توقَّع الكاتبُ الأمريكي الشهير "ديفيد إجناتيوس" أن السياسة الجديدة للمملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز ستغير الأوضاع في سوريا وليبيا بخلاف ما كانت عليه في السابق. وأبرز الكاتب دور أمير قطر في إحداث تقارب بين المملكة ودولة تركيا بعد ما شاب العلاقة من عداءات خلال السنوات الماضية؛ مما تسبب في إنهاك المعارضة السورية بعد دخولها في صراعات داخلية وحروب بالوكالة، وإحداث انقسام داخل ليبيا بين قوات فجر ليبيا وبرلمان طبرق. وأضاف أن التطورات في سوريا قد تعزز حملة المعارضة لإسقاط حكم بشار الأسد، معتبرا أن الانتصارات الأخيرة للمعارضة السورية يقف وراءها بشكل كبير التقارب الجديد بين السعودية وقطروتركيا، فبعد الخلافات بينهم منذ قيام الثورة السورية مما تسبب في إنهاك المعارضة، أصبح من شأن التحالف الجديد أن يعزز من فرص قوى المعارضة ويقود إلى مكاسب كبرى في ساحة المعركة. وتحدث عن أن البلدان الثلاثة كان لها دور في تشكيل تحالف جديد للمعارضة تحت مسمى جيش الفتح مستفيداً من الأسلحة التي تتدفق عبر الحدود التركية مع سوريا، وهو التحالف الذي حقق انتصارات كبيرة خلال الشهرين الماضيين في محافظة إدلب ومناطق أخرى شمال غرب سوريا، في وقت أنهك فيه جيش النظام السوري بعد 4 سنوات من القتال ولم يعد قادراً على الاحتفاظ ببعض المناطق المتنازع عليها. واعتبر أن الصعوبات التي يواجهها نظام الأسد متصلة بوضع الشرق الأوسط نظراً لاعتماده على إيران، فسعي الإدارة الأمريكية لإبرام اتفاق نووي مع إيران دفع حلفاء واشنطن العرب لتحدي طهران ووكلائها بشكل أكثر علانية سواء بالتدخل العسكري في اليمن ضد الحوثيين أو بانتهاج سياسة جريئة حاليا في سوريا، حيث تواجه إيران وحلفائها الشيعة حالياً ضغطاً كبيراً من الدول السنية التي اتخذت موقفاً جريئاً هو الأول من نوعه منذ عقود. وأشار الكاتب إلى أن دور قطر في تشجيع التقارب بين السعودية وتركيا قد يقود إلى تحسن الوضع في ليبيا، التي تدعم فيها قطروتركيا قوات فجر ليبيا بينما دعمت مصر والإمارات برلمان طبرق والقوات الموالية للجنرال خليفة حفتر. وكشف نقلاً عن مصادر أن "فجر ليبيا" وافقت على التعاون مع حفتر لقتال تنظيم "داعش"، وقيل أن السعودية دعمت محادثات الوسيط التابع للأمم المتحدة في المغرب لتشكيل حكومة ليبية انتقالية.