172 شهيداً واكثر من 1230 جريحاً حصيلة ( الجرف الصامد) حتى اللحظة منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة . الانسان الفلسطيني يعيش ليموت نيابةً عن كل العرب يومياً عشرات المرات ! وهو إذ يبحث في ايدينا عن شيء آخر لم نستطع تقديمه له حتى الآن , يفتش عن خبز العروبة الاسطوري وينتظر غوث الثأر للشهداء , يسألنا الإكسير الذي يطفئُ غيض قلبه , ويعيد إلى الأمة ماء وجهها ويرد إلى الشيخ ارضه وتاريخه , وينتشل الاطفال من جحيم القتل والفقر والأسر , إنَّ الفلسطينيين يتصدقون على الأمة في عصر جفافها -وهم صائمون- بدماء اطفالهم ونسائهم وشيوخهم . بعد هذه المقدمة الغائية المفتعلة .. اعود إلى عملية ( الجرف الصامد ) التي اطلقتها قوات الاحتلال الاسرائيلي الاثنين الماضي في اعقاب اختطاف وقتل ثلاثة شبان اسرائيليين لم تعلن اي جماعة مسؤوليتها بوضوح عن مقتلهم حتى الآن , وبناء على - التخمين - من جانب السلطات الاسرائيليه شن جيشهم حرب ابادة على قطاع غزة مستهدفاً النساء والاطفال والممتلكات لتصفية عناصر حماس الارهابية المندسة في منازل المدنيين وتدمير مخازن الاسلحة المخبأة . في اعقاب هذا حملَّ الجيش الاسرائيلي حركة حماس المسؤولية الكاملة عن المجزرة التي ترتكبها قواته في حق المواطنين الفلسطينيين كما صرح بذلك المتحدث الرسمي للجيش الاسرائيلي ! والسؤال هنا : أليست اتفاقية جنيف تُجرم العقاب الجماعي وتصنفة كجريمة حرب , وتُحرِّم معاقبة الجماعات لجريمة ارتكبها اشخاص ؟ - على فرضية أنّ المستوطنين الثلاثة تم قتلهم بأيدٍ فلسطينيه ! اذا ما اضفنا إلى هذا تدمير منزليّْ الفلسطينيين المشتبة بهم من قبل الجيش الاسرائيلي دون اعتقال او محاكمه , اضافة إلى قيام مجموعة من المستوطنين -كرد على مقتل الشبان الثلاثة - باختطاف طفلٍ فلسطيني واغراقة بالبنزين وصبة في حلقة ثم حرقة حتى الموت ! ألا تعد هذه الأخيرة في حد ذاتها جريمة ارهابية بشعة يُجرمها القانون الدولي والانساني !؟ أليس تجريم حماس ورمي كامل المسؤولية على عاتقها وكأنها قوة احتلال غاشم لا ديدن لها منذ 66 عاماً سوى التعدي على الاسرائيليين وسلبهم حق الحياة والارض والتاريخ ونقض المعاهدات والهدنات كلما أُبرمت , ألا يُعد هذا اجحافاً وبُعداً عن الموضوعية ؟ انا لست مع الطوبائية حتماً ولكن قليلا من الانصاف ياعرب .. إن كان صُنَّاع القرار العالمي يحملون من المسؤولية تجاه غزة الثلث فنحن العرب نحمل تجاهها اضعافه وتحمل اسرائيل حظها منه ايضاً فهي في النهاية منظمة ارهابية تحت ستار دولة , منحها هذا اللقب المزيف شرعية لتقتل وتصادر الارواح والحريات بحجة الدفاع عن أمن مستوطنيها ؟ وإن افترضنا أنَّ المقاومة خيار غالبية الفلسطينين فهل من حق اسرائيل ابادتهم وارهابهم وقتل الاطفال والنساء وتدمير الممتلكات ؟ وعلى جانبٍ ليس ببعيد لماذا يستمر الاعلام المصري بقيادة حملة واسعة لشيطنة حماس ؟ من المستفيد من وأد المقاومة وتدمير غزة وحصارها؟ اطفال غزة ام مصر ام العروبة ام اسرائيل ؟! اترك اسئلتي دون جواب لأدع الاحداث هي من تُجيب عليها .. 1