إن فقد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود يعد من المصاب الجلل ومن الخطب العظيم على بلادنا وأمتنا العربية والاسلامية ، فقد كان رحمه الله تعالى رجل دولة وسياسة اجتمع فيه من الإخلاص لدينه، والولاء لمليكه، والاهتمام بشعبه ووطنه، والحرص على أمتيه الإسلامية والعربية ما لا يتوفر في غيره – ولا نزكيه على الله تعالى- ولعل من حسناته ومآثره التي لا تعد إنشاء ودعم كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية بجامعة الملك عبدالعزيز سعياً منه – رحمه الله - إلى نشر القيم الأخلاقية وتعزيزها في المجتمع السعودي،وتعريف العالم من حولنا بقيمنا الإسلامية الرفيعة، وكذلك دعمه للبحوث الاجتماعية والإنسانية كأحد أهم السبل لحل مشاكل المجتمع السعودي وتقديم الحلول لها مما أفرز مركز الأمير نايف بن عبدالعزيز للبحوث الاجتماعية والإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز أيضا. ومن خلال عملي في الإشراف على كرسي سموه للقيم الاخلاقية وادارة مركز الأمير نايف بن عبدالعزيز للبحوث الاجتماعية والإنسانية لمست غيرة سموه على دينه وشباب وطنه حيث كان يبادر بالتوجيه الكريم والمتابعة المباشرة وإصدار التعاميم لتشجيع الأعمال الخيرية والإنسانية والاجتماعية في المجتمع،وتشجيع البحث العلمي من خلال دعم جائزة سموه للسنة النبوية، كما كان –رحمه الله- يحذر من الظواهر السلبية لدى الشباب والمجتمع ويوجه بالتصدي لها ،اذكر منها للمثال لا للحصر أوامره – رحمه الله- لكل الجهات المعنية بتفعيل التوصيات للمؤتمرات واللقاءات التي تنفع الأمة في سائر المناحي وخصوصا الشباب، وكذلك رفضه – رحمه الله – لظهور الشباب السعودي في بعض البرامج التليفزيونية والفضائية التي تخالف مبادئ الشريعة الإسلامية والتقاليد العربية السعودية، وكان من حزمه -رحمه الله- أنه بذل الوسع واستفرغ الطاقة في مجاهدة الإرهاب والإرهابيين – دعوة ونصحا وترغيبا ومقاومة حتى رد المغرر بهم إلى الصواب واستأصل شأفة المحاربين منهم وسط إعجاب العالم وتقديره واحترامه، رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز وأجزل مثوبته وعوض خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي والأمتين الإسلامية والعربية في فقيدها خيرا وأجرا. إنا لله وإنا إليه راجعون . * عميد كلية التربية والمشرف على كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية ومدير مركز الأمير نايف للبحوث الاجتماعية والإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز