أعلى نقطة وصلت اليها كرة القدم السعودية , هي تعتبر القمة بالنسبة لنا . وهي على مستوى الفريق الأول الفوز بكأس اسيا ثلاث مرات , وكذلك الترشح لنهائيات كأس العالم اربع مرات متتالية , والوصول دور الستة عشر في تصفيات كأس العالم . و كنا نطمح في الوصول الى نقطه اعلى . كتجاوز دور الستة عشر الى دور الثمانية . وايضا على مستوى الناشئين الفوز بكأس العالم وكذلك على مستوى الأولمبي , والشباب الوصول الى دور الاربعة في كأس العالم على اما اضن , والفوز بكأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة عدة مرات . لكن الذي حصل هو انحدار كبير من هذه القمة الى القاع تقريبا وتحديدا من بعد عام 2007 الى يومنا هذا في بداية 2015 وذلك بلغة الأرقام التي تحكيها المستوى التصنيفي للمنتخب الذي تجاوز المائة عالميا بعد ان كنا في الثلاثينات وربما اقرب منها في بعض الأحايين . وللأسف لا المجتمع الكروي الرياضي , ولا القادة المسئولون عن كرة القدم , راضيين يعترفون بهذا الانحدار , وانه يجب العمل من المكان الذي وصلنا اليه . وهو مكان الانحدار , وصعود السلم من اوله . بل كلهم عينهم على القمة ويريدون الوصول اليها بخطوة واحدة . ففي كل مره يريدون أن يقفزوا بالمنتخب القفزة الكبرى لبلوغ القمة دفعة واحدة , فيقع وتتكسر أطرافه . والدليل على ذلك , أنه بالرغم من المستوى المنخفض وشح النجوم يحضر القادة مدرب عالمي بناء على رغباتهم وعلى طلب المجتمع الكروي ( النجم الهولندي ريكارد ) والنتيجة , هي السقوط الشنيع في المستوى الفني, وفي الميزانية التي استهلكها استقدامه , والشرط الجزائي . التي لو انفقت على مدرب معقول وعلى اشياء أخرى كمدربين للفئات السنية لكان ذلك اجدى للكرة السعودية , ولكان أجدى لبلوغ مرحلة من مراحل الوصول الى القمة . لهذا ارى أن بداية التصحيح هي الخطوة الأولى وهي الاعتراف بالواقع الحالي والمستوى الذي يقبع المنتخب فيه . والعمل على هذا الاساس , وأن نحترم الفرق التي تطورت وتجاوزتنا عندما نلعب معها لا نتعامل معها بفوقية التاريخ والماضي . الماضي قد مضى وولى , علينا النظر الى الأمام والصعاب التي امامنا لكي نجتازها . خطوة خطوة . الا تتذكرون كيف حققنا كأس اسيا لأول مره كان بوجود النجوم الذين يتلألؤون لأول مره, حيث كان يلعبون وهم خائفون من الفريق المقابل ويعملون له الف حساب ويستبسلون في الذود عن المرمي لدرجة الانتحار ويستغلون اضعف الفرص التي تتهيأ . حتى يتحقق النصر بتوفيق الله. والمعلقون الرياضيون كانوا يبكون عندما نسجل هدفا قد يكون التعادل احيانا وقد يكون هدف الفوز أحينا اخرى ما هم مصدقين اننا سجلنا لأننا كنا نعمل للفريق المقابل قيمة كبيرة حتى لو كان المقابل متخلفا كرويا عالميا . مثل الصين واليابان وكوريا ونيوزلندا وقتئذ. اما ما يحدث في الوقت الحالي فهذه الاشياء لم نعد نشاهدها او نحس بها, لأننا عائشون على التاريخ , والامجاد السابقة, فمثلا عندما نلعب مع إندونيسيا وتايلند او اوز بكستنا نلعب ضامنين الفوز فتهزمنا او تعادلنا , لأننا نعيش في وهم الماضي . وبعد ها تأتي الخطوات الأخرى, مثل حسن الاختيار, والعدالة والكيل بمكيال واحد لجميع اللاعبين والاندية . ودراسة جدوى الاحتراف بطريقته الحالية , وان يطبق الاحتراف الفعلي , والرقابة والمتابعة على بنوده . ومراجعة دراسة عدد اللعبين الاجانب المحترفين الذين يلعبون على حساب اللعب الوطني . الذي أرى أنه لو يقلص عددهم الى لاعبان اثنان كما كان في بادئ الامر , وثلاثة لاعبين محترفين للفريق الذي عنده مشاركة خارجية . فهذا يعطي فرصة لنجوم سعودية تبرز. بعد ان قضى عليها وجود اربعة لاعبين اجانب في الفريق فها نحن نشاهد لاعبون مثل يوسف السالم , ومهند عسيري , وحسن الراهب , ومحسن عيسى , المحياني والمغربي , وغيرهم الكثير الذين . اما يتوقفون على اللعب وينتهون او يظلون حبيسي دكة الاحتياط ولا تتاح الفرصة لهم الى علي مضض. فينخفض مستواهم ويتراجع شيئا فشيئا بدل من ان يتصاعد مستواهم بكثرة اللعب والاحتكاك وخصوصا لاعبي الفريق الأولمبي لكل نادى . الذين يندثر اغلبهم او يتوجهون الى اندية الدرجة الأوى والثانية بدل من التوجه الى المنتخب . وكنا في ذلك الوقت منتخبنا يزخر بالعديد من النجوم الذين يتنافسون من اجل الانضمام للمنتخب . لا بالتذرع بالإصابات وبالحجج من اجل التملص من خدمة المنتخب . ولكي يستغلوا وقت التوقف للسفر الى الخارج لصرف المبالغ اللي نالوها بدون اداء حقها والاستمتاع بها على الملذات التي تقلل من عطائهم وتثبطه.