حمل مركز الأمير نايف بن عبدالعزيز للبحوث الاجتماعية والإنسانية رسالة التميز المرجعي في التعامل مع القضايا الاجتماعية والإنسانية وفق أسس علمية لحماية وتنمية الفرد، وسلامة المجتمع وتقدمه. وقد تميز بتوظيف البحث العلمي في معالجة المشكلات الاجتماعية وخدمة القضايا الإنسانية في المملكة بعدما شهدت نهضة علمية وتعليمية هائلة، في شتى المجالات شملت العلوم الإنسانية والاجتماعية التي لعبت دورا جوهريا في بناء الإنسان فكريا وثقافيا واجتماعيا ونفسيا. وأسهم المركز في فهم المجتمع بخصائصه وقضاياه وترصد ظواهره الجديدة وتحليل المشكلات والصعوبات التي يواجهها والعمل على إيجاد الحلول الناجعة لها. وبرزت الحاجة إلى إنشاء مركز تميز للبحوث يهتم بالمجالات الإنسانية والاجتماعية، تحت مسمى "مركز البحوث الاجتماعية والإنسانية". وكانت أهداف المركز تقديم كافة الخدمات العلمية من بحوث ودراسات واستشارات في المجالات الإنسانية والاجتماعية، لتحقيق نهضة علمية بحثية شاملة تغطي قضايا الأسرة السعودية، والمخدرات، والشباب، والمواطنة، والثقافة، والهوية، والموهبة، والإبداع، والسلوك الإجرامي، والاتجاهات، والرأي العام. والإسهام في تقديم حلول عملية مدروسة لمعالجة المشكلات الاجتماعية والحد من انتشارها، ورصد القضايا والمعوقات الحيوية في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية ودراستها، لوضع النتائج والتوصيات والحلول تحت تصرف جميع الهيئات والمؤسسات والجامعات بالمملكة. وكذلك عمل دراسات علمية ميدانية تحدد واقع الظواهر الاجتماعية وحقائقها التي يعايشها المجتمع السعودي، وغيرها من الأهداف. هذا وأنجز المركز الكثير من الإنجازات منها عقد بروتوكول تعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بجمهورية مصر العربية. ومذكرة تعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات. واتفاقية تعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية. كما فاز المركز بمشروع وزارة التربية والتعليم لإنشاء وتنفيذ مناهج ومدارس الموهوبين ومراكز الإبداع والابتكار بالمملكة. وتصميم وتنفيذ برنامج وقاية الشباب من الجريمة بمنطقة مكةالمكرمة. وإجراء بحوث ممولة مع إمارة منطقة مكةالمكرمة وعقد برتوكول تعاون مع جمعية بشائر الخير لمكافحة المخدرات بدولة الكويت الشقيقة. وأخيرا اتفاقية تعاون مع الدكتور إبراهيم الخليفي من دولة الكويت الشقيقة للتعاون في تقديم دورات لوحدة بحوث الأسرة في المركز. ويحتوي المركز على 11 وحدة وهي وحدة بحوث مشكلات الشباب، وهي وحدة ترتكز على دراسة المشكلات وبحثها، ورصد التحديات والعقبات الأسرية والاجتماعية والتعليمية والمهنية واختلالات الُخلق وأوقات الفراغ التي تواجه المراهقين والشباب من الجنسين، وطرق التوجيه والإرشاد لهم، وتعليمهم المهارات الاجتماعية المطلوبة في المجتمع المعاصر. ووحدة المواطنة والمسؤولية الاجتماعية والتي تُعنى بالأبحاث المتعلقة بنشر ثقافة المواطنة، وروح المسؤولية الاجتماعية، لزيادة التماسك الاجتماعي، والحفاظ على ممتلكات المجتمع ومكتسباته الحضارية، ووحدة الثقافة والهوية وتُعنى بالأبحاث المتعلقة بثقافة المجتمع وهويته في سبيل تعريف الأجيال الناشئة بثقافة المجتمع وتراثه، والحفاظ على الهوية والإرث الثقافي للمجتمع. ووحدة بحوث الموهبة والإبداع والتي تهتم بإجراء البحوث والدراسات عن الموهوبين والمبدعين وسبل الكشف عنهم ورعايتهم، مع التركيز على العوامل التي تؤثر على تباين الموهبة والإبداع منذ الطفولة. ووحدة بحوث دراسات الجريمة والتي تهتم بدراسة السلوك المضاد للمجتمع، والمسيء لأفراده وممتلكاته وعلاقاته عبر دراسات علمية من أجل وصف أنواع السلوك المضاد للمجتمع وقياسها وتفسيرها من خلال الأطر النظرية العلمية، مع مراعاة الخصوصية الثقافية والدينية للمجتمع، وبما يفيد الجهات ذات العلاقة في ضبط السلوك الإجرامي والتحكم فيه، وتوقع الصور المستقبلية المتوقعة في ضوء المتغيرات الحالية. وذلك بالإضافة إلى وحدة بحوث الاتجاهات والرأي العام والتي تهتم بقياس اتجاهات الجمهور والرأي العام حول القضايا الاجتماعية ذات الأهمية، لمعرفة نبض الشارع السعودي فيما يتعلق بالموضوعات المختلفة التي يود متخذ القرار معرفتها. ووحدة دراسات المرأة وتهتم برفع مستوى الوعي العام وتوعية الجهات ذات العلاقة بواقع المرأة وقضاياها في المجتمع السعودي، وتنطلق الوحدة عبر إجراء الدراسات والبحوث وتنظيم الندوات وورش العمل، للارتقاء بمكانة المرأة السعودية التي يعدها المجتمع ضرورة وطنية لضمان تعبئة كل موارد المجتمع وتمكين كل عناصره من المشاركة بفعالية في مواجهة التحديات التي تطرحها التحولات العالمية الراهنة. وتركز وحدة دراسة السكان والتخطيط الاجتماعي على الدراسات الديموغرافية، من حيث نمو وتركيب السكان في المجتمع، ودراسة التركيب الهرمي للسكان، المواليد والوفيات، والهجرة الداخلية والخارجية، ومعدلات الإصابة بالمرض، والقوى العاملة في حركتها، والتغيرات التي تحدث بسبب المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية. ووحدة الترجمة التي عبرت عن الحاجة الماسة للعالم العربي لنقل المعرفة وتبادل الخبرات والتعرف على الآخر. ويقول عميد كلية التربية والمشرف على كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية ومدير مركز الأمير نايف للبحوث الاجتماعية والإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور سعيد الأفندي إن الأمير نايف -رحمه الله تعالى- كان رجل دولة وسياسة اجتمع فيه من الإخلاص لدينه، والولاء لمليكه والاهتمام بشعبه ووطنه والحرص على أمتيه الإسلامية والعربية ما لا يتوفر في غيره ولا نزكيه على الله تعالى. ولعل من حسناته ومآثره التي لا تعد إنشاء ودعم كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية بجامعة الملك عبدالعزيز سعيا منه رحمه الله إلى نشر القيم الأخلاقية وتعزيزها في المجتمع السعودي، وتعريف العالم من حولنا بقيمنا الإسلامية الرفيعة، وكذلك دعمه للبحوث الاجتماعية والإنسانية كأحد أهم السبل لحل مشاكل المجتمع السعودي وتقديم الحلول لها مما أفرز مركز الأمير نايف بن عبدالعزيز للبحوث الاجتماعية والإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز أيضا. وقال الأفندي إنه من خلال عمله في الإشراف على كرسي سموه للقيم الأخلاقية وإدارة مركز الأمير نايف بن عبدالعزيز للبحوث الاجتماعية والإنسانية لمس غيرة سموه على دينه وشباب وطنه حيث كان يبادر بالتوجيه الكريم والمتابعة المباشرة وإصدار التعاميم لتشجيع الأعمال الخيرية والإنسانية والاجتماعية في المجتمع، وتشجيع البحث العلمي من خلال دعم جائزة سموه للسنة النبوية، كما كان رحمه الله يحذر من الظواهر السلبية لدى الشباب والمجتمع ويوجه بالتصدي لها. ويذكر منها على سبيل المثال لا للحصر أوامره -رحمه الله- لكل الجهات المعنية بتفعيل التوصيات للمؤتمرات واللقاءات التي تنفع الأمة في سائر المناحي وخصوصا الشباب، وكذلك رفضه رحمه الله لظهور الشباب السعودي في بعض البرامج التلفزيونية والفضائية التي تخالف مبادئ الشريعة الإسلامية والتقاليد العربية السعودية. وكان من حزمه رحمه الله أنه بذل الوسع واستفرغ الطاقة في مجاهدة الإرهاب والإرهابيين دعوة ونصحا وترغيبا ومقاومة حتى رد المغرر بهم إلى الصواب واستأصل شأفة المحاربين منهم وسط إعجاب العالم وتقديره واحترامه. وبين الأفندي أن المركز انطلق قبل عامين وتمت موافقة سمو ولي العهد على إطلاق اسمه عليه. ويسعى المركز إلى تعزيز القيم في المجتمع ورصد أسباب ومظاهر انحسار القيم الإيجابية وانتشار المفاهيم السلبية وله عدة مهام منها إجراء البحوث والدارسات وتوعية المجتمع من أضرار المخدرات وجوانب توعية الشباب وقضايا المرأة واللغة والثقافة السعودية. وأجرى المركز دورة تدريبية لمراكز الأحياء قبل أسبوع وقام المركز بمشاركات اجتماعية فعالة وعديدة منها مع رعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم، وأصبح بيت الخبرة للجوانب الإنسانية. وبين أن من ضمن أهداف المركز تقديم كافة الخدمات العلمية من بحوث ودراسات واستشارات في المجالات الإنسانية والاجتماعية بغرض تحقيق نهضة علمية بحثية شاملة، وتغطي بحوثه أهم القضايا منها قضايا الأسرة السعودية والمخدرات والشباب والمواطنة والثقافة والهوية والموهبة والإبداع والسلوك الإجرامي والاتجاهات والرأي العام ، ويساهم المركز في تقديم حلول علمية مدروسة لمعالجة المشكلات الاجتماعية والحد من انتشارها. ويرصد المركز القضايا والمعوقات الحيوية في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية ودراستها، ووضع النتائج والتوصيات والحلول لتكون تحت تصرف المؤسسات والجامعات بالمملكة وجميع الهيئات، ويعمل المركز بتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية للأسر وإعداد دراسات علمية دقيقة تستشرف ما يستجد من مشكلات في المجتمع ووضع برامج دينية اجتماعية ونفسية وإعلامية للحد من نسب انتشار الظواهر الدخيلة والسلبية على المجتمع السعودي.