عزا المحلل التلفزيوني والناقد الرياضي حمد الدبيخي، ما يحدث لكرة القدم السعودية من انخفاض في مستويات اللاعبين، وأكد أن المنتخب السعودي لم يعد كالسابق من حيث الأفضلية في القارة، واعتبر تعادله سلبياً مع عمان أمراً طبيعياً في ظل التفوق لمنتخب عمان الذي فرضه منذ 2004. وقال الدبيخي: «الفرص لا زالت متاحة أمام لاعبي المنتخب السعودي لبلوغ المرحلة الثالثة، وعدم حسم الفرصة كان أمراً طبيعياً، لأننا قابلنا منتخباً بسط نفوذه منذ 2004، ومستواه في ارتفاع على عكس منتخبنا الذي لا زال مستواه في انحدار منذ 2002، فالمنتخب السعودي لم يعد يملك الأسلحة الفتاكة التي كان يستخدمها وأعني به اللاعبين السوبر ستار، فجلُ لاعبي المنتخب السعودي في انحدار، ولم نعد نملك أي لاعب قادر على الحفاظ على مستواه، بدليل مالك معاذ وسعد الحارثي وصالح بشير وياسر القحطاني الذين كانوا في وضع مميز قبل خمس سنوات والآن هم غائبون، وهذا ليس سوى انعكاس للحال المرير الذي تعيشه كرة القدم السعودية فمن ذكرتهم كانوا نجوم شباك وعليهم معتمد كبير، ونحن افتقدنا اللاعب الهداف، وبحسب اعتقادي أن ناصر الشمراني لا يحمل كاريزما اللاعب الهداف للمنتخب بل يحمل كاريزما هداف نادي ووجوده لعدم مقدرة الآخرين على الحضور». وأضاف: «للتأكيد على صحة حديثي أننا لم نلعب ثلاث مباريات بتشكيلة ثابتة، وحديثي هنا لا دخل له بالأمور المتعلقة بالمدرب أو الإدارية، فريكارد لديه أسلحة يستخدمها وهذه الأسلحة غير ثابتة المستوى ما يؤثر على الوضع الفني للاعبين، لأننا لو رغبنا بالحديث عن الأمور الفنية والإدارية لاحتجنا إلى مجلدات، ولذلك سأحصر حديثي في اللاعبين الذين بأيديهم مفتاح الفوز أو الخسارة، بدليل أننا لا نعرف ماذا يحدث في كوريا أو لبنان من الناحية الإدارية أو الفنية فكل ما نعرفه هو أن نتائجه جيدة لأنهم يملكون لاعبين مميزين على عكسنا نحن، فقد غاب عنا النجم الخارق الذي كان يميزنا في السابق. وواصل الدبيخي حديثه عن وضع المنتخب السعودي، وقال: «ما أقوله الآن كنت سأقوله حتى لوأننا كسبنا عمان، لأن الفوز أحياناً ليس مقياساً للتفوق، بدليل أن نادي السد كسب كأس آسيا للأندية على رغم أنه ليس الأفضل». وفند الدبيخي الأسباب التي أدت إلى تراجع المستوى قائلاً: «علينا معرفة الأسباب الحقيقية التي أخفت اللاعبين، وهي في الغالب محصورة في (الأندية، وعقود الاحتراف، والمدربين، والانتقالات) وكل تلك الأمور ليست مبنية على واقع مدروس بل هي تسير بالبركة عن طريق القص واللصق، فلا توجد معايير ثابتة تقوم عليها هذه الأمور، بدليل أننا لا نعرف حتى الآن وضع اللاعب سعد الحارثي هل جدد للنصر أم لا؟، فاللاعب هنا والذي هو محور حديثنا لا يملك الاطمئنان للاستمرار في النجومية». وتطرق الدبيخي إلى اللقاء المقبل للمنتخب أمام أستراليا، وقال: «منتخب أستراليا ليس «بعبعاً» بدليل عجزه عن الفوز بكأس آسيا منذ انضمامه للقارة الآسيوية، وبالتالي فإن مشكلتنا ليست أستراليا بل المشكلة التي تواجهنا هي عجزنا عن معرفة الطريقة التي نتغلب بها على أنفسنا، وهذا لن يكون إلا بتقوية الدوري، ومتى ما تحقق ذلك سنحقق مكاسب كبيرة، ولن يحدث هذا الأمر لأننا لم نوافر سبل النجاح للأندية، بدليل تذمر هذه الأندية من الوضع العام، فالاتفاق مثلاً سيلعب الجمعة أمام التعاون وللتو حضر إليه هدافه وأبرز لاعب فيه والذي ذهب للمنتخب وظل حبيس الاحتياط، ومن المؤكد أن مستواه سيهبط أمام التعاون وسيتضرر الاتفاق، كما تضرر الفتح والتعاون من مشاركة لاعبي فرقهم مع المنتخب الرديف الذي لا أرى طائلاً من تكوينه سوى المتاعب للأندية، فالأندية تعاني من وجود لاعبيها في منتخبات أولمبية، فلاعب مثل يحيى الشهري يلعب مع المنتخب الأول ومنتخب الأولمبي، فيما لم تتم الاستعانة بلاعبين من المنتخب الرديف الذي لا أرى طائلاً منه».