يحدثني احد الزملاء من المهووسين بكرة القدم يقول هذا الموسم موسما استثنائيا بالنسبة لي نظرا لتميز فريقي المفضل على الفرق الأخرى وانعكس على هذا على اسرتي وخاصة الوالدة يحفظها الله , ويتابع والدتي تعيش الحدث اول بأول واحيانا اسمع دعواتها لفريقي اثناء الصلاة ,, انتهى كلامه ؛ لم استغرب حديث صاحبي عن متابعة والدته للرياضة وهذه نتيجة طبيعية للتركيز الإعلامي المحموم على الرياضة خاصة كرة القدم التي اشغلت الغالبية العظمى من البشر ؛ حتى اصبحت كرة القدم ومتابعتها جزء مهم في حياتهم , بعض الدول تجعل الوصول لكأس العالم هدفا استراتيجيا وتنظيم البطولة قد يصرف من اجله المليارات سعيا لتحيق مكاسب اقتصادية واعلامية . هاهي البرازيل التي تعتبر الأولى عالميا بتاريخها الرياضي وتصدير اللاعبين والمدربين لم تحصل على الشهرة العالمية الا من خلال الرياضة رغم انها تصنف عالميا من الدول الصناعية . أما على مستوى الأندية فالأندية الإسبانية زعيمتها و حققت شهرة عالمية من خلال الاستثمار المدروس في جلب افضل اللاعبين وما صفقة اللاعب البرازيلي ( نيمار ) التاريخية عنا ببعيد حيث ذكرت الصحف أن الصفقة وصلت ل 111 مليون يورو وهم يدركون جيدا ان الصفقة ستدر عليهم المزيد من الأموال من خلال الدعاية والنقل والمراهنات وغيرها من الوسائل الأخرى . والسؤال ماذا عن احوالنا الرياضية وهل نحن في المسار الصحيح ؟ وللإجابة على السؤال اقول كم نحن بعيدون جدا عن المسار الصحيح والأسباب اجملها في ما يلي .. لا يمكن ان نرتقي رياضيا ومعظم الأندية تعتمد على الدعم الشرفي الذي حتما سيتوقف يوما ! لا يمكن ان ترتقي رياضيا والمنافسة محصورة بين اطراف لديهم وضع اجتماعي ووفرة من المال وكل يريد ان يسكت الآخر ! لا يمكن ان نرتقي رياضيا ولا اخلاقيا وبعضهم ممن جعل الأعلام الرياضي وسيلة الشهرة وتصفية الحسابات ! لا يمكن ان نرتقي رياضيا و اللاعب اصبح رمزا وقدوة يشار اليه بالبنان ويحظى بتميز اعلامي واجتماعي لم يحلم به يوما وقدم في المجالس على الأطباء والأساتذة والمفكرين لا يمكن ان نرتقي رياضيا ونحن نسمع ونقرأ القدح والنبز والتشكيك وحتى القذف وكثير من الموبقات الرياضية التي جعلتنا اضحوكة عند الآخرين ؟ لا يمكن ان نرتقي رياضيا وكثير من القنوات تستقطب اصحاب الآراء المثيرة للجدل سعيا منها لتحقيق مكاسب اقتصادية واعلامية ! واخيرا لا يمكن ان نرتقي رياضيا والإدارة الرياضية بالتوارث الأفقي والرأسي !! المغزى هو ان الرياضة اصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا شئنا ام ابينا ومع كل اسف اصبحت سببا في تفريق المجتمع بألوان واتجاهات مختلفة وسمحنا للمغرضين بالدخول لزيادة الاحتقان وبث الإشاعات لأهداف خبيثة !! لا أحد ينكر أننا نسير رياضيا نحو منحدر خطير والله وحده يعلم منتهاه وسينعكس سلبيا على المجتمع وقراءة واحدة للتعليقات على احد المواضيع الرياضية المثيرة تستنتج من خلاله حالة الاحتقان لدى المتابعين ولهذا اقول يجب وقف التراشق الإعلامي والمهاترات القنواتية , واذا كانت الجهات المعنية ( اقصد غير الرياضية ) راغبة وتريد تصحيح التدهور الإعلامي الرياضي فعليها العمل بكل جدية لإزالة الأسباب التي اوصلتنا الى هذا المستوى الخطير " " للجميع التحية " علي بن محمد العليان / الخبر