في عام 2008 كنت قد اقترحت في مقال تحت عنوان " مهرجان الجبل " إقامة مهرجان في المحافظات الجبلية أسوة بجزيرة فرسان حيث " مهرجان الحريد " و مدينة جيزان حيث " المهرجان الشتوي " وخلال خمسة أشهر فقط تم تنفيذ الاقتراح بمطل المغراب في محافظة العارضة والعام الماضي بدأ مهرجان البن في محافظة الداير بني مالك ونعيش أيامه الآن في موسمه الثاني وكنا قد ودعنا مهرجان العسل الأول قبل أسبوع في محافظة العيدابي الجبلية . ينتقد معظم المدونين والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي وأسمع في أوساط المواطنين من كل الفئات تذمرهم من مثل هذه المهرجان زاعمين أن الأموال التي تصرف عليها الأولى أن توجه لمصارف أخرى ووجهات غير . والحق أنني ضد هذه الانتقادات ومع التوسع في إقامة المهرجانات في كل محافظات المنطقة الغنية بثرواتها الطبيعية والتاريخية والتراثية ومع أن لا تقتصر المهرجانات على فصل الشتاء فقط وأن يمنح الصيف حظه خصوصا في المحافظات الجبلية التي تتمتع بأجواء عليلة خلاف المحافظات التهامية فالشتاء هو الفترة المناسبة دون شك لمهرجاناتها .وردي على المنتقدين أن مثل هذه المهرجانات تنال حظا وافرا من التسليط الإعلامي بمختلف وسائله لمقر المهرجان والمحيط الذي يجاوره فتكشف وسائل الإعلام الرسمية والفردية كتويتر والفيسبوك والانستقرام عن مواطن الخلل وصور الضعف والتقصير والهزال ويصبح المسؤولون في مرمى الفضح وفي محل ضغط وكشف للواقع الصادم وغير الملائم لميزانيات الخير وبلد الأثرياء . وحتى نكون منصفين ففي العادة يصاحب كل مهرجان تدشين أو تعميد أو التخطيط لمشاريع مصاحبة وهي فرصة لتسويق منتجات البسطاء وانتشارها وتوسع دائرة أعمالهم وهي وسيلة كذلك لجذب الأنظار وجلب أموال المستثمرين سنة وراء أخرى .فقد تحقق الكثير منذ بدأ أول مهرجان للحريد قبل أكثر من عشر سنوات ولم نبق في نفس النقطة وكلما توالت السنوات تحسن الوضع العام ولو بصورة بطيئة أو ثقيلة . وهذه دعوة من جديدة لزيادة المهرجانات على أن تشمل كل المحافظات وكل شهور السنة . 1