عن العلاقات التركية الروسية وعن التصعيد الروسي على تركيا برأيي ان القتيل طيار واحد وخسارة طائرة مقاتلة ، في حين داعش اعترفت بتسببها بمقتل 224 روسيا وماديا طائرة مدنية ، فالهيبة لا درجات لها ...إلا أن رد الفعل الروسي سياسيا واقتصاديا وتهديدات وصلت ببوتين بقوله يوم أمس بخطابه السنوي ، بأنه سيتقرب برأس الرئيس التركي أردوغان إلى " الله " ؛ ولعله من المفيد أن بدأت الشكوك التي تتداول عن " داعش " وتنامي قوته على الأرض رغم مسرحية التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ ما يقارب عامين بالحرب على "داعش" أن بدأت خيوط اللعبة تتكشف ، عن معرفة من يقف وراء داعش تسلحياً واقتصادا ومقاتلين وجهود استخبارية سعت للتعتيم وتزويده بمعلومات مكنته من إدارة تنظيم ناشئ في مختلف القارات . بدأت تلك الخيوط بعد تفجير الطائرة المدنية الروسية في الجو ، واسقاط طائرة قاتلة روسية من قبل المقاتلات التركية ، حيث قالت روسيا أن الطائرة كانت تستهدف الشريان الداعشي بقصف صهاريج نفط قادمة من مناطق داعش التي استولت على آبار نفط سورية ، وكان واضحا منذ سنوات الصراع السوري أن النظام وبراميله المتفجرة لم تحاول قصف تجمعات داعش في الرقة وفوق ذلك كله يبتاع النظام السوري النفط السوري من " داعش" ولا شك أن روسيا وإيران يعلمان ذلك ، فمخابراتهما تغطي الأرض السورية ، ومخابرات الناتو كذلك ومخابرات عربية أيضا ، ودائما نجد أخبارا تنشر عن العلاقة المريبة بين نظام بشار وداعش ، وبين داعش وتركيا ، ولولا الأخيرة لما تمكن داعش من إدخال أسلحتهِ ومؤنه ومحاربيه ..واستطرادا لولا روسيا وإيران وتركيا وأميركا ونظام بشار لتمكنت الفصائل الثورية المعارضة للنظام السوري من هزيمة داعش منذ 2012 . طيران تحالف دولي مع ضخامته وأهدافه التي أعلنت باجتماع جدة بالعام 2014 بالقضاء على داعش واستثناء اوباما الذي قال لن يتم انهاء تواجده بأقل من 3 سنوات .ويعود اليوم ليؤكد أنه يستحيل تدميره دون تدخل بري في سوريا ، ثم يعو ويقول لا يمكن غزو العراق مرة أخرى بتدخل بري ؛ بوتين يتدارى جراء فشله في سوريا بتصعيد تهديداته لتركيا لأسباب معروفة منها كما يقول دعمها لجبهة النصرة عسكريا والتي يستهدفها بوتين أكثر بكثير من استهدافه لداعش ، وفقا لتنسيقه مع أميركا التي تقود التحالف بأن يتقاسما الأدوار ، فأميركا تتولى مواجهة داعش في العراقوسورياوروسيا تتولى إنهاك قوى المعارضة المسلحة وعلى رأسها الجيش الحر والنصرة وكلاهما يعملان لصالح " بشار" . ورغم تهديدات بوتين لتركيا ، لم تصدر ردود أفعال من الناتو ، بل بالعكس تصرح دولها تصريحات نارية مدينة بوتين في حين تشعر بالقلق على ما تكشف من علاقات اقتصادية بين داعش وتركيا فحواها مقايضة النفط السوري الذي يسيطر عليه " داعش" بأسلحة وعتاد وفتح حدود تركيا .. ويلاحظ أن ما استهدفته تركيا منذ إعلانها المشاركة بالحرب على ما اسمته بالارهاب ، مواقع كردية وقوات PKK ؛ ولم تحاول ضرب العمود الفقري لداعش في الرقة لا تركيا ولا التحالف ولا روسيا . هل من المعقول أن يتعصى تنظيم على تحالف دولي وتركياوروسيا . وبدلا عن ذلك يحاول بوتين جاهدا صرف الأنظار عن ضربه للجيش الحر والفصائل الأخرى التي تواجه بشار ، الى افتعال حروب كلامية ، ويردفها بحشود عبر رومانيا للضغط على تركيا لمآرب سياسية، تصب بصالح بشار ، حيث يأتي ذلك قبيل محادثات جنيف المقبلة التي ستتغير لهجة روسيا فيها بأمل فرض شروط التسوية " المطاطة " ومن المؤكد أن تفشل قبل بدئها ، ولا أعتقد أن يتم التعويل على حل سياسي في المدى المنظور ،وستستمر المهزلة حتى نهاية ولاية بشار ، كما كان الموقف إبان جنيف 1 وجنيف 2..الذي تتباهى فيه روسيا أنه لا حل برحيل الأسد ..فيما الجميع يؤكد أن لا حل إلا برحيله وبذلك المشهد في سوريا يبدو أن ما يجري يشبه فرقة مسرحية بلا ما يسترو ، ومباراة على رؤية القذافي بلا حكم وليس شرطا أن يتألف الفريق الواحد بأحد عشر لاعباً .