ثلاثةٌ وثمانون عاما , مضت , كأنما هي البارحة , لايزال المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله , يعيش بين افراد وطن ما كانوا ليلتحموا في بوتقة واحدة , على ثرى دولة في قلب العالم , لولا مشيئة الله , ثم بعد نظر , وحكمة وهمة رجل وضع أمامه هدف سامٍ , واضعا رأسه على راحته , معمدا بالتوكل على الله , مؤمنا بقضيته بهمة فارس , مستلهما تاريخا عبقا صمم إلا أن يعيد الأمور إلى نصابها , يجمع شتات أمة غدت قبائل متناحرة , وإمارات متنافرة , يعمها الجهل , وتحيط بها أعاصير وأنواء , وتتقاذفها طرابيش سلاطين , وأطماع دول استعمارية , وظَّف مهاراته القيادية , وعلاقاته الحميمية بأناس في الداخل يتعطشون لساعة الخلاص من الفوضى والاضطرابات السياسية , مع قلة حيلة , وهوان على الناس. . نجح بتحقيق المعجزة , وجمع الأمة ووحد الأرض , واستعاد الشطآن التي كانت مستباحة من طامعين وأفاقين وتحققت المعجزة , شيئا فشيئا , بقوة الحق , وحق القوة , أنجز حلمه واستعاد بل وأعاد الوطن إلى حمى دولة أضحت في مصاف الدول الرائدة ,, بمكانتها الدينية , وبتأثيرها الاقتصادي , وبسياستها الثابتة , القائمة على هدى الدين القويم. . نعيش اليوم بعهد المنجزات الحضارية بالتوازي مع ثوابتنا الدينية الراسخة , تبوأت فيه المملكة قيادة أمتها العربية والإسلامية مع أننا لم نسمع قائدا من ملوكها أن أدعى ذلك أو تفاخر به , بل بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء والأشقاء , يجدون في المملكة حاضنة لهموم شعوبهم , باذلة مقدراتها لخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية دون شعارات وضوضاء ومزايدة أو مِنَّة على أحد. تمثل المملكة بعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله 22 دولة عربية بقمة العشرين الاقتصادية , رأس الحربة في مساعدة شعوب قهرها طغيان حكامها وتحالفهم مع أعداء الأمة العربية ,أنجز بعهده الميمون انجازات حضارية فانتشرت الجامعات بشتى المناطق والمحافظات , تضاعف دخل الفرد باضطراد مع زيادة الناتج القومي , تنمية مستدامة بدأت تعطي ثمارها , استأصل شأفة الارهاب بحكمة واقتدار , ومن الصعوبة سرد ما أنجز. ولكن تبقى الشواهد ماثلة للعيان. في هذا اليوم لا يسعني إلا أن أهنئ مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز , وسمو سيدي النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز , وحكومتنا الرشيدة وأبناء وطني العزيز باليوم الوطني (83), سائلا الله عز وجل أن يحفظ قيادتنا الحكيمة وشعبنا الوفي , وأن يعلي شأن بلادنا ويدفع عنها كيد الكائدين ، و"السفينة" بفضل الله في أيادٍ أمينة . تُركي بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود ..