبالتعاون مع المحتل ...فالعداء الفارسي للعنصر العربي "الفاتح" لبلاد فارس عبر العرب مادة الاسلام ،جعلوا من العرب عدوهم الأول و لذلك لا يهمها إلا من يخدم أهدافها الكسروية المجوسية والتي تتلاقى مع التوجه الأميركي ونقولها صريحة " لتصفية العرب السنة " وكما هو معلوم للشعب العربي ، وللحكام العرب ، أن أمريكا لا يهمها إلا أمن إسرائيل وتفوقها التسليحي النوعي ، وتدفق النفط ،وأناطت بإيران أن تنفذ أجندة مزدوجة لجعل العرب وخاصة دول الخليج وبلاد الشام بين فكي كماشة ، ومعها مصر بخلق بؤر إرهاب في سيناء ، ومنع أي تقارب بين ليبيا ومصر ، و تحييد الجيش الوطني الليبي وإضعافه ، وتسهيل إيجاد موطئ قدم لداعش، وها هم اليوم جعلوا من ليبيا حكومة وبرلمان منتخب ومعترف به دوليا مهمشا ، وفرضوا عليه حكومة وفاق ، لتتولى حرب داعش ، إلى جانب الجيش الوطني الذي خذلوه ولم يسلحوه ، وبعدها يأتي الدور على الجيش الوطني الليبي بقيادة الفريق أول خليفة حفتر ، ولتطويب المحسوبين على فجر ليبيا نواة للحكم بليبيا ، ولخلق اسفين بين ليبيا ومصر بزعم دعمها للفريق حفتر . وتخفت أميركا تحت عباءة تدخل روسيا بطائراتها وعتادها لتجرب أسلحتها في سوريا لتحافظ على نظام بشار ،ولثني تركيا والدول الخليجية عن دعمه للفصائل المعتدلة في سوريا ، في الوقت التي تتعامى ، بل تبارك ما تقوم به إيران وحلفائها . ، وبعد أن كشفت خيوط اللعبة تحاول تركيا ودول الخليج وخاصة المملكة وقطر تأمين بقاء جذوة الثورة السورية ممثلة بالجيش الحر والفصائل الاسلامية السنية المعتدلة ، ففتحت أميركا وروسيا ا نافذة لزعزعة أمن تركيا عبر PKK ، وساعدت أميركا الاكراد السوريين جنوبتركيا ليصبحوا ذراع أميركا في سوريا على الأرض .فيما تتضاحك بتحالف دولي لم يرمِ قذيفة أو صاروخا من طائرة على الرقة ..حيث داعش ..وضغطت على المبعوث الدولي الى اليمن بل وأُمْلي عليه تقرير غير متوازن يصب بمصلحة الانقلابيين المدعومين من إيران ، غير آبهة برفض الحوثيين وصالح الانصياع للقرار الدولي بل ورفض الانقلابيين بالكويت للقرار 2216 ... وعودا إلى الوثائق التي كشفت دور اميركا في تنصيب الخميني حاكما على إيران ، وخذلانهم لحليفهم السابق شاه إيران ، هاهو التاريخ يعيد نفسه يبمفاوضات سرية منذ 2012 بين أميركا وإيران ؛ وصولا إلى توقيع الاتفاقية النووية مع إيران ....وما تسرب عن بنودها السرية ، بموافقة إيران على الاتفاقية شريطة اطلاق يدها في المنطقة والابقاء على نظام بشار وفبركة مسرحية الحرب ضد داعش و لتبقى المنطقة العربية في صراع طائفي ، وعربي عربي ، يسير مع انخفاض بأسعار النفط مقابل ارتفاع أسعار الصادرات الغربية من أسلحة وتكنولوجيا ومعدات ومركبات وغيرها ... وما لم تستثمر الموارد العربية في الدول غير الملتهبة وتنشئ كيانا اقتصاديا وصناعيا وقبله نهضة تعليمية شاملة تستغني بموجبها تدريجيا عن شراء احتياجاتها الاستراتيجية من أميركا وروسيا وأوروبا المتصالحين مع إيران والمتبنين لوجهة نظرها بقضايا المنطقة العربية ...ستزداد بؤر الصراع ..."ولا من شاف ولا من دري ".