أسئلةٌ كثيرةٌ أجدني مقيّد الفكر لا أستطيع تفسير رموزها , أسئلةٌ جعلت الحيرة تشقي مضجعي و تدمي أدمعي لليالٍ طوال , أسئلةٌ جعلتني أعيش وحيدا رغم كثرة الناس حولي , فأنا أئن لألم لا يشعر به أحد سوى من ابتلاه الله بما ابتليت به والحمد لله والشكر له على ما أعطى ويعطي . حياة بؤس أعيشها ,أنس مفقود و نور محجوب و أمل ضائع اليوم وعبر هذه الصحيفة التي آمل عن طريقها إيجاد الجواب الشافي لسؤال طالما احتار عن إجابته الفلاسفة العقلاء والعباقرة النجباء. هذا سؤالي فاحتملوا فضاضته من أجل أطفال يعيشون غربتنا و يذوقون معنا شر المرارات ؛ إلى كل مهتم وإلى كل مسؤول , احتملني قليلا وجد لحيرتي مخرجا ولعلتي دواءً , إليك السؤال :-ما أسباب حرمان التوحديين من حقوقهم , ولماذا لا يساوون ببقية فئات المجتمع ؟. لقد عملت حكومة المملكة منذ تأسيسها على يد الملك /عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه ,على توفير جميع الخدمات لمواطنيها ومقيميها وقد تنوعت الخدمات من صحية وسكنية ودوائر حكومية أخرى يجد المواطن بها ضالته , وقد صرفت من أجل توفيرها المليارات ليعيش عيشة آمنة و كريمة , وقد نجحت بفضل من الله عز وجل في توفير ما يلزم لهم من خدمات , ولو نظرنا إلى جميع ما يحتاجه المواطن لوجدناها مشرعة الأبواب تنتظر منه الإقدام لإنهاء ما يريد وان عراها بعض القصور من بعض المقصرين . فبالرغم من كبر مساحة المملكة إلا أنها استطاعت توفير سبل الراحة للمواطن والمقيم فلا تكاد تخلو منطقة إلا و بها مستشفا حكومي ومدارس حكومية لجميع المراحل, وجامعات تعليمية , وأندية رياضية وترفيهية . فبعد كل هذه الإنجازات أجد نفسي أمام جانبين متناقضين الأول , جانب مضيء , ومنه يستطيع الكثير من فئات المجتمع مواطنين ومقيمين وزائرين ,الاستفادة من جميع هذه الخدمات المتاحة في بلدنا وبالمجان .و الجانب الآخر ؛ الجانب المظلم الذي تعيش فيه فئة التوحد بلا حقوق رغم تزايد عدد المصابين والذي قد يصل إلى (322.459) مصابا في المملكة , فهم بلا مراكز تأهيلية , ولا مستشفيات حكومية , ولا ملاعب ترفيهية , هم منذ عام 1994 م فئة منسية . و رغم إصدار الأوامر لوزارة الصحة بإنشاء المراكز الخاصة بهم منذ أكثر من أحد عشر عاما , وأعني هنا مراكز حكومية تكون خير معين لفقراء أذلتهم تلك المراكز المنتشرة في الرياضوجدة والدمام وفي الدول المجاورة والتي لا يهما سوى نهب وأخذ ما تستطيع من مال بشتى الوسائل ولا فائدة ترجى بعد هذا الذل وتلك الخسائر , إلا أنها ما زالت غائبة عن النور وما زال الآباء والأمهات يناشدون بألم وحسرة وأمل في استرجاع أمل قد فقد , حقا حقوقهم لم تخلق بعد في بلد قاعدته الشرعية هي المساواة بين أفراد المجتمع , وفي بلد يحكم بالدين والقران وبسنة محمد صلى الله عليه وسلم . وطني الغالي : أليسوا أبناءك , ألا يعيشون فوق ثراك , ألست من حضن آباءهم وأمهاتهم قبل إيجادهم , إذاً فلمَ تحرمهم من حقهم ومن خيراتك ؟. 1