القيادة إرادة وليست إدارة لكل منا آمال وأحلام وتطلعات، ومن خلال ما بين أيدينا من معطيات، يراد به تحقيق ماهو مرسوم في الأذهان على أرض الواقع، وهذه الآمال تختلف باختلاف اتجهات وميول كل فرد ومدى إبداعه في مجال معين لتحديد أهدافه، وإيجاد الوسائل والسبل التي تؤدي به لتحقيق واقعه المنشود، وَمِمَّا لا شك فيه فإن القيادة تعد أحد أهم وأوسع هذه الآحلام التي يتطلع إليها كل شخص يعمل في منظمة ما سواء كانت حكومية أو خاصة، وأن يكون الرقم الأول فيها، وعلى رأس تلك المنظمة التي ينتمي إليها، ولكن هذا الأمر ليس بالسهل، إذ القيادة لها مجالات وأساليب وطرق ومهارت متعددة ،فلم تعد القيادة سلطة يستمدها القائد من الصلاحيات والمسؤليات الممنوحة له فحسب، بل أصبحت خدمة يقدمها لتابعيه الذين يستمد قوته منهم بعد توفيق الله ومدده، وكما يقال: " سيد القوم خادمهم ". فالقيادة أيها السادة وعد لاوعيد،وعد يقطعه القائد على نفسه بأداء الأمانة، والإخلاص في العمل، وحسن إدارة مرؤوسيه، للرقي بهم نحو الأفضل، ولتحقيق أهدافهم وأهداف المنظمة التي تجمعهم، وليست سيفا مسلطا على رقابهم يهددهم ويتوعدهم دوما بالعقاب والجزاء،فهذا الأسلوب التسلطي الدكتاتوري قد ولى وانتهى زمنه . إذ القيادة ليست إدارة بل إرادة، وعلى من يريد النجاح، العمل على تطوير أدائه ومهاراته وعلاقاته ومواكبة التطور في شتى المجالات في عالم التقنية وغيرها من أدوات تطوير الإنسان. عندما يحصل القائد على مراده، ويعانق مشروعه في واقع حياته،فعليه مواصلة ما بدأ به، وأول ما ينبغي الشروع فيه تنظيم شؤونه الخاصة أولاً، لينعكس ذلك على أدائه في المنظمة، وتعامله مع مرؤوسيه، وليصل من خلال تحقيق أهدافه إلى معانقة رؤية المنظمة وتطلعاتها،بأسلوب مميز، وسيرة مرضية. وبعض القادة قد أصابهم العقم الإداري واﻹنتاجي،وذلك بسبب فقدانهم القدرة على التجديد والتطوير والإبداع والابتكار،وكذلك لتلاشي الثقة بأنفسهم وبالآخرين، ولتقويم المسار وتصحيح الوجهة،ينبغي تعريضهم للمخاطرة مما قد يساعد على دفعهم للارتقاء في السلم المهني والقيادي، وهذه الخطوة قد تكون من أهم الخطوات الناجحة، والتي يمكن من خلالها استصلاح القادة وانتشالهم من الجمود الذي أصابهم، فالتعلم والاستفادة الجيدة من الأخطاء سمة من أهم السمات القيادية، والحقيقة أنه في كل مرحلة من مراحل الحياة المهنية يحتاج القادة أن يكونوا على أتم الاستعداد لإنجاز المهمات، ومواجهة التحديات التي ترجح احتمال الإخفاق. ويجب أن يكون القادة أولوا رؤية ثاقبة وواثقة في هذا السياق، ولا يكتفون بهذا بل لا بد من ركوب تلك المخاطر المحسوبة والتي تساعد على النمو والتقدم مع تجنب الإخفاقات الكارثية التي قد تجلب الدمار والخراب. ومن البديهي أن القادة بشر وليسوا معصومين من الأخطاء، فالقائد الناجح هو من تسبق أفعاله أقواله، وأنه ينبغي على كل قائد أن يصدر قراراته بناءً على ما تقتضيه المصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية وبمشاركة وتمكين اتباعه، فالواقع اليوم مرير جدا في ظل تخبط غالبية القادة، وما تحويه قراراتهم من مصالح شخصية بحتة يراد بها إما جلب المصلحة الخاصة، أو إحداث ضرر عام على مستوى المنظمة أو الدولة المنتمي لها هذا القائد دون إدراك أو دراسة متأنيه منه لما حوله. *ماجستير جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية